أحمد عبد السادة
يلجأ المهـــزوم عادةً إلى ما يسمى في علم النفس "التعويض النفسي" من أجل تحمل مرارة الهزيمـــة وتقبلها وأحياناً من أجل إيجاد "معادل موضوعي" يستطيع من خلاله صناعة شعور "وهمي" بأنه غير مهـــزوم!!.
برنامج "البشير شو" الذي يقدمه المهـــرج والقرقـــوز أحمد البشير أكبر مثال ومصداق على لجوء المهـــزوم إلى "التعويض النفسي".
سيتساءل البعض: ما هي علاقة هذا البرنامج التهريـــجي بالهزائم والتعويض النفسي؟!.
وهنا أقول: إن برنامج "البشير شو" ليس مجرد برنامج تهريـــجي يتضمن بعض النكات والتحشيشات والمفردات والإيماءات والإيحاءات السخيفـــة، بل هو، بالدرجة الأساس، برنامج سياسي تسقيطـــي مدعوم من جهات محلية وإقليمية ودولية مشبوهـــة بهدف تشويــــه وتسقيـــط صورة محور محدد هو نفسه المحور الذي حقق الانتصار على تنظيم داعــ.ـــش الإرهــــابي تحديداً!!، ولذلك رأينا ولا نزال نرى محاولات "البشير شو" المحمومة لتسقيــــط وتشويــــه قادة هذا الانتصار وحلفائهم أيضاً، وكلنا يعرف بأن قادة الحشد الشعبي المضحي هم في مقدمة الذين استهدفهم ولا يزال يستهدفهم هذا البرنامج بشكل ممنهج ومنظم منذ سنوات وخاصةً أثناء مقاتلتهم لداعــ.ـــش!!.
ومخطئ من يظن بأن "البشير شو" برنامج طائفي رغم مهاجمته المنظمة لقادة فصائــــل المقاومـــة الشيعية. هو بالنهاية برنامج ضد محور معين مهما كانت المكونات المنضوية في هذا المحور، ولهذا فإنه لا يكتفي بالإساءة مثلاً إلى الأمين العام لمنظـــمة بــــدر هادي العامري والأمين العام لحركة "عصــ.ـــائب أهــــل الحق" الشيخ قيـــــس الخــــزعلي، بل هو يسيء لكل المنضمين للحشد من المكونات الأخرى مثل آمر لواء 50 (اللواء المسيحي) ريــــان الكلداني، وآمر لواء 30 (اللواء الشبكي) وعــــد قدو، ويسيء كذلك إلى الجهات السنية المنضمة للحشد والمقربة لمحور المقاومة، وهذا الأمر يؤكد أن الداعمين لبرنامج "البشير شو" هم أنفسهم الذين دعموا داعــ.ـــش، ولهذا فإنهم يرسلون رسالة من خلال البرنامج إلى السنة والمسيحيين المنضمين للحشد بأنه عليهم أن يتركوا خندق الحشد لينضموا لمعسكرهم إذا أرادوا النجاة من العقوبات الأمريكية، وإذا ارادوا أن لا يهاجمهم البرنامج!!.
ولهذا فإن تركيز "البشير شو" مؤخراً على العقوبات الأمريكية على بعض قادة الحشد ليس اعتباطياً أو مصادفة، إذ شاهدنا مثلاً في الحلقة السابقة للبرنامج أن أحمد البشير يقرأ بفرح أسماء بعض القادة المشمولين بالعقوبات كالشيخ قيـــــس الخــــزعلي والشيخ أكــــرم الكعبي، فضلاً عن قراءته لأسماء قادة يدعو إلى شمولهم بالعقوبات كأبو مهــــدي المهندس وجــــواد الطليباوي وأحمد الأسدي وأبو آلاء الولائي وكاظم الجابري.
وبما أنه يوجد جمهور معين لكل برنامج، فإن جمهور برنامج "البشير شو" (ذلك الجمهور المؤمن والمصدق والسعيد بما يطرحه هذا البرنامج) هو جمهور المهزومين الذين يبحثون عن تعويض نفسي وانتصار وهمي من خلال سخافــــة احمد البشير. وأستثني هنا طبعاً ذلك الجمهور الذي يتابع "البشير شو" من منطلق فكاهي أو الذي يصدق به بسبب حملة التضليل وغسل الأدمغة.
إن البعثيين والدواعـ.ــــش والمتعاونين معهم وأتباعهم وجمهورهم بسبب هزيمتهم المنكرة في ميادين القتال فإنهم يشعرون بأن "البشير شو" يعوضهم عن تلك الهزيمة ويمنحهم إحساساً وهمياً بأنهم اقتصوا من الذين انتصروا عليهم وهزموهم!!.
"البشير شو" هو برنامج المهزومين الذين يبحثون عن انتصار وهمي وبطولة مزيفة من خلال الانتقاص من المنتصرين والأبطال الحقيقيين.
https://telegram.me/buratha