المقالات

قلعة الصمود عصية على الاقلام المأجورة


عبد الحسين الظالمي

 

من اكبر الأخطاء التي ارتكبت بحق الشيعة هي انجرار نخب الشيعة الى تعميم مساحة النقد غير الموضوعي والتي أسس لها الاعداء والخصوم وفق نظرية الضد النوعي.

 فالعدو أراد تعميم الأخطاء ولصقها بالشيعة فكرا وعقيدة ومنهج ونظام حكم لان من مصلحة الأعداء ان يوسعوا دائرة الخطأ ويعمموها بعد أن اوجدوا مصادق لها ثم سوقوا شعار (باسم الدين باكونا الحرامية ) مع وتسليط الهجوم على بعض معممي الشيعة والذين لا يتجاوزون عدد الأصابع في العملية السياسية برمتها واغلبهم نواب وليس وزراء او مناصب تنفيذ إلا ما يتعلق بالمؤسسات شبه الدينية التخصصية آو بعض رؤساء الكتل وهم لا يشكلون نسبة 1% ومن هنا كان لابد الانتباه الى الفخ الذي جرنا له الأعداء والخصوم وهو القبول والانسياق مع خطة تعميم الأخطاء بحجة نقد التقصير.

 لذلك نرى البعض يريد بكل صورة زج المرجعية في المعترك والغاية من ذلك هي حتى لا تبقى مساحة للمذهب خارج خطة تعميم الفشل .

فلا نحن حكم شيعي كما هو الحال في الجمهورية الإسلامية حتى يقال أن الفكر الشيعي فشل في إدارة الدولة فالحكم مدني ولكن إسقاطاته على المذهب الشيعي أكثر من إسقاطاته على العلمانية والمدنية نفسها مستغلين الخلط بين التركيز على كسر المعادلة الظالمة في الحكم أيام زمان وتثبيت معادلة المشاركة حسب الاستحقاق في اول سنوات العملية السياسية بعد التغير وبين تطبيق المنهج الاخر كنظام حكم بديل.

المدنية حكمتنا ثمانون عام وهي من أوصلتنا بكل مراحلها الملكية والجمهورية الى ما نحن عليه الان ، وأمام هذا الخلط والتشويش وركوب الموجة ، أصبح المتدين المؤمن متهم والفاسق السارق الحقيقي سواء كان متأسلم أو غيره ينعم بالسلطة وزخرفها ، لان ظاهر الحكم أصبح على الهوية المذهبية لمن يحكم حتى ولو حكم بأفكار مغايرة لهويته ، وحتى أحزابنا الإسلامية اغلبها انسلخ من الهوية الإسلامية وأصبح يتفاخر بتطبيق المدنية ولكن الخصوم لن ينفكوا من إسقاط الأخطاء على هويته الإسلامية لمجرد كونه محسوب على المذهب او معمم ،او يدعي وهذا اكبر دليل على ما ندعي في هذا المقام .

لذلك علينا ان نصحح المسار ونسلط النقد اما حزبيا ( حزب حاكم او مشارك )او على شخوص الحكام. بغض النظر عن الهوية مثلما نرى الآخرين شركاء معنا في كل شيء إلا التسقيط وتحميل مسوولية الفشل فنحن وحدنا من يتحمل ذلك. خمسة وزراء كهرباء ساهموا في فشل وإضاعة أموال طائلة لم يذكرهم احد واغلبهم من الطرف الشريك وحتى لو تحدثوا عنهم فالحديث عن شخوص وليس هوية اما من الشيعة فالحديث فشل شيعي وهكذا بقية المفاصل الحيوية.

نعم قد نتحمل جزء من التقصير ولكن في اطار اشخاص تقلدوا المسؤولية وليس هوية ، يمكن ان نحاسب على الهوية حين ما يطبق فكر المذهب وأسلوبه كنظام حكم نعم في هذه الحالة نقبل التعميم في حالة الفشل ، مثلما حدث للاخوان المسلمين في تجربتهم في مصر.

 وهذا ايضا يقع ضمن نفس السناريو وهو افشال الحكم الاسلامي بشقية الاسلام السياسي السني او الاسلام السياسي الشيعي بغض النظر عن الفارق ولذلك نرى الان كل مجهودهم ومنذ اربعين عام منصب على افشال التجربة في ايران والتي عبرت فترة التجربة بنجاح لترسوا على ساحل النظام المتمكن الذي اصبح له طريقته الخاصة واسلوبه الخاص بين الانظمة السياسية العالمية لذلك انتقلوا الى خطة التحجيم والحصر لهذا النظام محاولين زج اسمة في كل مشكلة او فتنة في المنطقة .

فلا نستغرب من زج الحكم الاسلامي الشيعي مقرونا بالفشل في اي قضية حتى ولو من قام بها زنديق ولكن هويته شيعية او محسوب على العملية السياسية ، المتابع لقضية ملعب كربلاء او اي حدث يستطيع بكل سهوله ان يرى كيف تجر الامور الى مساحات هي بعيدة عنها ( ليس القصد هنا اصل الاساءة من عدمها فذلك موضوع مفروغ منه ) . وخيرا فعل ممثل المرجعية عندما اعرض عن الخوض في الموضوع حتى لا يستغل الخصوم ذلك سلبا او يجابا ويدخلونها في كل التفاصيل حتى يتمكنوا من تعميم مساحة الفشل والذين لم يبقى امامهم سوى قلعة لازالت عصية عليهم رغم كثرت المعاول والنعيق ومحاولات الاسقاط ....

 اسال الله ان يحفظ العراق واهلة ومراجعه وان يرينا الحق حقا فنتبعه والباطل باطلا فنجتنبه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك