أحمد حسن العراقي
• في صورة جديدة يظهر فيها رئيس الوزراء محمد توفيق مع الفريق عبد الوهاب الساعدي .. قرأها الكثيرون بان رئيس الوزراء ينوي ان يمنحه حقيبة وزارية .. وان يكسب ود مجموعات من المتظاهرين التي تنتصر الفريق الساعدي .. لكن ما هي قصة هذا الجنرال وتحديدا في ما يسمى بتظاهرات تشرين - اكتوبر ..؟
• في الحقيقة ربما ما سأكتبه قد لا يروق للكثير من انصاره ومؤيديه لكن لابأس فلم اعد ارى بان إخفاء الحقائق سيكون امرا صائبا او صحيحا بعد كل ما جرى وما وقع ..
الفريق الساعدي الذي برز كقائد في معركة تحرير المدينة القديمة في الموصل .. والتي اذا ما قيست بالمعارك الطاحنة والكبيرة التي قادها قادة الحشد الشعبي .. اذا ما قيست في معارك فك الحصار عن آمرلي او مصفى بيجي او جرف الصخر او الصقلاوية .. فإن معركة المدينة القديمة في الموصل ستكون هامشية لا حجم لها في قبال المعارك المذكورة ..
• والسؤال هنا لماذا إذن كانت الصحف الامريكية والبريطانية .. ووسائل إعلام عراقية وصفحات الفيس بوك المعروفة بتوجهاتها المشبوهة .. تطبل للساعدي ليلا ونهارا .. لماذا كل هذا الصخب الإعلامي وتسليط الأضواء عليه ؟
الى حد أثار إستغرابي حينها .. حتى ان المفكر والصحفي الإسرائيلي برنارد ليفني إلتقى بالساعدي .. وأثار ذلك ضجة كبيرة وخرج الساعدي ليقول بانه كان يجهل هويته ..!!
• في الحقيقة اعتقد ان هذا لم يأتي عبثا فهناك جهات عديدة كانت قلقة من بروز أسماء لامعة من قادة عسكريين محترفين في الحشد وفي مقدمتهم الشهيد القائد ابو مهدي المهندس المعروف بمناهضته لأمريكا وإسرائيل ومعسكرهما ..
• ومن هنا كان لابد من صناعة قائد أخر بعيد عن الحشد .. يكون ضداً نوعياً لأمثال القائد الشهيد ابو مهدي المهندس ويقاسمه التأثير الشعبي والكاريزما القيادية .. مع ان الرجلين يفترقان في التوجهات الفكرية والمميزات الشخصية .. فالساعدي ضابط عسكري .. والمهندس قائد مجاهد .. الساعدي لم يعرف عنه بأنه رجل فكر وثقافة .. في حين كان المهندس من الطليعة التي رافقت السيد الشهيد محمد باقر الصدر .. ونهلت من افكاره .. في الوقت الذي كان الساعدي يخضع للتدريب والتأهيل والتثقيف في الكلية العسكرية كمؤسسة يشرف عليها جهاز الامن البعثي .. ويراقب كل الضباط ويصوغ توجهاتهم وأفكارهم ..فالفارق إذن واضح بين الرجلين .. من الافكار والتوجهات .. وصولا الى السلوك والمظهر الخارجي ..
• في احداث 1 تشرين خرجت مجموعات تطالب بتولي الساعدي حكومة انقاذ .. وكانت تنتظر من الساعدي ان يقوم بإنقلاب عسكري .. هذا كان يؤشر لوجود مشروع كبير ومدروس .. ومخطط له مسبقا .. حتى ان هذه المجموعات بدت وكانها قد تم تلقينها بشكل مرتب وممنهج ..
• هذا كله ادا ضممنا له تصريح الشيخ قيس الخزعلي الذي قاله قبل إنطلاق التظاهرات حيث قال بان هناك مخططا يراد تنفيذه يوم 1 تشرين يشترك به احد الرئاسات الثلاث - والذي يمكن القول بانه يشير الى برهم صالح - واحد القادة الامنيين الكبار .. في تنفيذ عملية إنقلابية بالتعاون مع السفارة الامريكية ..
فكانت الشبهات ولا تزال تحوم فوق إسم الفريق عبد الوهاب الساعدي ..
وهذا ربما ما ترجم قرار رئيس الوزراء السابق بنقله من قيادة جهاز مكافحة الإرهاب الى الميرة في وزارة الدفاع .. وهو ما اثار غضب الساعدي الذي خرج بتصريح على وسائل الإعلام يرفض فيه هذا القرار في سابقة خطيرة في العرف العسكري !!
ومرت الأحداث متسارعة ومتوالية .. الى ظهور هذه الصورة اليوم التي يجلس فيها الساعدي بالقرب من رئيس الوزراء .. مع تسريبات انه من المحتمل منحه وزارة الداخلية ..
• فهل هذه الصورة تعني انها رسالة الى الجهات التي كانت تقف وراء زج الساعدي في عملية إنقلابية بان الجنرال الساعدي سيكون في صف الدولة ونظامها الحالي .. او انها تعني اننا هزمنا مشروعكم ولكن مع ذلك نحن نقبل بتقاسم السلطة مع ممثليكم .. ؟
هل الجنرال الساعدي يعي ما يدور حوله هل كان يعرف في المخطط الذي قد زجت بإسمه عدد من الجهات .. في الحقيقة لا يمكن الجزم بشئ من هذا كله ..
______________
https://telegram.me/buratha