المقالات

ارم ذات العماد ....


عبد الحسين الظالمي

 

 ( اذا كان اضعف اطراف محور المقاومة هز العالم بأسره فكيف باقواها؟! ) .

ينقل عن الحكماء والقادة تحذير وحتى في كرة القدم مفاده ( اياك والاستهانة بخصمك او  عدوك ) وقد ذكر القدماء من اهلنا اقولا وأمثالا شعبية غاية في الدقة والحكمة ومنها (الحجر التي لا تعجبك تفشخك) ومنها احذر ضربة الضعيف ربما تكون قاتلة.

 وابلغ كل تلك الاقوال قول (ان الظلم محرقة  الظالمين) عندما قرأت هذا القول تذكرت ان ال سعود اوقدوا نار حريق بيتهم  بيدهم عندما  اشعلوا الحرب ضد اليمن في تحالف دولي ضد دولة انهكتها الخلافات والحروب ومؤامرات الاخوة العرب وشق وحدتها النفاق السياسي العربي.

 هذه الدولة التي تمتد الى عمق التاريخ حتى ان الله سبحانه وتعالى وصف بعض الامكان فيها (ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) البلد الذي يعيش ابناءه على حب الله والموارد الطبيعية في الارض والبحار ، شعب يتصف بالصلابة والقوة وتحمل الظروف الصعبة  ويعيش حياة عادية يمكن ان يكيف نفسه مع اصعب الظروف.

هذه النقطة هي التي اغفلتها السعودية عن خصمها عندما قررت شن الحرب ، وهذا يعتبر  من اهم مبادئ الحرب  والتي تعد وفق دراسة تسمى (تحليل منطقة الحركات ) والتي يعتمد جانب منها على دراسة الارض وتحليل وضع السكان وتوجهاتهم وحياتهم وأمور اخرى لسنا بصددها.

من هنا وقعت السعودية في الفخ وتصورت ان اليمن  في ميزان القوى لقمة سهلة فقط تحتاج المعركة الى غطاء سياسي اسلامي عربي اممي  لحسم المعركة وابتلاع اليمن خلال اسبوع  بداع الخوف من النفس الطائفي واختلاف توجه اليمن الشمالي عن الجنوبي وبالتالي التأثير وزعزعة المناطق الغربية من السعودية والخليج بالإضافة الى اضطراب الملاحة في باب المندب  وموانئ البحر الاحمر .

استهانت السعودية في قدرات خصمها اوقعها في وحل معركة استنزاف  يجيد اداراتها اليمنيين (الحوثيين) اكثر بكثير من السعوديين وتحالفهم  وبعبارة بسيطة جدا (ماذا يخسر اليمنيين ان طالت الحرب او قصرت وهم اصلا في اوضاع اقل ما يقال عنها انها متعبة مقابل ماذا سوف يخسر السعوديين مقابل كل يوم يضاف على فترة الحرب ).

الشعب اليمني شعب متمرس على الحياة الصعبة وطبيعته طبيعة عشائرية جبلية صحراوية والشعب السعودي شعب رفاهية وترف  فمن سيكسب  المماطلة في المعركة  ومن سوف يتمكن تحمل  مصاعب استمرارها ؟!

خصوصا وان اليمنيين رغم كونهم يمتلكون صفات التحمل  فهم في نفس الوقت يدافعون عن انفسهم وبلادهم وعقيدتهم ووجودهم كشعب، وتلك نقطة تساعدهم على الصمود وعدم التنازل خصوصا وان الشعب اليمني يعرف النتائج قبل الحكومة فيما لو خسر الحرب .

السعوديين خططوا لحرب تقليدية مثلما خطط حلفائهم في حرب داعش ضد العراق وقد اغفلوا  الامكانيات غير المنظورة لشعوب تدافع عن وجودها وكرامتها وعقيدتها وغفلوا قدرة المظلوم على الظالم تلك القدرة التي تجعل اضعف مخلوق في الكون يمكن ان يتحول على كارثة عندما تتفجر قدراته في لحظات يتهدد فيها وجوده .

المعركة لا تحسب فقط بحجم الخسائر المادية والبشرية وإنما لها ابعاد وتراكمات  كبيرة تزاد انعكاساتها على الطرف القوي فيها كلما طال امدها وهذا بالضبط ما راهن علية ابطال اليمن  (المظلومية والحقانية)مستلهمين الدرس من  واقعة الطف  (الحق والمظلومية)

هذه الثنائية التي فتكت بالأعداء اثناء الواقعة  في كربلاء وما تلها  لذلك بحث اليمنيين عن عورات العدو وخذوا يكشفوها واحدة تلو الاخرى مستفادين ايضا من درس اخر وصورة مماثلة جسدها صمود حزب الله في لبنان .

منذ  ان امتلك ابطال اليمن تقنية الطيران المسير انقلب ميزان القوى في المعركة والذي يعتمد  على طريقة الوخز الذي يدمي الجسد الكبير ثم انتقل الى الضرب الموجع في عورات يعرفها اليمنين جيدا لدى خصومهم

وابرز تلك العورات هي انتاج النفط ومحطات تحلية المياه،  تصور الموقف  عندما ضربوا ارامكو  اهتز العالم كله وليس السعوديين فقط وهم بذلك ضربوا شريان الدولة السعودية  فكيف اذا وصل الامر باليمنيين الى حد علية وعلى اعدائي  وضربوا محطات  تحلية المياه وهي قريبة  عليهم  ماذا سوف يحدث للسعوديين وماذا لو ضربوا محطات الطاقة الكهربائية؟.

اليمنيين تعاملوا بذكاء مع الاهداف   التي يتعاملون معها  وكل ضربة لها ابعاد تتعدى حدود السعودية وترسل رسالة او ربما اكثر للاطراف المتورطة مفادها (ان الوخز موجع اذا اصاب موقع حساس)  .

ختاما اقول ما خسرته اليمن طيلة الحرب  خسرته السعودية في ساعة واحدة والقادم اسوأ.

العبرة والرسالة من ارامكوا ( اذا كان اضعف اطراف محور المقاومة قادر على هز العالم باسره  فكيف باقوها ؟).

ان تنصروا الله ينصركم  ويثبت اقدامكم )    ......والله بالغ امره .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك