المقالات

باعوكَ داراً انت جنتها..!

2422 2019-07-17

زيد الحسن

 

في دجى الليل العميق

راسه النشوان ألقوه هشيما

وأراقوا دمه الصافي الكريما

فوق أحجار الطريق

وعقابيل الجريمة

حمّلوا أعباءها ظهر القدر

ثم ألقوه طعاما للحّفر

ومتاعا وغنيمة

وصباحا دفنوه

وأهالوا حقدهم فوق ثراه

عارهم ظنّوه لن يبقى شذاه

ثم ساروا ونسوه .

هذه القصيدة اسمها الشهيد للشاعرة نازك الملائكة ، هي لم تكن تعلم ان الشهيد في العراق سيحصل على نفس الخيبة ، وينال نفس الآلم الذي نال الشهيد المعني في قصيدتها في وقتها.

اليوم الشهيد العراقي يشتري قبره بمال ذويه ويدفع ايتامه اخر ضريبة من الضرائب التي فرضتها حكومتنا الموقرة على الانسان ، نعم فلا قبر تتكفله الحومة ولا اهتمام بعد الشهادة، يمنح الشهيد علم بالوان براقة ليكون شاهداً على ظلم الحكومة يوماً ما .

وبنفس الوقت لا انكر المقبرة الرائعة التي خصصها آل الصدر الكرام الى شهداء سرايا السلام ، فلقد تكفل الخط الصدري بكل مراحل استقبال الشهيد من تغسيل وتكفين و دفن في مقبرة خاصة ، وليس هذا فقط بل هناك من بهتم بهذه المقبرة وبزراعة الورد فيها ونظافتها ، فلهم مني كل التقدير والاجلال والاحترام .

حكومتنا الرشيدة هذه الدماء هي السبب في امنكم و في توطيد حكمكم كيف تسنى لكم نكران شمائلها واهمالها و بخس قيمتها ، كيف تنامون ملء الجفون و انتم اهدرتم دماء هي مصابيح الضياء لكم و للاجيال القادمة ، هم ارثنا الذي نفتخر به ، وفي نفس الوقت الذي نذكر شهدائنا ونترحم عليهم سنتذكركم و نلعنكم على هذه الخيبة التي اذقتموها لذوي الشهداء .

اذربيجان من الدول التي تعتبر نموذجاً فريداً للاحتفاء وتكريم ذكرى الشهداء ، فميدان الشهداء في العاصمة باكو من اهم ميادين تلك المدينة التاريخية العريقة ، فذلك الميدان يضم في جانب منه مبنى البرلمان الوطني وفي جانب اخر مبنى مؤسسة الاذاعة والتلفاز ، وفي الجانب الثالث تقع مقبرة الشهداء الذي يحمل الميدان اسمها ، وحتى لا تنسى الاجيال هؤلاء الشهداء فقد تم وضع قطعة من الرخام الاسود على كل ضريح من تلك الاضرحة ، فاين انتي يا حكومة العراق من اذربيجان ؟

شهدائنا ليسوا بحاجة الى رخام الحكومة ولا الى مقابر تتكرم عليهم فيها ، فهم قد جاورو امير المؤمنين عليه السلام وسوف يحشرون باذن الله سبحانه وتعالى معه ، واما انتم ايها الغافلون فسوف ترفضكم ارض وادي السلام و تبتلعكم الارض في جوفها ولن يذكركم ذاكر بخير .

الشهيد مثواه الجنة وهذا وعد الله سبحانه و وعده حق ، فهنيئاً لكم ايها الشهداء بهذا الخلود وهذه المنزلة وهذه الجيرة في الرقاد ونسألكم الشفاعة لنا نحن المقصرون بحقكم ، الساكتون الخانعون على من ظلمكم ، فلتغفروا لنا قصر اليد فأنتم جنتنا التي نبتغي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك