المقالات

مصارفنا الحكومية وربا الجاهلية الأولى

1874 2019-07-28

حسين فرحان

 

وطن يحكمه الفساد ، وحكومة تعيش أوهام الملك واستعباد البشر ، وشعب تارة ينهض متظاهرا وأخرى ينتظر الفرج ويعيش على أمل أن يعيش .

الحاكم أوالمسؤول هو من يعول عليه في أن يكون لهذا الشعب عونا لعيش كريم في وطنه فأذا كان هذا الحاكم فاسدا .. سارقا .. متغطرسا .. عميلا .. فالنتيجة هي الحيلولة دون أن يحيا الشعب في وطنه كما ينبغي .

الحياة الحرة الكريمة الآمنة طموح جماهيري .. والتنعم بخيرات البلد حق مشروع .

تاريخنا حافل بالحرمان وينبغي الالتفات الى هذه المفردة جيدا ( الحرمان ) ، فالعراق كدولة لم تمنح لشعبها حقا من حقوقه الا بتضحية أو صبر أو انقضاء العمر بالتمني ، فقد تداولت الحكم ومنذ عقود طويلة أياد جهلت أو تجاهلت نظرية الحكم أو أصوله ولم تدرك يوما أنها مجرد موظف مكلف بخدمة شعبه أو أنها خادم يجلس على كرسي الحكم ، ولو أن شخصا واحدا قد حكم العراق بهذه العقلية لتغير الحال وتغير المقال .

كل من حكم العراق انقلابيا كان أو ديمقراطيا لم تفارقه خدعة التسلط فهو بنظر نفسه المتفضل بالعطاء والشعب عبيد ينتظرون عطاءه .. حتى وصل به الحال أن يتصور خزينة الدولة ملكا من أملاك أسرته وإرثا يغترف منه لنفسه ولقرابته مايشاء منه ويعطي بالقطارة لشعبه منه وفق مايمليه عليه مزاجه ، فأصبح الشعب العراقي الغني أمام حكومات تحول بينه وبين خيراته بشكل يدعو للاشمئزاز حيث لايليق أبدا به أن يمد يده مستجديا عطف دولة الرئيس أو ملتمسا لنظرة أبوية من سيادة الوزير في حين أن الحقوق تؤخذ ولا تطلب .

أي استهتار بمقدرات الشعب هذا الذي وصلنا إليه ونحن نرى المصارف الحكومية وقد خرقت إداراتها كل معايير القيم والاخلاق والانسانية وهي تتعامل مع شعبها بسياسة الجاهلية الاولى جاهلية الاعراب والأوباش فتضع الربا مضاعفا على فوائدها ؟

أي استغلال هذا لشعب أكلت أبنائه الحروب والامراض والحصار ؟

أي استثمار للأموال هذا ؟ أهو إستثمار أموالنا في معاناتنا ؟ عجبت من تكالبكم .. عجبت من تجاهلكم .. عجبت من استهتاركم .

بينما ينتظر الموظف والمتقاعد والشاب والارملة التفاتة شريفة منكم لأعانتهم على هذه الحياة تطلون عليهم بوجوهكم البائسة فرحين بزيادة نسبة الفائدة .

وخير شاهد ما ابتدعه مصرف الرافدين من بدعة جاهلية جديدة فبينما كانت نسبة الفائدة على قرض العشرة ملايين هي مليونا دينار في خمس سنوات أصبحت الفائدة اليوم تقرب من أربعة ملايين ونصف في خمس سنوات هذا يعني أن الموظف العراقي عليه أن يستلم عشرة ملايين غير كاملة بسبب بعض الرسوم ليسدد خلال خمس سنوات مايقارب الخمسة عشر مليون !!

من الذي يدير مصارف العراق الحكومية ؟ من الذي يضع سياسة القروض فيها ؟ من المنتفع وهل هنالك مستثمر خارجي جاء بأموال كفار قريش ليستثمرها ويتاجر بمأساة شعبنا ومعاناته ؟

لا خير فيمن لايغضب إذا أغضب ..

لكن في حقيقة الأمر نحن نتعامل مع حكومات لاتعرف غير منهج الشيطان ولاتجيد غير لغة استغلال معاناة هذا الشعب الذي أصبح وأمسى أمام سدود بشرية حاكمة تحول بينه وبين خيراته .

أيها السارقون أيها المرابون أيها الفاسدون لا وفقكم الله لفطر ولا أضحى ، حيث جعلتم الربا الذي يمحقه الله طريقا تسلكونه لمزيد من أذانا وقهرنا .

...................

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك