المقالات

الأمن المجتمعي ومنزلقات الشياطين!

1268 2019-08-08

سجاد العسكري

 

تصور انك في ليلة وضحاها تفقد كل شيء , وقد تفقد حياتك بسبب ازمة قلبية لحالة نفسية جراء الإدمان على القمار ,والمخدرات , او انك ستبقى مهدد بكوابيس كثيرة منها الخسارة , والخسارة هنا قد تكون مادية في الغالب , لكن هنالك خسارة اخرى لأسر تحولت حياتهم الى جحيم بفعل الادمان على القمار والمخدرات الذي يؤدي الى اسرة متففكة تقع في منزلقات الشيطان لتجد نفسها هي الاخرة تسير وفق خطوات رب الاسرة المدمن .

نعم فاغلب القصص هذه تبداء بمرافقة الاشرار فيجرون الاخرين معهم شيئا فشيئا الى اماكن وصالات الشيطان الممتعة للتسلية , لتتحول هذه التسلية الى عادة فبمرور الايام تاخذ هذه العادة صفة اخرى وهو الادمان , وقد يبداء الادمان بشيء بسيط في نظر البعض لكنه ينتهي بكل شيء ادمان المقامرة والمخدرات ..., ليتحول كل شيء من عتبة التسلية الى عتبة الحضيض والبكاء كالنساء على قارعة الطرقات.

قد نرى ونتسأل , نرى بعض الابنية تحولت الى ساونة ومساج , وفندق الى حفلات راقصة وكعدات خاصة وابرام عقود تخص الصالح العام في كثير من الاحيان والضيوف هم رجال دولة والمضيف مجهول الهوية لكثرتهم ! ونرى مقهى – كازينو – يعج بالزبائن لتقدم لهم خدمة من قبل امرأة مثيرة تحاول كسب رزقها , وقد تكون غير بالغة ايضا ؟! وقد نرى الكثير من المسميات الجديدة التي طغت في المناطق والبيوتات ,...والمستغرب ان اغلب هذه الاماكن لديها حماية من دورية للشرطة بشكل رسمي او غير رسمي لا نعلم .

هذا مانرى ويراه الجميع , فننتقل الى التسأولات هل هذا العمل وفق القانون ام مخالف للضوابط والقوانين ؟ وسؤال اخر لمن هذا ,بالتاكيد لأحد المسؤولين , او مسؤول لديه حصة ؟! هذا واقع موجود وغير مخفي على عموم الناس ان صح التعبير , لكن كل هذه الفنادق او الصالات والمقاهي والبيوتات ..., ما هو عملها وهل يعود بالفائدة للمجتمع ام يكرس الظواهر السلبية لتفكيك البنية الاجتماعية ومنها الاسرة ؟ .

فالتسأولات كثيرة على ما يبدو الصمت والحلول العقيمة من قبل المسؤولين , وهذا خطر قادم لا تقل خطورته من داعش المجرم الارهابي الذي لفظ انفاسه الاخيرة في العراق على ايدي ابطال الحشد الشعبي والقوات الامنية .

فداعش استهدف الجميع بالقتل المباشر , وهذه الصلات والاماكن المشبوهة تستهدف ايضا الجميع ولكن اسلوبها في الموت بطيء , اذ تجذب الفرد ثم تمنيه وتطمعه تدريجيا ومن ثم توقعه في مصيدة الادمان والقمار , وخصوصا فئة الشباب التي يعول عليها مستقبل ,لتستهدف خراب افكارهم وسلوكهم حتى يعود لا نفع له سواء كان لنفسه او اسرته ومجتمعه ,فبالتالي قتل بطيء للشباب هو قتل لوطن باكمله .

على الحكومة ان تتخذ اجراءات جدية وجريئة وتشخص مكامن الخلل , والتي يجب وضع حلول انية ومستقبلة ,في استقطاب الشباب وتوعيتهم وتوفير مايشغلهم وينمي قدراتهم وطاقاتهم , واذا عجزت عن انتاج مجتمع حضاري يسوده الادمان والتباغض والتناحر والانتمائات فالمستقبل اسود لاضبابية فيه .

ثقافة التكافل والتعاون والتراحم التي تطلق طاقات ابداعية مبتكرة واستثمار ها بفاعلية وثبات لوضع المجتمع على مساره الصحيح وان لا يفقد موروثه الثقافي الاصيل ,فعلى الجميع ان يشخص مظاهر الخلل وتحديد الاسباب ,لأن مايتعرض له مجتمعنا ناجم من الظروف التي مرت عليه بسبب اشكال الارهاب المتنوعة وغياب العدالة الاجتماعية .

اذن فنحن بحاجة الى وجود قانون صالح يضمن الحقوق ويحفظ المجتمع من الظواهر التي تسبب الصراع والضياع والانحلال وعلى الحكومة والمؤسسات والشخصيات والوجهاء ان تتحمل مسؤوليتها في اصلاح المجتمع وامنه.

 

ــــــــــــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك