المقالات

اليأس ..من القدم الى الرأس...

2046 2019-07-23

ا.د.ضياء واجد المهندس

 

كلما شعرت بمرارة الاحداث والالم مما نقاد اليه من مستقبل مظلم و غد مرير ، ابحث في دفاتري القديمة ، مثلما يفعل اليهودي في دفاتر رهوناته عند افلاسه لعله يجد فائدة مفقودة ..

كنا في ١٩٤٠ افضل من اليونان ، و في ١٩٥٠ افضل من كوريا ، وفي ١٩٦٠ افضل من سنغافورة وفي ١٩٧٠ افضل من ماليزيا و في ١٩٨٠ افضل من الامارات وفي ١٩٩٠ افضل من تركيا وفي ٢٠٠٠ افضل من المغرب وفي ٢٠٠٣ افضل من تنزانيا وفي ٢٠٠٤ افضل من اثيوبيا وفي ٢٠٠٥ افضل من ارتيريا وفي ٢٠٠٧ افضل من بورما وفي ٢٠٠٨ افضل من افغانستان وفي ٢٠١٠ افضل من راواندا وفي ٢٠١١ افضل من  الصومال وفي ٢٠١٢ افضل من ليبيا وفي ٢٠١٤ فضل من سوريا ، و الان لسنا احسن من احد بل اننا المقياس الصفري للبلدان ..

هناك في القياس والتصنيف مؤشرات ، فالبلدان تقاس بمعدل النمو الاقتصادي واجمالي الدخل المتحقق نسبة الى السكان ، فاسرائيل التي لا تشكل واحد من الالف من سكان العالم لديها مردود استثماري يقترب من ٢٠٪ من المردود العالمي  ،كلها تاتي من الاستثمارات البحثية في التطوير والريادة في الشركات العملاقة ( الفيسبوك ، الكوكل ، ابل ، امازون ، المايكروسوفت  )، في حين ان العراق الذي يشكل عدد سكانه  ٥ اضعاف اسرائيل لا يمتلك اي مردود استثمار عالمي ..

حاولت ان ارسل للاصدقاء رسالة من ارشيف امانة العاصمة لاكسر طوق الحزن ولعل اغير من انغماسي في رصد الواقع الاجتماعي المرير .ارسلت

قصة جميلة ومضحكة جدا وهي قصة حقيقية حصلت في بغداد عام 1946   , (حين تعاركت الحيوانات في اسطبل أمانة العاصمة, ببغداد, فأصيب سائسها بضربة في بطنه حـُمل على إثرها إلى المستشفى. وتم تسجيل القصة في تقرير رفعه الطبيب البيطري إلى أمين العاصمة. وكان أمين العاصمة آنذاك الدكتور فائق شاكر, وكان ألمعياً فكهاً. فعلق على التقرير تعليقاً مرحاً يفيض بالنكتة البارعة. وأثبت لكم في ما يلي تقرير الطبيب البيطري وتعليق الدكتور عليه.

أول تقرير وجده أمين العاصمة الجديد, الدكتور فائق شاكر, في ديوانه الرسمي في اليوم الأول من دوامه كان من الطبيب البيطري لأمانة العاصمة إلى أمين العاصمة, وهو كما يلي:

سعادة أمين العاصمة المحترم.

الموضوع: التقرير اليومي للحيوانات التابعة لأمانة العاصمة والتي تستخدم في نقل الأزبال والأوساخ وجر عربات الكير إلخ.

مساء البارحة, وبعد غروب الشمس بقليل, قام البغل الأسود رقم (73) بممازحة رفيقه الحمار الأبيض رقم (201) المربوط بجانبه بالاسطبل الواقع بالنزيزة مال الشيخ عمر . وقد أدى هذا الشقة على غير العادة كل يوم إلى العراك أمام زملاء البغل والحمار, وأسفر – مع الأسف الشديد – عن فشخ الحمار بكوكة راسه نتيجة ضربة زواج رداف قوية ومعاندة البغل مما دفع زميله الحمار إلى أن يخرج عن جادة الصواب, ويملخ البغل بعضة قوية شلعت وصلة من كتفه الأيمن. وعند قيام النوبجي السايس رقم (11) جبار الأعور, بالمفازعة امام أنظار بقية الحيوانات, أتته ضربة تياه غير مقصودة في بطنه وانطرح على الفِشقي يتلوى من شدة الألم. وقد أُدخل المصابون المستشفى البيطري بموجب ورقة الفحص الطبي رقم 93 في 25/9/1946. أما السايس, فقد قام بعدها سلامات.

تقدم بالتفضل بالاطلاع, والأمر بما يلزم وإعلامنا والأمر منوط بسعادتكم.

التوقيع

الطبيب البيطري

وعلق الدكتور أمين العاصمة على التقرير بما يلي:

1. الحمد لله على سلامة السايس جبار الأعور.

2. يغرم البغل والزمال بقطع العليج عنهما لمدة ثلاثة أيام حتى يتأدبا من الآن فصاعدا ويكونا عبرة لغيرهما من الحيوانات وليفهم كل من تسول له نفسه الخربطة. إن الحكومةساهرة وفاكة عينها على الزغيرة والجبيرة ولا يتصورا الدنيه عفترة كلمن بكيفه.

3. يمنع الشقة بين الحيوانات بالشغل وأثناء الراحة منعاً باتاً, بأمري. وتعلق قطعة بذلك بالاسطبل.

4. يربط الطبيب البيطري بين الزمال والبغل حتى إشعار آخر حتى يتأكد الطبيب – وهو الأب المسؤول عن أبنائه – أن البغل والحمار قد صفت قلوبهم وما بقت بيناتهم عداوة تؤدي إلى القتل والمقتول.

5. على مدير الإدارة في أمانة العاصمة أن يكتب إلى معالي وزير الداخلية ليفاتح الجهات المسؤولة لنقلي فوراً إلى أي وظيفة ما عدا أمانة العاصمة لأن ما عندي خلك للزمايل والبغال. إحنا ويا الأودام هلـّه هلـّه, عاد ويه الحواوين .

الدكتور فائق شاكر

أمين العاصمة  26/9/1946).

والغريب ان فائق شاكر، اوفد في احد السفرات الى بريطانيا، لحضور مؤتمر دولي حول امراض انفصام الشخصية ( الشايزوفرينيا ) ، وعندما حضر متاخرا" ، سالته مقررة المؤتمر عن اي بلد يمثل و عن تخصصه ، فاجاب : انا من العراق ، وتخصصي طب بيطري . بعد استغراب المقررة الشديد، سالته: هل انت تعمل مدير لمركز بحوث نفسية و عصبية ؟ .اجابها : لا ، انا امين العاصمة يعني عمدة بغداد .. ازدادت دهشتها ، وسالته : من يكون مدير البحوث العصبية و النفسية ؟ ، قال امين العاصمة : حامد  المهندس .. تركت مقررة المؤتمر د.فاىق شاكر ولم تضعه في جدول اعمال المؤتمر ..في اليوم التالي للمؤتمر، جاء مشرف المؤتمر الى د.فائق ليعتذر منه لعدم ادراجه بجدول اعمال المؤتمر ، لكون مقررة المؤتمر توقعت ان العراق ارسل ( حالة تطبيقية ) من حالات ( الشايزوفرنيا ) ، وان على المؤتمر معاينتها ...

كتبت لي احد الاخوات من الذي اطلعو على القصة ، وهي التي طلبت سابقا"ان لا ارسل لها قصص العراق الموجعة، لان قلبها ضعيف و لم يعد يستحمل هون المعاناة ، قالت : الحمار خير دليل للغنم والرعي ، فهو من يقود القطيع ويعود به الى الديار ، وفي العراق هناك الاف من طبقة الحمير الكادحة التي تعيل العوائل من كدها من نقل البضائع والناس والخضروات والغاز والنفط وووو، والحمير عندنا للاسف لا يملكون نقابة او جمعية او رابطة للدفاع عن حقوقهم ،امام مستعمريهم من البشر العراقيين الكسالى ، والحال ينطبق على البغال والذي ارتفع مؤشر احساسها من ظلم الطغاة العراقيين فبدات تنتحر ، وهكذا مع باقي الحيوانات .أما بشرنا ،فامره عجب، لا هو مثل الحمير يبقى صابرا" ويكد على حكامه ، ولا هو مثل البغال ينفجر من المعاناة والظيم بوجه الطغاة ..سألتني الاخت ذات القلب الضعيف المتأكل بالجراح و الالم والمعاناة والحزن على حال العراق، متى يفرجها الله ؟؟

لله درك ياعراق ، يبحث ناسك عن الفرج، والفرج بايديهم ..

لنا وللعراق الرب المعين ،الغفور الرحيم رب العالمين..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك