سجاد العسكري
تصور انك في ليلة وضحاها تفقد كل شيء , وقد تفقد حياتك بسبب ازمة قلبية لحالة نفسية جراء الإدمان على القمار ,والمخدرات , او انك ستبقى مهدد بكوابيس كثيرة منها الخسارة , والخسارة هنا قد تكون مادية في الغالب , لكن هنالك خسارة اخرى لأسر تحولت حياتهم الى جحيم بفعل الادمان على القمار والمخدرات الذي يؤدي الى اسرة متففكة تقع في منزلقات الشيطان لتجد نفسها هي الاخرة تسير وفق خطوات رب الاسرة المدمن .
نعم فاغلب القصص هذه تبداء بمرافقة الاشرار فيجرون الاخرين معهم شيئا فشيئا الى اماكن وصالات الشيطان الممتعة للتسلية , لتتحول هذه التسلية الى عادة فبمرور الايام تاخذ هذه العادة صفة اخرى وهو الادمان , وقد يبداء الادمان بشيء بسيط في نظر البعض لكنه ينتهي بكل شيء ادمان المقامرة والمخدرات ..., ليتحول كل شيء من عتبة التسلية الى عتبة الحضيض والبكاء كالنساء على قارعة الطرقات.
قد نرى ونتسأل , نرى بعض الابنية تحولت الى ساونة ومساج , وفندق الى حفلات راقصة وكعدات خاصة وابرام عقود تخص الصالح العام في كثير من الاحيان والضيوف هم رجال دولة والمضيف مجهول الهوية لكثرتهم ! ونرى مقهى – كازينو – يعج بالزبائن لتقدم لهم خدمة من قبل امرأة مثيرة تحاول كسب رزقها , وقد تكون غير بالغة ايضا ؟! وقد نرى الكثير من المسميات الجديدة التي طغت في المناطق والبيوتات ,...والمستغرب ان اغلب هذه الاماكن لديها حماية من دورية للشرطة بشكل رسمي او غير رسمي لا نعلم .
هذا مانرى ويراه الجميع , فننتقل الى التسأولات هل هذا العمل وفق القانون ام مخالف للضوابط والقوانين ؟ وسؤال اخر لمن هذا ,بالتاكيد لأحد المسؤولين , او مسؤول لديه حصة ؟! هذا واقع موجود وغير مخفي على عموم الناس ان صح التعبير , لكن كل هذه الفنادق او الصالات والمقاهي والبيوتات ..., ما هو عملها وهل يعود بالفائدة للمجتمع ام يكرس الظواهر السلبية لتفكيك البنية الاجتماعية ومنها الاسرة ؟ .
فالتسأولات كثيرة على ما يبدو الصمت والحلول العقيمة من قبل المسؤولين , وهذا خطر قادم لا تقل خطورته من داعش المجرم الارهابي الذي لفظ انفاسه الاخيرة في العراق على ايدي ابطال الحشد الشعبي والقوات الامنية .
فداعش استهدف الجميع بالقتل المباشر , وهذه الصلات والاماكن المشبوهة تستهدف ايضا الجميع ولكن اسلوبها في الموت بطيء , اذ تجذب الفرد ثم تمنيه وتطمعه تدريجيا ومن ثم توقعه في مصيدة الادمان والقمار , وخصوصا فئة الشباب التي يعول عليها مستقبل ,لتستهدف خراب افكارهم وسلوكهم حتى يعود لا نفع له سواء كان لنفسه او اسرته ومجتمعه ,فبالتالي قتل بطيء للشباب هو قتل لوطن باكمله .
على الحكومة ان تتخذ اجراءات جدية وجريئة وتشخص مكامن الخلل , والتي يجب وضع حلول انية ومستقبلة ,في استقطاب الشباب وتوعيتهم وتوفير مايشغلهم وينمي قدراتهم وطاقاتهم , واذا عجزت عن انتاج مجتمع حضاري يسوده الادمان والتباغض والتناحر والانتمائات فالمستقبل اسود لاضبابية فيه .
ثقافة التكافل والتعاون والتراحم التي تطلق طاقات ابداعية مبتكرة واستثمار ها بفاعلية وثبات لوضع المجتمع على مساره الصحيح وان لا يفقد موروثه الثقافي الاصيل ,فعلى الجميع ان يشخص مظاهر الخلل وتحديد الاسباب ,لأن مايتعرض له مجتمعنا ناجم من الظروف التي مرت عليه بسبب اشكال الارهاب المتنوعة وغياب العدالة الاجتماعية .
اذن فنحن بحاجة الى وجود قانون صالح يضمن الحقوق ويحفظ المجتمع من الظواهر التي تسبب الصراع والضياع والانحلال وعلى الحكومة والمؤسسات والشخصيات والوجهاء ان تتحمل مسؤوليتها في اصلاح المجتمع وامنه.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha