المقالات

الظلم المركب ....


عبد الحسين الظالمي

 

لان ختلف ابدا على ان ائمتنا اثنى عشر امام معصوم بدءا من امير المؤمنين علي عليه السلام وانتهاء بالإمام المهدي الحجة ابن الحسن عليهم افضل  السلام  واتم التسليم، وهم سلسلة ذهبية وحبل متين  للأمة الاسلامية، سلسلة مترابطة لكل حلقة فيها دور محوري يشكل مقطع من مقاطع هذه السلسلة لا يمكن فكه وإغفال دوره وبخلاف ذلك تصبح السلسلة مقطعة ولا يصدق عليها لفظ سلسلة.

وهكذا دور ائمتنا سلام الله عليهم لكل واحد منهم دور الهي ورباني، ولا يعني ابدا كما يظن البعض ان هذا الدور يلغي الادوار الاخرى للإمام المعصوم، فالدور العبادي والتوسل والخشوع

والتضرع عند السجاد لا ينفك عن دوره الجهادي الاخلاقي العلمي  وإمامة الامة وكذا الصادق عليه السلام فدوره العلمي العقائدي لا يلغي او يقلل من دوره العبادي الاخلاقي وكذا الامام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي والعسكري والإمام الحجة عليهم افضل السلام وأتم التسليم، هذا التمايز بالأدوار هو لرسم  صورة متكاملة لشيعتهم لبيان  مختلف جوانب الحياة لتكون سيرتهم  كتاب كامل على الامة قراءته حرفا حرفا والتمسك به خطوة خطوة.

 فليس لدينا امام قائم وإمام قاعد، ولا امام عابد وإمام عالم فكل الائمة عليهم السلام علماء عباد مجاهدين ائمة معصومين، يمثلون سلسلة ذهبية اول حلقاتها نبي الرحمة محمد صل الله عليه وسلم وآخر حلقة هي الامام الحجة، هذه الحلقات المترابطة ترابط تكويني غير منفك ولا منفصل وهم يشكلون صفحات مترابطة للقران الناطق ونموذج عملي  لما يريد الله سبحانه وتعالى من عبادة فهم قدوة وأسوة ومثال، كلهم كرام عباد علماء مجاهدين ائمة كنوز تقوى ومعرفة وسخاء وشجاعة .

هذه المقدمة التي اسوقها ليس فيها ما هو غريب عند القارئ ولكن الغريب الذي اريد ان اركز عليه بعد ان صدمني نقاش مع مجموعة كبيرة من الشباب وحتى الكبار  والذي توصلت فيه اننا نظلم بعض ائمتنا  ليس في سلوكنا فحسب وعدم التقيد بما يريدون منا (كونوا لنا زيننا ولا تكونوا علينا شيننا) ليس هذا فحسب بل اننا نظلم  بعض ائمتنا بعدم تسليط الضوء عليهم وعلى ادوارهم بالشكل الذي يوفي جزء بسيط من حقهم ودورهم وقد نظلمهم كما ظلمهم زمانهم .

فلو دخلت في نقاش مع الاغلبية او فل نقل بعض من اتباع اهل  البيت الرسول ص حول الاثمة روحي لهم الفداء (الامام محمد الجواد ابن الامام علي ابن موسى الرضا) والمدفون في الروضة الكاظمية المقدسة لوجدت ان اغلب الشباب او الحاضرين  يجهل دور وحياة هذا الامام المظلوم وأين مدفون بل ان البعض يعد الائمة سلام عليهم واحد واحد وعندما يصل الى الامام التاسع والعاشر والحادي عشر يتلكأ وربما يقدم ويؤخر.

 وقد يظن البعض من الشباب ان الامام الجواد ابن الامام الكاظم كما سمعت من احدهم وأنا هنا لا انقاش قضية محدودة بجهل مجموعة هنا او هناك بل جهل عند الكثيرين ،سالت رجل متوسط عن الائمة وصل الى حد الامام الرضا وتوقف  وربما يجهل البعض التسلسل بين الباقر سلام الله علية وبين   الصادق، وبين الجواد والهادي والحسن العسكري وهذا ظلم كبير من شيعي موالي يذهب مشيا الى الامام الحسين ع السلام وهو لا يميز ولا يعرف عن الائمة المعصومين التاسع والعاشر سلام الله عليهم وخصوصا الشباب  فلربما وجود مراقدهم الى جوار مراقد الائمة الاخرين سبب جعل البعض من الناس لا يعرف الجواد كما يعرف الكاظم سلام الله عليهم او ربما الفكر الشيعي ظلم هؤلاء الائمة مركزا على بعض الائمة دون هؤلاء سلام الله عليهم  وبذلك ظلموا من الاتباع اكثر من ظلم الاعداء  حتى في مراسم  الشهادة والولادة  يتم الاحتفاء بهم بشكل مختصر جعل الجهل بهم  يسود طبقة واسعة من الاتباع  رغم ان الدور واحد والمظلومية واحدة والسلسلة واحدة  وحجتهم على العباد واحدة فهم ائمة المسلمين وحجج الله علينا جميعا

لذلك يتطلب من كل شيعي وكل محب وباحث وخصوصا الخطباء والرواديد الذين يشغلون مساحة واسعة من الجمهور هو التعريف بادوار وأماكن وحياة وظلامة هؤلاء الائمة سلام الله عليهم اجمعين واقصد الائمة (الامام محمد الجواد) والامام  علي الهادي وكذا الامام الحسن العسكري روحي فداهم  سلام الله عليهم  وعلى ابائهم  افضل الصلاة وأتم التسليم  وأتمنى ان يخصص الخطباء حيزا من خطبتهم  خصوصا اولئك الذين تمتد خطبهم لأكثر من يوم لتعريف الشباب والأجيال بحياة ودور الائمة سلام الله عليهم ، وجعل ذلك منهج ثقافي عام . من الظلم والجهل  المركب ان نجهل ائمتنا ومن الاجحاف ان لا نتحمل مسؤولية التعريف بهم  بدءا من الامام الحسن كريم اهل البيت  الذي ظلمة الزمن والتظليل بالصلح مع معاوية الى الامام  الجواد والإمام الهادي والإمام العسكري .

قد يقول قائل انك تتكلم عن قضية مسلم بها  فكل الائمة واحد ولكني اقول ادخل في نقاش وطلب  طلب موجز وبسيط عن الائمة المذكورين ،دورهم حياتهم ، عاشروا من وأين مراقد بعضهم ، وسوف تسمع ما لا يسرك ابدا وحتى لو سمعت مجرد مقتطف بسيط  وربما تقديم وتأخير  .

ائمتنا هويتنا في الدنيا والآخرة وهوية اجيالنا وكل من يرتبط بنا لذلك واجب علينا ان نفهم ونعي ونفهم ونوضح للآخرين كل تفاصيل هذه الهوية وخصوصا الاطفال والفتية والشباب انصافا وقربة لله سبحانه وتعالى بالنبي وأهل بيته (وما قدروا الله حق قدره)  ومن قدر الله  قل لا اسئلكم علية اجرا الا المودة في القربى) .ان اصبت في ذلك فمن الله وان اخطات وجهلت فمن نفسي وجهلي وربي غفور رحيم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك