المقالات

الصدمة ...ام...النقمة ؟!

1804 2019-08-19

أ.د.ضياء واجد المهندس

 

بعد الحرب الاهلية الكورية ،في اوائل الخمسينات من القرن الماضي ، قامت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية CIA  بدعم برنامج (الصدمة) ، و قد تولى الاشراف عليه الطبيب النفسي الكندي ( دونالد كاميرون )، الذي وضع خارطة طريقه على تدمير العقل البشري عبر حذف الماضي، باسلوب صادم ممهد الى قبول واقع افتراضي، تفرضه عليه، ليتعايش معه ،و يعيش فيه..قام د.كاميرون بتعريض مرضاه النفسيين الى صدمات كهربائية شديدة ،مع تناولهم حبوب الهلوسة ، ثم يوضعون في محاجر انفرادية ظلماء لافقادهم الاحساس و التحسس و الحواس ، باسلوب جعل من المرضى  كفئران تجارب باساليب غير اخلاقية ..لقد قدمت التجارب في هذا البرنامج استنتاج خطير ،وهو ان سلب الوعي البشري، و تدمير الارادة، و افقاد الانسان فرصة لحل مشكلاته يوقعه في صدمة ، يتقبل من خلالها الانسان اي حلول خارجية، بغض النظر من اخلاقية و مشروعية و نفعية الحل ...

في ذات السياق ، كان المخابرات السوفياتية KGP تدعم برنامج ( التدمير الذاتي ) ، و هو برنامج في الاصل الماني ، حيث كان الالمان في بداية الثلاثينات ،قد ارسو دعائم ( الحرب الخاطفة ) ،والذي طبقوها على الحرب الاهلية الاسبانية من ١٩٣٦ الى ١٩٣٨ ،والتي كانت دائرة بين قوات ( فرانكو ) و القوى الشيوعية و الديمقراطية .لقد حقق الالمان اجتياحات سريعة و قياسية في اجتياح اوربا بالاعتماد على اسلوبهم في الحرب الخاطفة و الحرب الدعائية ( الاعلامية ) ،الذي تكفل به وزير الدعاية ( غوبلز ) ، الذي هو راعي برنامج ( الطابور الخامس ) و الذي يمثل مجموعة الوكلاء والعملاء المحليين في الدولة التي تدعم حكم النازيين ،و كان هتلر يحسبه الجيش الخامس لالمانيا ..و تتركز فكرة ( التدمير الذاتي ) ،على السعي لتوفير اجواء تهديم المجتمع بنفسه ، باسلوب مقارب لاستسلام المجتمع ، وهذا يتحقق عبر هدم  ركائز 

١- الدين 

٢-العرف

٣- العائلة 

٤-المجتمع المدني 

٥- الدولة 

٦- التعليم 

٧-الاخلاق و السلوك و التصرف الحضاري.

مثلا" ،ليس مهم ان تحارب الدين ، بل ان تخرج الدين من محتواه العقائدي الى طرق شعائرية و طقوس ، تمثل الخلافات فيها جل الاهتمام... 

اما الاخلال بالعرف فانه يتم من خلال توطيد الاعراف العشائرية، و تنمية شريحة من شيوخ الابتزاز ،و طفيلي المشاجرات و العداوات، و جعلهم مجموعة اضعاف للدولة و القانون ..

ان تدمير اواصر العلاقة بين الاباء و الابناء ،وجعل جيل الابناء متمرد و مخالف للاباء، و فقدان الاحترام والاحسان والمعروف سيدفع الى فقدان اللبنة الاولى للمجتمع..

لقد جرب الامريكان الصدمة على دولة  تشيلي في امريكا اللاتينة ابان حكم الشيوعيين بزعامة سلفادور الليندي، والذي اطيح به من قبل العسكر و بدعم امريكي صريح ا في زمن الرئيس نيكسون ادت  الى مقتل الرئيس الليندي ،و استلام الجنرال (بينوشيت ) رئاسة حكومة الطوارىء، الذي تميزت سنين حكمه بالانهيار الاقتصادي ، و تفاقم الفساد و الجريمة و غياب واختفاء المعارضين ،و ارتفاع معدلات التضخم والخطف والبطالة ،و تردي القطاعات الصناعية والزراعية و الاسكان ..

كانت نتيجة الصدمة في تشيلي استلام الشركات الامريكية العابرة للقارات لقطاعات الدولة و تحويلها الى الكارتل الرأسمالي بعد ان كانت تشيلي بلد اشتراكي ... 

اما في العراق ، فقد بداها الامريكان بسرقة ممتلكات العراق و اثاره.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا" و مدعوم بالصور، تقريرا عن الثروات التي لاتقدر بثمن، استحوذ عليها الجيش الامريكي اثناء دخوله قصور صدام و حاشيته والوزراء في عهده ،وذلك بناء على صور اخذها الجنود الاميركان بوقتها من الاموال والذهب الغير مموه والذهب المموه، الذي وجد في حفر خاصة داخل حدائق القصور، والمساجد القريبة، وفي مناطق عديدة من العراق . وقد اعطت الصحيفة ارقاما خيالية غير المعلن عنها من وزارة الخزانة الامريكية، حيث انها اي الوزارة لم تعط اموال الاسلحة والاثاث المذهب، ولا قيمة الاثار التي نهبت من مواقع عديدة تم الحفر والتنقيب فيها... واخير اعطت الصحيفة رقما تقريبيا، ان الاميركان نهبوا بما يقدر ب 2 تريليون دولار قيمة الذهب والاثاث المذهب والجواهر والالماس والدولار المنهوب من القاصات في القصور الرئاسية وقصور الوزراء ، غير مجموعة الاثار اليهودية في زمن السبي البابلي و الالواح التوراتية...

قال لي مرة امريكي متبجحا" : بدونكم ، العالم افضل ، انتم تستهلكون ما ننتج ، اما ماعندكم ، فهو قدر الله لكم (هبة ) ، ثرواتكم من النفط و الغاز و المعادن ستنضب و تتلاشى ، وانتم تتكاثرون مثل النمل والجراد ، فماذا ستفعلون ؟! ، يوم لا تجدون شيئا" تملكونه لتبيعونه لنا ؟!..عالم الغد ، عالم عقول ، فيه سباق نحو المبادرة و الاختراع و الاكتشاف ، و العرب خير من يطرد و يقتل و يسجن العقول المبدعة ، الا  النفر القليل الذي نحتضنه و نرعاه..

قرانكم الالكتروني صناعة تايوانية ،  سجادتكم ،و ثيابكم ،ومسابحكم صناعة صينية ، اما ماتملكونه من الابرة الى الطيارة ، فهي ناتج عمل امريكي او اوربي او ياباني او...او...!!!

عندما جندت وكالة المخابرات المركزية الامريكية، اشهر عملائها في قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي، والذي كان عضو لجنة مركزية للحزب، و مسؤول مكتب العمل ، كان عمله فقط ان يعين الشخص في المكان غير المناسب ، ليدمر الجهد و الزمن و الكفاءة والابداع ..

لقد جندت ،و زرعت امريكا فينا من لا يعيين و لا يشغل ، واذا اراد ان يعين شخص فيضعه في المكان غير المناسب ،واحيانا بلا مكان ،ان لم يكن المكان فضائي مثل المستشفيات والمدارس و المعامل و الفصائل الفضائية ...

بين ٢٠٢٠ و ٢٠٢٥ ستقوم امريكا بجني مافعلته ( الصدمة ) فينا ، وسنقبل باي حلول ، ان كانت هناك ثمة حلول..

 

لنا وللعراق رب الملك والارزاق ..

الوهاب الكريم الرزاق...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك