المقالات

خسـرتــم ويبقـــى العــراق ...

1324 01:50:00 2008-02-19

( بقلم : حسن حاتم المذكـور )

خسرتـم وسقطتـم ايهـا العـربان هزيمـة وانكسـار فـي قيمكـم واخلاقكـم وواقعكـم المآزوم واورام تاريخكـم ... خسرتـم كأمـة فـي التـراث والـواقـع وشخـت علـى اطلالكـم اقـدار العولمـة بعـد ان تراجعتـم فـي سبـاق الـوجود الأنسانـي . خسرتم بقـايـا مفردات لغـة تتعثـر في عباءتهـا البدوية تجر بعيـر تاريخهـا المتكاسـل خلف سرعـة قافلـة التطور والتقـدم والأبداع وتـراكـم الثورات العلميـة والأخلاقيـة والقيـم الحضاريـة والتجارب الأنسانيـة فـي الحريات الديموقراطيـة وبلورة الأنسان كقيمـة اجتماعيـة ’ تراجعتـم تجترون ازمنــة فاقـدة الصلاحيـة حـول انجازات وتواريخ ومعلقات كانت وكان اغلبهـا يعود لغيركم تتـدلى على رقبـة بعيـر انهياراتكـم وهزائمكـم وعنجهياتمـم في صحـراء بداوتكـم وهمجيـة طبائعكـم وسلوكيتكـم وتعـدد اسيادكـم ونبـاح لا يتجـاوز محيـط سمعكـم تلفـون ذيـول العجـز والخيبـة حـول قـازوق النفـط والدولار .

قبـل اكثـر مـن ثمانين عامـاً قبلناكـم ملكـاً حجازيـاً طائفيـاً وبقـايا ارثـاً عثمانيـاً بغيضـاً ’ اكملتـم تـدميـر تاريخـاً حضاريـاً رافـدينيـاً ’ مهمة ابتـداءهـا اجـدادكم ’ قبلنـاكـم غفلـة منــا او امـراً مفروضـاً علينـا استعماراً اجنبيـاً فـي مراحـل ضعفنـا وغيبـوبـة وعينـا ’ فضحينـا مـن اجلكـم ابنـاءنـا فـي مـذابـــــح جبهاتكم للصمود والتصـدي وفتحنـا شريان عافيتنـا دمــاءً واموالاً ومستقلاً ... قبلناكـم ونحـن نضمـد جروحكـم فـي جسـد عـراقنـا ’ صبرنـا عليكـم انظمة عروبية عنصرية طائفيـة شمولية افرغت وطننا مـن اهله تهجيراً وانفلة واجتثاثـاً وابادة جماعيـة ثـم استور دتكم غـوغـاء مرتزقـة ومافيـات وزمـر مخابراتيـة اجتاحت العـراق رذائــل ومخـدرات وممارسات بـدويـة قاسيـة .حاولنـا ان نتناسـا الوجـه المتآمـر لقائـد عروبتكـم جمال عبـد الناصـر سائقـاً للقطـار الأمريكـي مجـزرة فـي انقلاب 08 / شباط / 1963 الأسـود ’ فنحـرتم بغـدادنـا وخطفتـم وغيبتـم ثورتنـا التموزيـة الوطنيـة انجازات ومكاسباً وزعيـماً وطنـياً وقـادة افـذاذ لحـركـة التحرر والديموقراطيـة ’ تمـامـاً كمـا فعـل سليـل عاركـم صدام حسين حيث اختطف الملايين مـن بنات وابنـاء مكونـات شعبنـا وغيبهـم مقـابرجماعيــة ثـم استوردكـم بـديلاً لفـرهـدة العراق وتهريب ثرواتـه .

كان الدرس الأخير دمويـاً مـوجعـاً ناطقـاً بالمجازر وحرائق المفخخـات والعبوات والأحزمـة الناسفـة والروائـح الكريهـة للبهائم الأنتحاريـة المتفجـرة ... كان الـدرس موتـاً يوميـاً وخـرابـاً شاملاً ودسائس وفتنـة كريهـة كسـر ثلـج القناعات الخاطئة والعواطف المشوهـة والوجدان المعطـوب والضمأئر الخربة تعـاملاً معكـم ’ كان الدرس كافيـاً وقـد تجاوز حـدود المراجعـة والتقييـم ’ انـه جروحـاً نازفــة فـي الذاكـرة العراقيـة وتبقـى اوجاعهـا تصفعنا لأجيال قادمة ’ انـه تاريـخ اذلالنا وسلـخ كرامـة وعـزة وسيادة وطننــا ’ انـه فـواجـع تاريخيـة لا نرغب ونرفض قطعـاً معايشتهـا ثانية وحتى مجرد الألتفات اليهـا’ انـه عار خلعناه وغيـرمسمـوح لنـا ارتـداءه اجيالاً . ان لـم تصـدقوا او تحلموا عبثـاً فـي العودة بنـا الـى واقعكـم ’ فتعالـوا وابحثـوا عنكــم فينــا ’ فـأن وجدتـم شـيئـاً مـن بقاياكـم ’ فسـأهتف بسقوط التاريـخ والقيـم والوطـن والعـن شعبـي مصـاباً بكــم .فلـوا بحثتم عنكم بين عراقيي الجنـوب والوسـط ( 65 بالمئـة ) فلـم تجـدوا على الأطلاق شبحـاً لكم فـي نفوسهـم ولا خيال لكـم فـي شوارع مدنهـم ’ ثمـة لعنــة فقـط معلقـة على افواههـم تكـرر بشـاعـة ذكراكـم ستتخلـص مـن كابوسهـا اجيـال لا تحمـل جروحكـم مثلمـا نحـن عليـه الآن .

ولـو بحثتـم عنكـم بيـن شعب كردستـان ( 20 بالمئـة تقريبـاً ) فلـم تجـدوا بينهـم صلاح الدين او طـه رمضان ياسين جـزاراً تـحت الطلـب ’ انه شعب دفـع ضريبتكـم علـى امتداد تسلطكم العروبـي والسنوات الأخيرة لهبلكم بشكل خاص’ انفلـة وتعريب وابادة وحرق مـدن وقـرى وهم الآن يكافحـون مـن اجـل ان يخلـع العراق معطفكم ويلبـس ثوبـه الوطنـي زاهيـاً بأهلـه فقـط .

ولـو بحثتم عنكم في مكونات المجتمـع العراقي الأخـرى التي جعلتـم منهـم اقليـات على حافـة كارثـة الأنقراض ( 4 بالمئـة تقريبـاً ) فلـم تجـدوا غيـر دمـوع ذكرياتهـم مغمـوسـة بالفزع وذكريات مـريرة وخوفـاً دمـر الثقـة فيكـم ’ انهـم فـي حالـة رعب يدمـر نفوسهـم ويجنبهـم حتـى مجرد الأقتراب منكـم .مثلثكـم العـروبي العتيـد ( 11 بالمئـة ) فقـد تجاوزه الزمـن فـي 09 / نيسـان / 2003 ــ او سموه ما تشاءون ــ وسحقتـه اقـدام الوعـي الوطنـي في جنـوب العراق ووسطـه وكردستانـه ’ وآخيـراً استأجـره الدولار الأمريكـي صحــوة اخـوانكـم تطارد قاعدتكـم ومفخخاتكـم وانتحارييكـم فـي عقــر مثلثكـم .

العراق الذي سحق وتجـاوز اربعـة اعـوام عجـاف تجاوزكـم معهـا ولـم يبقـى امـامـه الا القليـل ’ وان تاريخكـم فينـا قـد ظـل طريقـه منكسراً فيكـم ’ وعـاد العراق يعيـد كتـابـة تاريخـه الرافدينـي بأقلام اهلــه .لا تطفحـوا علـى ( كـروش ) التصريحـات والمجاملات الدبلوماسيـة المحصورة داخـل محميـة المنطقـة الخضـراء ’ ان الذين يصرحـون فبهـا لا يعنونهـا والذي يعنيهـا لايمكنـه ان يتجاوز حجمـه البائس بيننــا .المصالحـة الوطنيـة التـي تسمعـون ومكاسبهـا التي تنتظرون ’ هـي خزعبلات مجاملـة وخـداع متبادل داخـل جـدران نفـس المحمية وستقطع اصابعهـا اذا مـا امتدت الى الشارع العراقي الـذي يفـور قصاصـاً لصحايـاه .لقـد خسرتـم ايهـا الواهمـون وفات اوانكــم .. اتفهمـون ايهـا الحالمـون ان زمانكـم قــد سقـط وخسـرتـم شــريان العـراق .

عليكـم فقـط ان تتـداركوا امـركـم وتتحملون مسؤوليتـكـم عـن ابادة اكثر مـن مليون شهيـد فقط خلال الأربعـة سنوات الأخيرة مضافـاً اليهـا ملايين الأرامـل والأيتام والمعـوقين ’ وخـراب على عموم العراق ’ ثـم تعتذرون امام الشعب العراقي علكـم تحصلون منـه التفاتــة حسـن الجـوار وهـو المتسامـح الكـريم دائمـاً ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك