المقالات

مقدساتنا المستهدفة ..!

1893 2019-08-03

حسين فرحان

 

(أظنَنْتَ يا يزيد حيث أخَذتَ علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبَحنا نُساق كما تُساق الأُسارى، أنّ بنا على الله هَواناً وبك عليه كرامة ؟!).

زينب الكبرى تخاطب طاغية أمية وجليس القرد ونديم الكأس ..

فمن هوان الدنيا أن يقتل الحسين ويبقى الطليق ومن هوانها أن تسبى زينب ..

وللدنيا وهوانها شواهد كثيرة تكون المقدسات فيها مستهدفة وتهاجم بسلاحين يتسلح بهما الأعداء ، فالاول (جهل مركب) لاينفع معه علم ولا معلم والثاني (حقد) في نفوس مريضة لاينفع معها طب ولا طبيب ..

العالم بالتأويل ومن فتح له الف باب من أبواب العلم وفتحت الابواب على الف باب لكل منها ، يقارن بمن أشرب في قلبه العجل وبمن جرت الجاهلية فيه مجرى الدم في العروق حتى عد في إرث أبناء السقيفة رابعا ليفصح في شقشقته التي هدرت ثم قرت : (مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ..) .. ورحم الله صاحب الكوثرية إذ أشار الى بطلان قياس القوم قائلا :

قاسُوكَ أبا حسنٍ بِسِـواكَ ..

وهـل بالطّـودِ يُقاسُ الذَّرْ..

أنّى سـاوَوْكَ بمَـن ناوَوْك ..

وهـل سـاوَوْ نَعْـلَي قَنبَرْ ..

- من هوان الدنيا أن يوضع رأس خامس أهل العباء وبقية الانبياء والاوصياء في طشت أمام شيطان الطلقاء وسلالة البغاء ..

الدنيا - بهوانها - لأمثال يزيد يفرحون بها أياما معدودات لتحل عليهم اللعنة عند اجتماع الخصوم وأي خصوم .. أنبياء وأوصياء وأولياء ..

أبراهيم ومن أوقد النار ويحيى وقاطع الرأس وموسى ومن ادعى الربوبية وعيسى ومن أنكره ومحمد وأمة انقلبت على الاعقاب ، وعلي والناكثين والقاسطين والمارقين وعترة ومن نصب لها العداوة وأعمل فيها القتل ( وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ الله فِيها...).

الحقد .. معاوية نموذجا .. وأما الجهل فأتباع ينعقون وراء كل ناعق ..

الحقد صريح الى درجة (لاخبر جاء ولا وحي نزل) ..واعلان جهل التابعين أكثر صراحة منه (أبلغ علياً أنّي أقابله بمائة ألف ما فيهم من يفرق بين الناقة والجمل.).

هل انقضت تلك الأزمنة ؟ هل انقرضت هذه البهائم البشرية أم أن الحقد أصبح أحقادا والجهل تسافل بالقوم الى حضيض الجاهلية وشفا حفرة النار ؟

إنه يعود تارة أخرى ويكر كرة غدر جديدة ، لكن المستهدف في هذا الزمان هو إرث الانبياء والاوصياء .

تعددت الجهات والهدف واحد هو القضاء على ماتبقى ( ُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ..)

حقد أموي وشجت عليه أصولهم وجهل مركب لم تنفع معه القفزة العلمية لشعوب الارض وبقي الحمار يحمل الأسفار دون أن ينتفع بها ..

مقدساتنا اصبحت اليوم عرضة لهجوم هؤلاء فنرى ونسمع ممن لاحريجة له في الدين أصوات نشاز تملأ صفحاتهم ومواقعهم وهذا من هوان الدنيا التي لا يعصى الله تعالى الافيها ، فالمقدسات إرث مستهدف .

قال السجاد (ع) : خرجنا مع الحسين (ع) فما نزل منزلا ولا ارتحل منه إلا وذكر يحيى بن زكريا (ع) ، وقال يوما : من هوان الدنيا على الله عزّ وجلّ أنّ رأس يحيى بن زكريا أُهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل .

مقدساتنا يراد لها أن تموت بطرق متعددة ويهدى رأسها للبغايا في سعي حثيث يقاد بالحقد والجهل .

(.. وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ..) .

...............

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك