المقالات

المعارضة في النظام الديمقراطي حق مشروع ...ولكن بشرطها وشروطها ...


عبد الحسين الظالمي

 

يعتمد نظام الحكم في الدول الديمقراطية على فلسفة الصراع بين المولاة ( انصار الحكومة ) والمعارضة التي يشترط ان تكون خارج الحكومة ( التنفيذية ) هذان اللاعبان اللذان يتباريان في الملعب والشعب هو الحكم في اختيار من هو الافضل والذي سوف يكافئة بجائزة الانتخاب اما يجدد لمن في الحكم او ينتخب المعارضه ويعاقب الذي في الحكومة نتيجة عدم ايفائهم بتعهداتهم . هذه هي فلسفة الديمقراطية التي تعني حكم الشعب لنفسه من خلال ممثلين له يتم اختيارهم من قبله ...

هذه العملية لا تجري اعتباطا بل تجري وفق نظام محكم ووعي عالي جدا وشعور بالمسوولية وايمان مطلق بفكرة التداول السلمي للسلطة وان يومن كل الطرفين بالمصالح العليا للوطن ويومنون باحترام ارادة الشعب واختياره وان تحكم هذا الصراع ضوابط دستورة و قيم وطنية لا يمكن الخروج عليها .

 

ادوات الصراع ...

 

بالتاكيد لكل طرف من هذة الاطراف ادوات فطرف المولاة ومن معه يستخدم ادوات التنفيذ ليثبت للجمهور انه هو الافضل والاقرب وهو عند ما تعهد به من وعود ، والمعارضة ( هناك معارضه برلمانية ومعارضة دستورية سياسية ، ومعارضة مسلحة ولكل هذه المعارضات مساحة تتحرك بها والذي يهمنا هنا المعارضة البرلمانية ، والدستورية، وربما السياسية ) هذه المعارضة لديها ادواتها من خلال تواجدها في البرلمان او خارجه ، والاعلامها ، وقواعدها الشعبية ( المعارضة البرلمانية وهي مورد البحث ) هي تحاول اثبات ان المولاة ليست جديرة بتنفيذ ما تعهدت به وذلك من خلال استنفاذ وسائلها تحت قبة البرلمان .

هنا تاتي حاكمية الشعب فهو الذي يقرر من هو الافضل ومن هو الاجدر من خلال ما يراه ويسمعه ويلمسه من حكومة ومن المعارضه.

والسوال الذي يطرح نفسه هنا ؟

هل الاوضاع في العراق مهيأة للعب هكذا ادوار ( الانتقال من التوافق الى المعارضة البرلمانية ثم بهذه السرعة الى المعارضه الشعبية )

وهل تركيبة النظام منذ عام ٢٠٠٣ لحد اليوم فيها مولاة ومعارضة سياسية حقيقية ؟ وهل اجوائنا الشعبية قادرة ان تكون الحكم في هذا الصراع وتمتلك الوعي الكافي الذي يمكنها من الفرز بين الفرقاء واختيار الامثل بدون ان تستغل ؟.

هل توجد جهه من الجهات المشاركة في العملية السياسية حكما ومعارضة لم تكن مساهمة بقدر ما بما وصل الية العراق الان ؟ وللاسف اقول ان كل الاجوبة على الاسئلة اعلاة تكون بالنفي وهذا راي قد يكون مجمع عليه هذا من حيث المشاركين في العملية السياسية فالكل مشارك في الحكومات والكل مشارك في الانتخابات والكل مشارك في ادارة الدولة والحكومة والكل مساهم بقدر ما الى ما الت الية الامور الان .اما المعارضة المناهضة والمعادية فينتهزان الفرص ويعملان على خلط الاوراق ..

 

اليات المعارضة البرلمانية.

يفترض ان تتشكل جبهة المعارضة بعد الاعلان عن الطرف الذي يشكل الحكومة معلنة عن نقاط اختلافها في البرنامج واول خطواتها عدم التصويت للشخوص وللبرنامج ثم تستمر في البرلمان لتشخيص الخلل ونقاط الضعف والوهن في برنامج المولاة ضمن سقوف زمنية محددة وعند فشل المولاة في الايفاء تسلك المعارضة البرلمانية

طرق المسألة والاستجواب وحجب الثقة وستخدم اعلامها ثم لتبدء المرحلة الثانية وهي استخدام قواعدها بالنزول للشارع وثبات وجودها وتاثيرها الشعبي حتى تتمكن من التاثير على الاغلبية الشعبية لتستنهظها وتحولها من صامتة الى معارضه شعبية حتى تتمكن من الضغط على اعضاء البرلمان من الكتل الاخرى وتميلهم لصالح مشروعها الذي قد يصل في مراحلة النهائية الى حجب الثقة عن الحكومة تمهيدا لاسقاطها لتبدء مرحلة اخرى .

 

الوضع الشعبي ..

 

نتيجة الحالة التي عاشها الشعب في زمن الديكتاتورية وطريقة التغير وما نتج عن ذلك فقد انقسم الوضع الشعبي في العراق سياسيا الى ( احزاب داعمة للعملية السياسية ، جهات واحزاب مناهضة للعملية السياسية ، وفصائل وجماعات معادية للعملية السياسية ، قاعدة جماهيرية عريضة صامتة تتسع وتضيق حسب تطورات الاوضاع يمكن تتحول الى معارضة شعبية او تدعم الحكومة ) وكل هذه الاطراف موجوده واصبح التداخل واضح بين مكوناتها لذلك اصبح التعامل معها فيه نوع المجازفه والخطورة واحتمال الانحراف فيها نحو الاستغلال او اثارة الفوضى واضح .(احداث البصرة نموذجا ).

 

تداخل الخطوات .

 

ما نراه الان من موقف للمعارضة يسجل عليه مايلي:

اولا : التاخير في اعلان المعارضة بعد ان كانت جزء من تشكيل الحكومة والمساهمة في بعض مراكز التنفيذ .

ثانيا : تتحمل المعارضة جزء مما وصلت اليه الامور الان ولا تستطيع ان تبري نفسها من ذلك

ثالثا : الاستعجال في طي خطوات المعارضه ونزول للشارع ، ليس لاثبات الوجود الجماهيري (وهذا حقها ) بل لاثبات فشل الحكومة وهذا حكم مستعجل جدا وبفترة زمنية قليلة جدا حسب ماورد في بعض التصريحات وكان الاجدر ان تكون المظاهرة رسالة اثبات قدره على استخدام اكثر من اداة واثبات وجود جماهيري يعاضد الوجود البرلماني .

رابعا : الاوضاع متداخلة ومعقدة جدا محليا واقليميا والحكومة بدأت تخطوا خطوات جيدة رغم التركة الثقيلة فمن المنطق اعطائها فرصه كافية لاثبات الفشل او النجاح .

خامسا : لازلت خطوات المعارضة بالبرلمان في اولها فلماذا المخاطرة مبكرا في زج الشارع في خطواتها خصوصا وحداث السنة الماضية لم تكن ببعيده والقائمين على التظاهر الان كانوا هدافا للمظاهرات السابقة. ومايحز بالنفس ان الاخرين يبنون ويتطورن ونحن مشغولين بالتنظير والتظاهر وتسقيط بعضنا البعض وكل يدعي هو الطبيب وغيرة مصاب بالشلل.

اللهم احفظ العراق واهله وسدد خطى المخلصين من ابنائه . والله من وراء القصد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك