المقالات

  10/ 12 يوم النصر العظيم


عبد الحسين الظالمي

 

في تلك اليلة الظلماء طلع القمر نصرا تراقصه النجوم ..تعانق جباه شباب بعمر الزهور وشيبة بيضاء تطرز وجوه خيره زحفت لدفاع عن الوطن . في ليلة ٢٤ /٩ / ٢٠١٤

اعتدنا في منطقة الضابطية غرب بغداد في قرية شيخ عامر منطقة بنات الحسن ان يكون هناك تعرض من العدو الداعشي مساءا او صباحا لذلك اصبحت الامور شبه طبيعية رغم اننا في تلك الايام كنا قد خسرنا احد ابرز مقاتلينا الشجعان وهو البطل الشهيد صباح گيطان الذي استشهد على اثر انفجار عبوة ناسفة وهو يتعقب العدو في فجر احد الايام مع ثلاث جرحى اخرين بعد ذلك الحادث المفجع ومع ما كنا نعاني من

نقص في الامدادات في بداية ايام المعركة مع داعش ولكن روح التحدي والصمود كانت هي السائده بين المقاتلين الابطال من ابناء السماوه واخوانهم من المحافظات الاخرى وكل واحد منهم

بحد ذاته يشكل قصة تستحق ان يكتب عنها بماء الذهب

، بين المرح والفكاهه والتعب وروح التعاون وهازيج البعض ومشاكل نقص الماء وحرارة الاجواء ومتزاج الهواء بعطر قصف قنابر الهاون الذي يشتد بيننا وبين الاعداء طول النهار وخصوصا مع غروب الشمس ، بعد ثلاثة ايام من شهادة صباح

كنت في وقتها مشغول مع القيادة بترتيب امور نزول فوجنا اجازه لانه امضى ٢٧ يوم في الجبهة

وكان مقررا غدا صباحا نغادر مجازين الى الاهل ، بعد صلاة المغرب وختلاط الظلام بفترة زمنيه اخذت تتساقط على القاطع قنابر هاون كثيف

تدلل على وجود تعرض على القاطع تنادى الابطال في الخط الخلفي بضرورة تعزيز خط الصد ،ومع مضي ساعه تقريبا استلمت نداء بدء هجوم للعدو على احد الاجنحة وبعد ربع ساعه كنا هناك فحدثت بيننا وبين العدو ملحمة بطوليه استمرت حتى الساعة العشرة ليلا فيما وسع العدو من محاور هجومه الشامل على القاطع كله ، كنت اسمع اهازيج الشباب وكانهم في زفة عرس ومنها ( هذا الساتر ما ننطيه شحده يقرب منه ) ، اختلط الظلام والغبار ودخان القصف وابطالنا صامدين

بكل قوة يذودون عن خط الصد رغم وجود البعض جرحى يرفض البعض منهم الاخلاء ويفضل البقاء في الامام كنت ، بين قتال تاره مع العدو وتاره بتفقد المواضع وتدارك اوضاع الخرق ، في تمام الساعه الحادية عشر ليلا سقطت مجموعه من ابناء السماوه اثر اندافعهم للامام شهداء اغلبهم ابطال شباب قاتلوا قتال الاشاوس حتى نفذ عتادهم نتيجة انهيار خط صد احد القواطع المجاوره الذي سمح للعدو ان يكون خلفنا ورغم ذلك فلم ارى في وجوه الابطال سوى الصمود والتحدي استمرت المعركة حتى منتصف اليل خسرنا فيها شهداء

 على راسهم الشهيد البطل سيد محمد والبطل حسن ميران وعدد من الجرحى كنت احدهم ورغم ما اصابنا من الم الفقد فقد كنت ارى الابطال احدهم ينذر نفسه فداء للاخر ويرفض التراجع خطوة واحده للوراء رغم الاوامر بتراجع لسد الثغره ولكن الابطال صمود يصارعون اليل حتى ينجلي ويكشف الصباح عن نوره واشراقته و بعد ان كبدنا الاعداء خسائر كبيره جدا اخلينا الجرحى وبعض من الشهداء في معركة صاخبه بدءت مع اول بوادر الصباح تراجع العدو على اثرها ونهزم هزيمة نكراء بفضل الدماء الزاكيه من الشباب الذي لبى نداء الواجب الشرعي والوطني . تلك كانت واحده من بطولات ابناء العراق التي كانت سببا لدفع العدو عشرات الكيلوا مترات عن مراقد الائمة الاطهار في الكاظمية وبعاد الخطر عن ناحية سبع البور غرب بغداد على ذراع دجلة التي كانت داعش تسيطر على مشارفها الرحمة والرضوان على جميع شهداء العراق ، اللهم احفظ العراق وشعبه واحفظ المراجع انك ارحم الراحمين .

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك