المقالات

"قصة" حق الحياة في العراق..!


عبد الحسين الظالمي

 

خلق الله الانسان على الارض وحدد له مهام فيها ، بعد ان ميزه عن بقية المخلوقات وخلق له نظير يشاركه في هذه المهمة وجعل من هذا الخلق شعوبا وقبائل ليتعارفوا !

 هذا التعارف الذي يخلق مصالح مشتركة بين البشر ويوجد حقوق ويفرض واجبات حددتها التجارب البشرية بقوانين واعراف حتى تنظم هذه العلاقة وتوضح حدود الحقوق وحدود الواجبات .

من ابزر حقوق الانسان في الحياة هو (حق الحياة) هذا الحق الذي يجب ان يتمتع به الانسان وليس لاحد الحق في سلبه الا اذا كان وجود هذا الشخص يشكل تهديدا لحياة الاخرين .

حق الحياة يعني ان يعيش الانسان عمره المحدد بكل يسر وكرامةً واطمنان وهذا الحق محترم في كل الاديان والشرائع والقوانين والاعتداء عليه بدون وجه حق يعد فسادا في الارض وقتل للناس جميعا.

من مقتضيات هذا الحق ان يتوفر لهذا الانسان سبل العيش الكريم الذي يمكنه من ان يعيش حياته وحياة من يرتبط به ، وبما ان الشعوب ونتيجة تجربتها الطويلة اهتدت الى فكرة الدولة والحكومة حتى تقوم مقامها لتحقيق مصالحها وضبط النظام وتنظيم العلاقة مع الشعوب الاخرى وحماية المجتمع من التهديد وتوفير سبل العيش لافراد المجتمع بشكل عادل ومنصف ومن هنا اصبح حق العمل للانسان حق طبيعي تسعى الدولة لتوفيره لكل من يستطيع العمل وتتكفل هي باعالة من لا يستطيع.

فرضت الشرائع السماوية والقوانين الارضية تعليمات وقوانين تنظم ذلك وتخلق حالة من التكافل الاجتماعي بين ابناء المجتمع، من زكاة وخمس وعطاء وعمل وتبادل تجارة وصنعة ، حتى اصبح العمل والتوظيف بالدولة ينظم بقوانين تسمى قوانين العمل ، وقوانين الخدمة العامة ، وقوانين حماة الوطن وقوانين حماية الصناعة وهكذا .

نتج من ذلك تقسيم المجتمع الى (موظفين خدمة عامة بكل المجالات ، عمال ، اصحاب مهن ، عاطلين عن العمل ، عاجزين عن العمل) كل هذه التقسيمات الدولة مسوولة عنها .

هي مسوولة عن ايجاد الوظائف التي تسير عمل المرافق العامة وترسم لها حدودها وواجباتها وحقوقها ، وكذلك تهيىء فرص العمل لمن يكون قادرا على العمل وتتولى حماية العمل وتنظم حقوقه وواجباته سواء كان هذا العمل مرتبطا بالدول او بالقطاع الخاص والتي تسعى الدولة لايجاده وتنظيمه وحمايته وتشجيعه حتى يساعدها في تامين القسم الاكبر من سبل العيش لافراد المجتمع من خلال تجارة او صناعة او مهن او فلاحةً حتى تتمكن من تقليص مساحة الذين يبقون بدون عمل (عاطلين) والتي تعجز عن توظيفهم فيما تتكفل الدولة معيشة من عجز عن العمل (ترعاهم اجتماعيا وفق قوانين خاصة حسب نوع العجز) .

اذا الدولة مسوولة عن تنظيم هذه الخارطة ورسمها بدقة واستمرار ادامة تحديثها حتى لا تتسع رقعة العاطلين والعجزة ما يشكل تهديد على حياة المجتمع وديمومتة.

مهما تكن الدولة متطورة لا يمكنها استيعاب كل ابناء الشعب موظفين فيها لان هذا محال و لأن الوظيفة وجدت للقيام بعمل ضمن اطار الدولة لتمشية وجودها كدولة ومن سابع المستحيلات ان يصبح افراد المجتمع كلهم موظفين لان ذلك يعطل الحياة في مرافقها الاخرى لذلك نظمة الدول مساحة اخرى تاتي بعد مساحة استيعاب الدولة وهي القطاع الخاص والذي يتكون من عمل ومهن وصناعات وتجارة وزراعة .

هذا القطاع لو تم تنظيمه بشكل دقيق لكان قد استوعب كل من هو قادر على العمل في مجالات المهن بمختلف انواعها والصناعة والزراعة والتجارة .

بدون تنظيم القطاع العام والخاص ورعايتهما ودعمهما لا يمكن ابدا استيعاب كل المخرجات السنوية من ابناء المجتمع في مجال الوظائف العامةً خصوصا وان المخرجات العمرية وبلوغ سن التوظيف والعمل تتزايد سنويا اضعاف مضاعفة عن مخرجات القطاع الوظيفي (خصوصا مع تحديد عمر وظيفي طويل ٦٣ عاما.
 لذلك يزداد الطلب على التوظيف سنويا مقابل وجود فرص اقل وخصوصا مع الانفتاح على التعليم مما يودي الى تزايد الخريجين سنويا بدون وجود خطة استيعاب  مدروسة في المجالين الحكومي او الخاص وهذا يعود بالدرجة الاولى الى ضيق مساحة الاستيعاب في قطاع العمل لاسباب منها تعطيل المصانع عدم انشاء مصانع جديدة قيود على التجارة ، اهمال للزراعة القيود التي اوجدت على المهن نتيجة نقص الطاقة مما اضاف كلفة اضافية على حساب توفير فرص العمل.

انحصار تفكير المواطن والدولة في قضية العمل وتوفير لقمة العيش للمواطن في مجال التوظيف دون السعي الجدي لتوسيع رقعة العمل في القطاع الخاص سوف تعقد المشكلة وتتسببب في اتساع رقعة العاطلين مما يهدد بتزايد مشهد مظاهرات العاطلين وتراكم اعدادهم سنويا وخصوصا من المتعلمين واصحاب الشهادات .

الخلاصة ؛ بدون تنظيم التعليم وتوسيع مساحة العمل وتنويعة سوف تتعقد المشكلة يوم بعد يوم ؛ وتزاد مساحات العاطلين لذلك على الدولة التوجة لدعم القطاع الخاص والمختلط وجعلهما يوازيان امتيازات التوظيف في قطاع الدولة ولا مناص للدولة من فتح ابواب التصنيع بمختلف الانواع الممكنة ودعم عملي منضبط للمشاريع الصغيرة وتقليل الفوائد على القروض ودعم الزراعة المنتجة وخصوصا المنتجات التي تدخل في التصنيع وابتكار فرص عمل جديده تغطي شرائج واسعة .

 بدون ذلك سوف نرى الالاف بدل المئات من العاطلين والمتظاهرين والناقمين !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك