المقالات

حكاية الغرامات المرورية .. 

2096 2019-08-31

حسين فرحان


يتحدثون عن غرامات مرورية ( تكسر ظهر المخالف لقواعد السير ) ولا خلاف بأنها خطوة بالاتجاه الصحيح لتجاوز حالة الفوضى التي شهدها المجتمع العراقي في الجانب المروري، ولكن .. 
- هل وفرت الحكومة طرقا آمنة للسير بحيث لايضطر السائق إلى الذهاب يمينا ويسارا وشرقا وغربا من أجل الهروب بمركبته من طسة لاترحم ؟ 
- هل تم إزالة أكوام الحديد والخشب والأكشاك والبسطيات والنفايات من الأرصفة المحتلة ؟ 
- هل زودت جميع التقاطعات بإشارات مرورية ؟ 
- هل منع صاحب التك تك والستوتة وعربات الخيول من السير في الطرقات السريعة ؟ 
- هل تم توسعة الطرقات بحيث تصنف فيها المركبات بحسب النوع والسعة والحمولة ؟ 
- هل تم إنشاء أماكن جديدة نظامية يجتمع فيها أصحاب مهنة صيانة المركبات وتخليص المدن من عشوائية تواجد المركبات العاطلة في كل مكان ؟ 
- هل تم إنشاء ساحات جديدة نظامية لوقوف سيارات الأجرة الكبيرة والمتوسطة والصغيرة بدلا من تواجدها العشوائي في أماكن تديرها مافيات تجيد رشوة ضباط المرور والشرطة من أجل السماح لهم بالوقوف حتى ولو كان ذلك في منتصف الطريق ؟ 
- هل تم عمل فتحات استدارة جديدة في شوارعنا بحيث تخفف من حدة التزاحم على استدارة أو استدارتين في شوارع يبلغ طولها كيلو مترات عديدة تضطر السائق الى اللجوء للسير في الاتجاه المعاكس ؟ 
- هل الأنفاق والمجسرات قد وصل إنجازها إلى مراحل متقدمة بحيث لا نحتاج معها إلى الوقوف لساعات طويلة ؟ 
- هل أن السائق في المدن المزدحمة يحتاج فعلا إلى حزام الأمان وهو يسير بسرعة السلحفاة ويحرق وقود سيارته في طرقات متعرجة مزدحمة لاتصلح حتى لسير البهائم ؟ 
- هل رفعت الشركة العامة للسيارات يدها عن استيراد تلك السيارات التافهة الرخيصة من مناشيء ليس لها بصمة في عالم السيارات والتي ذهب بسبب عدم متانتها المئات من الضحايا واستنزفت الملايين من الدولارات ؟ 
- هل أصدرت الحكومة قرارات بشأن استيراد ( التك تك والستوتة ) هذه المركبات التي غزت الشوارع بطريقة غريبة توحي لك بأن عدد نفوس العراق قد تجاوز المليار إنسان ؟ 
- هل شهدت شوارعنا خطوطا لعبور البشر ؟ 
- هل تم أكمال المحجرات الجانبية للخطوط السريعة أم مازالت عبارة عن أكوام من المعدن تثير الأشمئزاز ؟ 
- هل تمت إزالة المولدات الأهلية وأكوام الأسلاك وأكشاك باعة السمك والدجاج والمواشي من الجزرات الوسطية ؟ 
- هل تضمن لنا مديرية المرور عدم سير السيد المسؤول ورتل حمايته بالاتجاه المعاكس ؟ 
- هل وفرتم لسائق المركبة وقوفا آمنا في جانب الطريق في حال تعطلت مركبته ؟ 
- هل أزيلت أكوام الغبار والنفايات من جوانب الطرق الخارجية وحلت محلها أشجار الزينة والمحجرات الآمنة ؟ 
- هل وفرتم للسائق المواطن أجواء تصلح للآدميين في دوائر المرور بحيث لا يقف تحت أشعة الشمس ولا يرى سوى كرفانات بائسة تحيطها القاذورات والنفايات وقناني الماء الفارغة فتستنزف منه الغرامات ورسوم التحويل وعراقيل المعاملات وتوقف النظام والتأجيل والوعود ؟ 
- هل وفرت الحكومة ساحات لوقوف السيارات وبأسعار مناسبة مدعومة في الأماكن العامة والسياحية والمزارات والمستشفيات ومصممة بشكل حضاري يتناسب والزيادة الحاصلة في أعداد المركبات ؟ وهل فرضت على من يستأجر الساحات أن يجعلها مزودة بكافة الخدمات ؟ أم أن الدولة تكتفي بقبض مبالغ المزايدات الحكومية ولايهمها كيف تكون حال الساحات وأسعار الوقوف فيها ؟ 
- هل وفرت الحكومة مواقف خاصة في المستشفيات بحيث يمكن لمن ينقل المريض الوقوف والانتظار دون زحام ومضايقات ؟ 
- هل تم صيانة الشوارع من تلك الشقوق الطويلة العريضة التي خلفتها الشاحنات الكبيرة ؟ وهل تخلص سواق هذه الشاحنات من ابتزاز بعض السيطرات في مداخل المدن ؟ 
- هل تم التنسيق مع الجهات البلدية في بغداد والمحافظات حول الوقت المناسب لتنظيف الشوارع ؟ وهل امتلكت تلك الجهات ثقافة احترام الوقت والعمل بإخلاص دون أن تترك ورائها ما يتسبب بكوارث مرورية ؟ 
- هل زودت شوارعنا بعلامات إرشادية ودلالات ترشد السائق إلى غايته دون أن يقف بين فترة وأخرى للسؤال ؟
- هل زودت شوارعنا بعلامات تحذيرية متكاملة وهل تم التثقيف على معرفة دلالاتها أم أنها ماتزال لاتعرف الا في اختبار الحصول على إجازة القيادة ؟
كلام قبل الختام .. لا أعلم لماذا يراودنا شعور غريب بأن الغاية من الغرامات ليست لفرض النظام فجميع المؤشرات تؤدي إلى نتيجة واحدة هي الضريبة والجباية ورفد خزين الدولة الذي أنهكته البطالة المقنعة وإلا فالسائق في العراق أولى بتغريم الدولة عن كل هذه الأضرار فهو مظلوم مرتين، مرة لكونه مواطن يعيش في ظل حكومات فاسدة وأخرى كونه سائق يقود مركبته في ظل ظروف استثنائية .. فالغرامات المرورية التي تستحق الأداء هي تلك التي يرى فيها المواطن أن حكومته تحترم وجوده فتوفر له مايليق به .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك