المقالات

مصارفنا الحكومية وربا الجاهلية الأولى

1829 2019-07-28

حسين فرحان

 

وطن يحكمه الفساد ، وحكومة تعيش أوهام الملك واستعباد البشر ، وشعب تارة ينهض متظاهرا وأخرى ينتظر الفرج ويعيش على أمل أن يعيش .

الحاكم أوالمسؤول هو من يعول عليه في أن يكون لهذا الشعب عونا لعيش كريم في وطنه فأذا كان هذا الحاكم فاسدا .. سارقا .. متغطرسا .. عميلا .. فالنتيجة هي الحيلولة دون أن يحيا الشعب في وطنه كما ينبغي .

الحياة الحرة الكريمة الآمنة طموح جماهيري .. والتنعم بخيرات البلد حق مشروع .

تاريخنا حافل بالحرمان وينبغي الالتفات الى هذه المفردة جيدا ( الحرمان ) ، فالعراق كدولة لم تمنح لشعبها حقا من حقوقه الا بتضحية أو صبر أو انقضاء العمر بالتمني ، فقد تداولت الحكم ومنذ عقود طويلة أياد جهلت أو تجاهلت نظرية الحكم أو أصوله ولم تدرك يوما أنها مجرد موظف مكلف بخدمة شعبه أو أنها خادم يجلس على كرسي الحكم ، ولو أن شخصا واحدا قد حكم العراق بهذه العقلية لتغير الحال وتغير المقال .

كل من حكم العراق انقلابيا كان أو ديمقراطيا لم تفارقه خدعة التسلط فهو بنظر نفسه المتفضل بالعطاء والشعب عبيد ينتظرون عطاءه .. حتى وصل به الحال أن يتصور خزينة الدولة ملكا من أملاك أسرته وإرثا يغترف منه لنفسه ولقرابته مايشاء منه ويعطي بالقطارة لشعبه منه وفق مايمليه عليه مزاجه ، فأصبح الشعب العراقي الغني أمام حكومات تحول بينه وبين خيراته بشكل يدعو للاشمئزاز حيث لايليق أبدا به أن يمد يده مستجديا عطف دولة الرئيس أو ملتمسا لنظرة أبوية من سيادة الوزير في حين أن الحقوق تؤخذ ولا تطلب .

أي استهتار بمقدرات الشعب هذا الذي وصلنا إليه ونحن نرى المصارف الحكومية وقد خرقت إداراتها كل معايير القيم والاخلاق والانسانية وهي تتعامل مع شعبها بسياسة الجاهلية الاولى جاهلية الاعراب والأوباش فتضع الربا مضاعفا على فوائدها ؟

أي استغلال هذا لشعب أكلت أبنائه الحروب والامراض والحصار ؟

أي استثمار للأموال هذا ؟ أهو إستثمار أموالنا في معاناتنا ؟ عجبت من تكالبكم .. عجبت من تجاهلكم .. عجبت من استهتاركم .

بينما ينتظر الموظف والمتقاعد والشاب والارملة التفاتة شريفة منكم لأعانتهم على هذه الحياة تطلون عليهم بوجوهكم البائسة فرحين بزيادة نسبة الفائدة .

وخير شاهد ما ابتدعه مصرف الرافدين من بدعة جاهلية جديدة فبينما كانت نسبة الفائدة على قرض العشرة ملايين هي مليونا دينار في خمس سنوات أصبحت الفائدة اليوم تقرب من أربعة ملايين ونصف في خمس سنوات هذا يعني أن الموظف العراقي عليه أن يستلم عشرة ملايين غير كاملة بسبب بعض الرسوم ليسدد خلال خمس سنوات مايقارب الخمسة عشر مليون !!

من الذي يدير مصارف العراق الحكومية ؟ من الذي يضع سياسة القروض فيها ؟ من المنتفع وهل هنالك مستثمر خارجي جاء بأموال كفار قريش ليستثمرها ويتاجر بمأساة شعبنا ومعاناته ؟

لا خير فيمن لايغضب إذا أغضب ..

لكن في حقيقة الأمر نحن نتعامل مع حكومات لاتعرف غير منهج الشيطان ولاتجيد غير لغة استغلال معاناة هذا الشعب الذي أصبح وأمسى أمام سدود بشرية حاكمة تحول بينه وبين خيراته .

أيها السارقون أيها المرابون أيها الفاسدون لا وفقكم الله لفطر ولا أضحى ، حيث جعلتم الربا الذي يمحقه الله طريقا تسلكونه لمزيد من أذانا وقهرنا .

...................

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك