المقالات

أيقونات المدن القديمة

1811 2019-08-12

حسين فرحان

 

بعد سنوات طويلة من الفراق اتصل بي احد الاصحاب من الذين هاجروا في فترة الحصار ايام النظام البائد، وكان قد انتبه الى صفحتي على الفيس بوك فراسلني من خلالها يسألني عن الاحوال والاوضاع، وتبادلنا مواضيع شتى، وتذكرنا شيئا مما كنا قد عشناه معا قبل هجرته، فكان مما تناولناه ونحن نقلب صفحات تلك الذكريات بعض الاسماء لاشخاص لم يخطر ببالي أنه سيتذكرهم، فقد كانوا أناسا - بنظر الكثيرين- ممن هم على هامش هذه الحياة، سألني عن فلان المجنون وفلان الشهير بنوع من العوق وفلان الظريف وآخرين غيرهم، فأجبته عن بعضهم واعلنت عجزي عن معرفة احوال آخرين غيرهم، ما دعاني فيما بعد لأن اسرح بمخيلتي واتسائل ( يا ترى حقا اين هم الان ؟ ) ، ولماذا نتذكرهم أوننساهم متى ماشئنا ذلك ؟ .

ولو وضعنا تصنيفا معينا لطبقات المجتمع ووفق مقاييس الاكثر شهرة فسنجد أن لكل حي وزقاق او منطقة أيقوناتها البشرية اللطيفة التي تعد الاكثر شهرة بين اهلها وقد تفوق شهرتها على مستوى المنطقة والحي شهرة كاتب او محام او طبيب .

اتذكر بعضا منهم وهو يتجول بين دكاكين السوق، وهو يحمل بيديه اعواد البخور ويوزعها بشكل يومي على اصحابها مقابل ثمن بخس ولطالما يخرج من عندهم تاركا وراءه ابتسامة او ضحكة عالية .

وبعضهم كان معروفا بأن له مكان ثابت لايغادره في حر او في برد او في حال مطر ولم نكن نشعر بفناء عمره على هذا النحو الا بعد أن يخلو منه المكان او ان يذكرنا به صديق مغترب يقلب ذاكرته فيجد فيها ذلك الانسان المهمش ايقونة ورمزا لمدينته اجبره تكرار المشاهدة على العلوق في الذهن وان لم يكن هنالك تعامل مباشر معها .

هذه هي حياتنا في مدننا القديمة مع مابها من رموز عملاقة نستذكرها لنفتخر بها فهي تجبرنا أن نتذكر أشخاصا أن حضروا لم يعدوا لكنهم أن غابوا افتقدناهم بشعور غريب لا يخلو من الحزن ولنبقى نتسائل : أين هم الآن ؟

..................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك