المقالات

استهداف "أرامكو".. استهداف منبع الشــر


أحمد عبد السادة

 

لم أستطع أن أخفي فرحي وابتهاجي حين شاهدت النيران تشتعل في مصفاتي "بقيق" و"خريص" النفطيتين التابعتين لشركة "أرامكو" السعودية، جراء استهدافها من قبل الطائرات المسيــرة التابعة لســلاح الجو اليمني الذي يشرف عليه "أنصــار الله" والجيش اليمني، وذلك لأنني أعرف جيداً بأن "أرامكو" هذه هي مصدر الشــرور الوهابية السعودية، فمن خلال واردات هذه الشركة تم تسويق الأفكار الوهابية التكفيـــرية وتم تمددها في جسد العالم كخلايا سرطــانية خــبيثة، ومن خلال وارداتها أيضاً تم تمويل الكثير من التنظيمات الإرهــــابية، وتم دعم الحــروب المدمــرة والمؤامرات والمشاريع التخريبيــــة في المنطقة، ومن خلال وارداتها كذلك شنت السعودية حـــرباً ظالمـــة ووحــشية ضد اليمن، بعد أن اشترت الدعم الأمريكي والإسرائيلي لها في تلك الحـــرب وبعد أن جندت الكثير من المرتزقـــة للمشاركة فيها بأموال تلك الشركة - اللعنــة.

ولا ننسى كذلك - على الصعيد العراقي - أن هذه الشركة هي التي مولت القـــاعدة و"داعـــــش" وأخواتهما من التنظيمات الإرهــــابية في العراق، وتحولت أموالها إلى سيارات مفخـــخة وأحزمة ناسفــــة تستهدف الأبرياء في شوارع العراق وأسواقه ومؤسساته، وهي التي مولت الكثير من وسائل الإعلام التي تهاجــم العراق والحشد الشعبي كقناة "العربية" وجريدة "الشرق الأوسط" التي يعمل لصالحها بعض المرتزقـــة العراقيين في بغداد.

ولهذا يمكن القول بأن سنة 1938 كانت هي الانطلاقة الحقيقية لنشوء (الإرهـــاب العالمي التكفيـــري)، وذلك عندما قامت شركة "أرامكو" الأميركية آنذاك باكتشاف النفط في السعودية التي امتلكت لاحقاً هذه الشركة وحولتها إلى "أرامكو السعودية".

ولا شك أن هذا الاكتشاف النفطي هو الذي أسهم بتحويل الوهابية من قوة محلية تائهة ككــلب أجــرب في صحراء نجد والحجاز إلى قوة عالمية مدججـــة بذخــيرة نفطية مكنتها من إيصال فايروساتها التكفيريـــة إلى كل بقاع العالم.

إن الزيجة الشريـرة التي عقدت بين آبار البترول وآبار التكفيـــر في السعودية هي التي صنعت المفقس الإرهــــابي العالمي الأكبر الذي خرجت منه "القـــاعدة" و"داعـــــش" و"جبهــة النصـــرة" و"طالبـــان" و"بوكـــوحــرام" وكل التنظيمات التكفيريـــة الأخرى.

إن شركة "أرامكو" لم تحول السعودية إلى أكبر منتج ومصدر للنفط فقط، وإنما حولتها أيضاً إلى أكبر منتج ومصدر للإرهــــاب التكفيـــري.

لقد تحولت السعودية - بفضل أرامكو - إلى مصفى عالمي للشــر ولتكرير التوحـــش، ولذلك كان رجال "أنصــار الله" والجيش اليمني محقين حين استهدفوا مصافي وحقول وأنابيب شركة "أرامكو"، لأنهم بهذا يستهدفون عصب الاقتصاد الذي يمول الحــرب الظالـــمة ضدهم وضد شعبهم اليمني المسكين، والذي يمول كذلك أغلب الشــرور في المنطقة والعالم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك