علي الطويل
سالني قبل مدة من الزمن احد الاصدقاء الذي اعرف حرصه اخلاصه وحبه للخير ، قال انه لايعجبني بطئ رئيس الوزراء في معالجته للقضايا الكبيرة وابرزها الفساد فالناس تنتظر منه ضربة قوية لان الامر وصل الى النخاع ، فاجبته ان مااعرفه عن عبد المهدي انه يعمل بخطوات ثابته ولكنها مؤثرة ، كما ان مسالة الفساد في العراق اصبحت شائكة ومتداخله فلايمكن ان يكون ضربه والقضاء عليه بهذه السهولة !
ففي دولة تدعي تطبيق القانون لا يمكن ان تكون خطواتها غير قانونية او تعمل وفق الاهواء والامزجه او تاخذ بالتهمة والشبهة ، والفاسدون حريصون على استغلال ثغرات القانون لتمرير فسادهم ، والقضية الاعقد هو ان الفساد ارتبط برؤس سياسية وكحومية كبيرة ومصالح دول واضحى مافيا كبيرة يعمل لصالحها موظفين كبار يخلصون اليه اكثر من اخلاصهم للدولة، لذلك لابد من البطئ ولابد من التحقق ولابد من الدليل الواضح والاكيد قبل ضرب الفساد حتى لاتكون هناك حجة او ادعاء.
وجائت الضربة الكبيرة لروؤس الفساد وغسيل الاموال كدليل على مادار من حديث بيننا ، فهؤلاء قد وسعوا دائرة فسادهم افقيا وعموديا وصاروا يتحكمون ببعض قرارات الوزارات والدوائر الحكومية ويوجهون اعمال بعض الشخصيات السياسية والحكومية ، واصبحت تخدمهم وسائل اعلام وصحفيين ، ولو بقيت الحالة لتحكموا بقرارات الحكومة مستقبلا ولوجد رئيس الوزراء نفسه وحيدا بين العاملين بأمرة اصحاب (الروليت) ولكنها ضربة صحيح انها لم تمتهم ولكنها قصمت ظهورهم.
الروليت في العراق في الوجه ظاهره لعب ومقامرات بالاموال وباطنه تدمير للمجتمع من خلال توريط الشباب وبيع النساء و تدميره لعوائل وتفتيتها ، وغسيل للاموال وتهريبها للخارج ونشر للمخدرات على نطاق واسع وهو لايخلوا من مخاطر امنية كبيرة ، ولا يخفى على احد ارتباطه بجهات مخابراتية اجنبية هدفها تدمير العراق من الداخل .
لقد اسس العاملون به امبراطوريات عملاقة تتصرف بالاموال لتديم عملها وتحصن مواقعها وتوسع دائرتها حتى شملت معظم انحاء العراق وارتبط بها المئات من الافراد وسخرت وسائل اعلام وصحفيون ليغطون على اعمالها ، ولا غرابة ان نجد من يدافع عنهم بطريقة او باخرى وان يساء الى الجهات التي انقضت عليهم مرة بصراحة وبشكل واضح ولا تخفى اهدافه ودوافعه ، ومرة اخرى بشكل مخفي يظهر الحرص على الوطن ويبطن الولاء للفاسدين والاخلاص اليهم ، فقد تابعنا هذه الايام حملة اعلامية والمؤسف ان بعضها من شخصيات تدعي الاسلامية على امن الحشد ، و هذه الحملة الاعلامية وان كان لم يصرح بدوافعها واهدافها الا ان توقيتها مع قيام امن الحشد بالانقضاض توحي بالدفاع عن (الروليتيون) وتبعث على الشك والتسائل ، لماذا تتم هذه الحملة الاعلامية في هذا الوقت بالذات!
ندعو الاخ السيد رئيس الوزراء الى مزيد من الضرب الموجع فالضرب احيانا لايؤذي من شملته الضربة فقط ، وانما يخيف من راقب الضربة ويجعله يحسب الف حساب قبل التورط بعمل يخل باقتصاد الدولة وامنها ، والمجتمع بحاجة كبيرة لسماع مثل هذه الضربات ليعيد الامل والتفاؤول بان الدولة تعمل وادواتها فاعلة وان هناك من يحرص على مستقبل هذه البلاد بعد ان دب الياس في النفوس.
https://telegram.me/buratha