المقالات

من غرائب الحياة في العراق؛ الخليفة بدون دار يسكن فيها..!


عبد الحسين الظالمي

 

الارض لله وهو المالك الحقيقي لها وقد جعل الانسان خليفته فيها باعتبار ان الانسان منح العقل الذي ميزه عن البقية وهو من يختار كيف يخلف الله وكيف يؤدي هذا التكليف رغم اعتراض الملائكة على ذلك .

هذه الارض التي اصبح الانسان فيها خليفة وحاكم فيها فوضها للدولة التي تحكمه وتدير شؤون حياته وفق مختلف النظريات وعلى مر العصور

من عقد اجتماعي الى نيابة الى استأثار ومصادره لحقه واستعباده او الى مشاركه ، ولكن يبقى الاصل انه خليفة الله في هذه الارض والمفروض ان يكون فيها شريكا مع ابناء جنسه في الرقعة التي يعيشون عليها حتى اصبحت بالنسبه له مقدسة يدافع عنها بكل وجوده وبكل ما يملك في حالة تعرضها لما يهدد سيطرته عليها سواء كان فردا او دولة ومن ابسط حقوق هذا الانسان هو مكان من هذه الارض يأويه مع عياله ويجعله سكنا يستقر به ويستفاد منه او ارض يزرعها او يعمل على ظهرها مهنة معينة باعتباره خليفة الله و يعيش عليها ويعبد الله عليها ويطبق شريعته ليكون خليفة يعمر الارض ويمنع الافساد فيها ولكن البعض استاثر بالخلافة سواء كان فردا او دولة لم يفسد في الارض فاحسب ، بل صادر الارض ومن فيها فاستعبد الحرث والنسل وعاث بالارض فسادا بدون ادنى حق لان ملك الانسان للارض هو ملك اعتباري وليس حقيقي لان المالك هو الله سبحانه وتعالى .

 

الخليفه بدون ارض ...

 

استحواذ بعض البشر على الارض سواء كان باسم الدولة او باسم الملكية الخاصة اقطاعية كانت او رجعية او استعباد فالنتيجة ملاين من البشر بدون قطعة ارض يسكنون فيها ضمن حدود وجودهم الاجتماعي لان الارض اصبحت ملك للدولة وهي التي تتصرف بها تمنحها لمن تشاء وتمنعها عن من تشاء لذلك اصبحت دول بين الناس ، ملاين يبحثون عن قطعة ارض هي حقهم الطبيعي الذي منحهم الله اياه ولكن غطرست وتفرعن ابناء جلدتهم حرمهم من هذا الحق

واصبحت الارض التي هي ملك الله تباع وتشرى بالملاين وخليفة الله يبحث عن مكان في ارض الله ولم يجد ، واخر يملك البر والبحر وكانهم هو من اوجد الارض وخلقوا طبقاتها وما تنتج وما يجري على ظهرها ، صحيح الارض لمن يعمرها ولكن حتى هذه القاعدة لم تعد تسمح للانسان ليس اعمار الارض بل حتى السكن عليها واصبح توزيع قطع الاراضي منة من الدولة على الانسان وحتى تصل الى تعليمات وشروط تجعل الاغلبية عاجزة عن بلوغ حلم الخلافة على مئة متر اوربما مئتان الى هنا ليس الامر بغريب.

 ولكن الغريب ، ان هذا الخليفة عندنا حتى قبره يجب ان يشتريه او يبحث ذويه عن متبرع من اقاربه ليدفن في مقبرته وحتى هذا ليس غريب ايضا ، اتعرفون ماهو الاغرب ان شخصا يضحي بنفسه دفاعا عن الارض ويموت شهيدا ويلف جثمانه بالعلم العراقي ويكرم بقطعة ارض لا تسوي قيمة المعاملة التي يتم التخصيص له من خلالها واما المراجعةعليها فحديث يجعلك فعلا تفكر انك خليفة اما حين يودع الدنيا هذا الخليفة ، يبقى ارحامه يبحثون له عن قطعة ارض لا تتعدى مترين ليشتروها حتى يدفن فيها فهل سمعتم كريما جاد بنفسه والجود بالنفس غاية الجود يعز عليه وطنه بقطعة ارض مساحتها مترا واحدا تباع عليه نقدا ان لم يكن له فصيل او جهة معينة توفر له تلك المساحة ليدفن فيها .

الكل يتغنى بالشهداء والكل يقول الشهداء اكرم منا ومن يريد ان يجرب هل فعلا نحن صادقين بقولنا فليسائل عائلة شهيد اين مكان قطعة الارض التي خصصت لهم وكم سعرها وماهو الفرق بين شهيد وشهيد اخر واذا اردت ان تتاكد اكثر عن اكرامنا للشهداء فلتسال بكم اشترت عائلة الشهيد قبر ولدها ومقبرة السلام تجيبك عن هذا السوال او ربما مكاتب ال صيبع اكثر قدرة على الاجابة ولا حول ولا قوة الا بالله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك