المقالات

الاعتزاز بالاوطان شيمة اصحاب الاصول


عبد الحسين الظالمي

 

لابد لنا ان نعي حقيقة ان الامل سر الحياة .... وان ادامة الحال من المحال .

الحياة كما وصفها خالقها انها كدح ومشقة ونتيجتها لقاء الله اذ قال رب العزة في القران الكريم (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) .

الكدح هو بذل اقصى الجهد في سبيل انجاز شىء وقد كرر الباري عز شأنه مفردة الكدح بكدحا زيادة في التاكيد ، وهذه الاية ترسم صورة للحياة اسلوبا (الكدح والمشقة) ونتيجة (لقاء الله وكل اعمالك مدونة)وياتي التاكيد هنا على ان الطريق للقاء صعب يحتاج بذل وعطاء ونظال ومشقة والحياة بطبيعتها شاقه متعبة حتى لمن يمتلكها ويمتلك كل ادواتها .

فلا يظن احد ان اصاحب المال والجاه والمسوولية ليس لهم هموم ومشقة فكل واحد له همومة ومشاكلة ولكن الفرق هو اختلاف هذه الهموم وتنوعها فمن ابتلى بالفقر كان همة لقمة العيش ومن ابتلى بالمال كان همة كيف يحافظ علية ويحميه ويطوره ومن ابتلى بالمرض كان همة الشفاء ومن ابتلى بالبطالة كان همة العمل.

 وهكذا في جميع مناحي الحياة فلا احد يستطيع ان يخرج من دائرة الكدح والسير في طريق اللقاء سواء كان مؤمن او كافر فالكل سوف يردون على خالق الكون والفارق بين الاثنين هنا من يرد بوجه ابيض وهناك من يرد بوجه اسود ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) هذه هي الحقيقة .

ولصعوبة الحياة وقساوتها لابد للانسان من فسحة امل تاخذ بيده نحو الغد وتكون له حافزا ليتجاوز الصعاب وارهاصات الحياة اليومية والمحذور الوحيد في قضية الامل هو طول الامل الذي حذر منه امير المومنين علي عليه السلام (اخوف ما اخاف عليكم اثنان الهوى وطول الامل) اذا ما حذر منة امير المومنين طول الامل . وما اروع ما قيل في هذا المجال اذ قال الشاعر (ما اضنك العيش لولا فسحة الامل) .

الشعب العراقي رغم كل مقومات الحياة المتوفرة بالفعل والقوة لديه من ماضي وحاضر ومستقبل وما حباه الله من نعم كبيرة وكثيرة اكثر الشعوب جلدا لذات فهو شعب يجلد ذاته بشكل رهيب اذ لا تكاد تمر دقيقة واحدة من عمرك الا وتسمع نقدا وتجريحا ويأس من الحياة الكل ينقد والكل يتكلم بالسلب ويصور الحياة وكانها تقترب من النهاية ولا توجد مأساة الا في العراق فقط وكل شعوب العالم تعيش في رخاء وسعادة ونحن الوحيدين الذين نعيش في جنهم الحياة !

 فلا احد يتكلم عن غذ مشرق بحكم دورة الحياة فلا يمكن للحياة ان تقف على جيل او فئة عمرية مهما كانت ظروفها فقد سبقتنا امم بلغت الشمس في تطورها ورقيها ولكنها اصبحت من الماضي (هارون الرشيد يخاطب السحاب اين ما تمطرين يأتيني خراجك)وامامنا امم نهضت من تحت الانقاض ( اليابان . المانيا ... تركيا .... روسيا .... فرنسا ....دول الخليج ) وكما يقال (ادامة الحال من المحال ) فلماذا كل هذا التصور السيءعن الحياة وكيف نربي جيل يصنع المستقبل ويعيش حياتة ونحن نزرع الشوك في طريقة، كل خطواتنا وكل تصوراتنا وكاننا نحن اخر جيل ومنا وتنتهي الحياة، رغم اننا نعيش وسط ابناءلنا ومسوليتنا ان ننمي فيهم الامل نحو حياة افضل ربما لم تخدمنا ظروفها في الحاضر ولكن قد تختلف ظروفهم ، فلماذا هذه الظلامية التي نرسمها ؟ ونصور الاشياء وكان كل شىء في تراجع ونحن نعلم ان سنة الحياة ( زرعوا فاكلنا ونزرع فاياكلون ).

فلا فسادنا يدوم ولا وضائفنا تدوم ولا نظامنا يدوم ( لو دامت لغيرك ما وصلت اليك ) .

الفساد والبطالة والمشاكل الامنية ومنغصات الحياة وضنكها سوف تذهب مع الايام ولكن الوطن وتاريخه سو ف يبقى ملكا للاجيال اللاحقة والاعتزاز بالاوطان شيمة اصحاب الاصول فاليس من الصحيح ان نقول كل شىء امام العالم ونتصور ان العالم سوف يحترم العراقي الذي يتهجم على وطنة .

خيانة الاوطان كشف اسرارها وتعريت عيوبها فلماذا كل هذا التحامل على ذواتنا وكشف يعيوبنا امام العالم الذي اصبح قرية؟

اتمنى ان اقرأ او اسمع كلام او حديث يبعث الامل ويشعل شمعة في بداية ونهاية النفق فلا يكفي ان نلعن الظلام دون ان نجهد انفسنا لنشعل شمعة او نبذر فسحة امل .

ليس من المنطق ان نتصور ان كل الناس فسدة ، ولا يوجد من يحمل الوطن بين اضلاعه ولا يوجد من يريد لهذا الوطن الخير ، فمن اين اتى ثلاثة ملاين لدفاع عن العراق ؟ ارحموا العراق في تجاوز ذواتكم فكل مصائب العراق تقف خلفها ( الانا)

فمتى ننظر ابعد من امام اقدمنا .؟ ولا احد يبريء نفسه فكلنا مسوولين امام الوطن والاجيال القادمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك