المقالات

التعليم وطن


محمد صادق جراد

 

 

إن أردت وطنا قويا ومجتمعا متماسكا فعليك بدعم التعليم ولهذا نجد  الكثير من الأمم تحترم العملية التعليمية وتعطيها الأولوية والاهتمام لأنها تدرك بأنّ انتاج جيل واعٍ محب لوطنه هي الخطوة الاولى في عملية بناء الإنسان الوطني الذي يسهم في تطوير بلده، ولهذا قد حافظت تلك الأمم على سير التعليم في ظروف الحروب والأزمات الاقتصادية الكبيرة لان أيّ تهديد للتعليم يشكل خطرا على عملية بناء الإنسان والمجتمع فالتعليم هو سلاح المجتمع القوي لأنه يعمل على غرس المبادئ والقيم الإنسانية والوطنية ومن دونه يصبح المجتمع ضعيفا،هشا، أمام الأزمات والمشاكل التي تواجهه . وعلى الرغم من ذلك نجد هناك من لا يدرك هذه الحقائق فنتابع اليوم توقف عجلة التعليم في الكثير من مدارس الوسط والجنوب في العراق بسبب الاحتجاجات والتظاهرات بعد أن تحركت جهات معينة تجاه غلق المدارس وكتابة عبارة (مغلق بأمر الشعب) ولا ندري إن كانت تلك الجهات قد حصلت على تخويل شعبي بهذا العمل حيث أصبحت جهات عديدة تعمل تحت لافتة «بأمر الشعب} لتحقيق مصالحها الخاصة فنرى الطرق تغلق بأمر الشعب والقتل والحرق واستهداف الممتلكات العامة والخاصة كلها تحدث اليوم بأمر الشعب وهذا ما يمكن أن نسميه استثمار التظاهرات من قبل بعض الأطراف والأشخاص لتحقيق مصالح ضيقة على حساب المصالح الوطنية العليا. إنّ من يعمل على غلق المدارس في مدينته ويستخدمها كورقة ضغط على الحكومة عليه أن يدرك بأن هناك ضوابط دولية لاحتساب الأيام الدراسية الفعلية وهذا قد يتسبب في ضياع العام الدراسي في مدن معينة دون الاخرى ما يجعلنا نشكك في النوايا والغايات فلماذا يتم استهداف المدارس في محافظات دون غيرها؟ ومن الأهمية بمكان أن نشير الى أن الطلبة والهيئات التعليمية والتدريسية قد عبرت عن مواقفها الوطنية من خلال مساندة التظاهرات عبر الإضراب والمشاركة في التظاهرات كمتظاهرين ويمكنهم الاستمرار بالاحتجاج والتظاهر بعد الدوام في ساحات التظاهر ولا يتطلب الأمر إغلاق المدارس والجامعات من دون تحديد وقت محدد لايقاف هذا الاضراب بما يضر العملية التعليمية في العراق. وكما يعرف الجميع فإن الإصلاحات التي يطالب بها الشعب بحاجة الى تعديلات دستورية وإقرار قوانين واستبدال حكومات وهذا يتطلب سقفا زمنيا طويلا ولا يمكن أن يبقى أبناؤنا بعيدين عن المدارس ليضيعوا في متاهات الطرقات فيكونوا أهدافا سهلة لمخاطر عديدة تهدد المجتمع.

ختاما نقول علينا تصحيح مسار الاحتجاجات وإعادة فتح المدارس المغلقة كما أشارت الى ذلك المرجعية الدينية في النجف الأشرف واستمرار عملية التعليم التي نتفق جميعا أنها بحاجة الى رعاية حكومية كبيرة ومعالجة نقص الأبنية المدرسية وتوفير الرعاية اللازمة للتلاميذ والهيئات التعليمية بما يتلاءم مع أهمية العمل التربوي وبما يتلاءم مع القدرات التي يمتلكها البلد وتاريخه العريق في بناء الحضارات الإنسانية

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك