عدنان فرج الساعدي
شهد النظام السياسي في بدايات تشكيله ايام بريمر والحكومة المؤقتة للدكتور اياد علاوي تذبذبا وافتقاده المنهجية الصحيحة في المسيرة الانتقالية من نظام شمولي قمعي بشع الى نظام ديمقراطي اتحادي مما أدى الى فقدان البوصلة مع ميل الدكتور علاوي لجذوره البعثية وعمله المبرمج في ارجاع البعثيين لمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية على حد سواء.
وعملية ارجاع البعثيين تمت في ظروف صعبة للغاية بحيث لم تكتمل اجهزة النظام الجديد الامنية بل الادهى من ذلك ان الكثير منهم اعيد الى عمله السابق في ا لاجهزة ا لاستخبارية وجهاز المخابرات.
وهذا الفعل أدى الى نتائج كارثية أدت الى انهيار الدولة من الداخل بحيث ان مفاصلها الرئيسة الادارية والامنية والاقتصادية بقيت أسيرة بيد ا لبعثيين.
وهنا وقبل الاشارة الى التهديد الحقيقي ا لذي تعرضت له الدولة بعد عام 2003 لنذهب الى التجربة الالمانية مع االنازية فعندما سقط ادولف هتلر في نهاية الحرب العالمية الثانية عمدت الاحزاب الوطنية والقومية والاشتراكية
الى العمل الجاد في الكيفية التي يمكن لهم من القضاء على الفكرة النازية ومواجهتها فكريا وثقافيا وتخليص المجتمع من افكاره التي طغت على البنية الثقافية للشعب الالماني لاثنتا عشرة سنة وبجهود متوالية ودقيقة ومضنية تمكنت فيما حيث نجحت خططهم بشكل كبير.
ومع ذلك لازالت هناك بعض الاحزاب الالمانية العلنية و السرية التي تنتهج هذه الثقافة دون ان تعلن رسميا انها تنتمي للفكر ا لنازي حيث يحرم الدستور الالماني الذي يحرم الفاشية والنازية.
لكن ماحدث في العراق بعيد عن ذلك فالبرغم من ان الدستور يحرم الترويج لحزب البعث الصدامي ولافكاره لكن هناك من الفضائيات والاذاعات والصحف والمحللين والكتاب والشعراء بقوا يمدحون سرا وعلانية ..
والادهى من ذلك هو عدم تطبيقهم للاو امر الصادرة لهم من الجهات العليا واختراع الاعذار الواهية التي تمددت كثيرا فيما هم يسخفون أي حديث عن عودة البعثيين مما ادى الى خرو ج الماكنة الاعلامية الحكومية في الوزارات والمؤسسات عن الخدمة.
وبعد انهيار الاعلام الحكومي بشكل كامل عمد هؤلاء لتشغيل ماكنتهم الاعلامية وبدعم خارجي أشرف عليه صلاح المختار القيادي في حزب ا لبعث في ايجاد ماكنة اعلامية تواصلية و كانت هناك دو رات و دورات في قبرص وبيروت و القاهرة وغيرها وبترتيب داخلي اشرف عليه طا ئفيون واخرو ن حثالات مستعدة للعمل مع الشيطان ضد نظام الحكم..
هذه الماكنة الاعلامية شنت هجمات وهجمات بتظليل كبير وممنهج وتسخيف كل شيء صادر عن المنظومة السياسية ساعده في ذلك السياسي نفسه الذي اهتم بالكوميشنات وفساد الصفقات والمناقصات مما ادى بالتالي الى فجوة كبيرة و فقدان للثقة بين الجمهور والسلطة.
هذه الفجوة استغلها جميع من يعادي هذا النظام بحيث عملوا على تشويه كامل للحياة السياسية والاقتصادية والتنموية بل عملوا مع ا لسفارات وتواصل بعضهم حتى مع اسرائيل من اجل الاساءة للنظام وتشويه صورته بل و تقديم الشكاوى الى الا تحاد الاوربي والمحكمة الجنائية الدولية.
تهديم الدولة بجيوش الكترونية- الحلقة الاولى
14/11/2019 - 21:08
https://telegram.me/buratha