المقالات

كنتُ احسبها مراهقة سياسية ستنضج يوماً ما !!

2167 2019-07-12

زيد الحسن

 

ساق الراعي أغنامه إلى حظيرتها، واغلّق الأبواب كلّها، فلمّا جاءت الذئاب الجائعة وجدوا الأبواب مغلقة، ويئسوا من الوصول إليها، دبّروا خطة لتحرير الأغنام من الحظيرة،في تلك الخطة توصلت الذئاب إلى أنّ الطريق هي إقامة مظاهرة أمام بيت الراعي يهتفون فيها بالحرّية للأغنام ،

نظّمت الذئاب مظاهرة طويلة طافوا بها حول الحظيرة،فلما سمعت الأغنام أن الذئاب أقامت مظاهرة تدافع فيها عن حرّيتهم وحقوقهم، تأثروا بها، وانضموا إليها، فبدأوا ينطحون جدران الحظيرة والأبواب بأقرانها حتى انكسرت، وفتحت الأبواب وتحرروا جميعا، فهربوا إلى الصحارى، والذئاب تهرول ورائها، والراعي ينادي ويصرخ مرة، ويلقي عصاه مرة أخرى ليصرفهم، ولم يجد فائدة من النداء ولا من العصا، وجدت الذئاب الأغنام في بادية مكشوفة بلا راع ولا حارس، فكانت تلك الليلة ليلة سوداء على الأغنام المحررين، وليلة شهية للذئاب المتربصين ،في اليوم التالي لمّا جاء الراعي إلى الصحراء التي وجدتْ الأغنام فيها حرّيتهم لم يجد إلّا أشلاء ممزقة وعظاما ملطخة بالدماء.

إذا الشعب يوماً اراد الحياة ، فلا بد ان يستجيب القدر ، دعونا لا نخدع انفسنا ونتحدث بكل صراحة و وضوح ابو القاسم الشابي لم يكن يقصدنا بهذه القصيدة ولا هي تنطبق علينا وابياتها لم نفهم روح معناها ، و اعتقد انها لا تمس الشعوب العربية جميعاً لا من قريب ولا من بعيد ، فنحن لم نحرك ساكناً لنكسر قيد ، ولم نعرف اصلاً معنى الحرية ، وهذه النهاية التي وصلنا اليها نستحقها و بجدارة .

بغض النظر عن كون الراعي السابق جلاد و ظالم و مستبد ، ماذا حصل بالضبط بعد ان شبه لنا اننا تحررنا من عبوديته؟ الذي حصل ان راعية الارهاب رقم واحد في العالم ( اميركا ) كرست الجهود كلها لتمزق الممزق و تطحن المطحون ، و المضحك ان قتلنا وتمزيقنا جاء على ايادي من يدعي انه حررنا من ظلم الطاغية وهو اشد ظلماً و اكثر ايغال في البطش بنا ، وهنيئاً لهم امتيازاتهم الكبيرة التي نالوها جزاء على قتلنا .

لدي بشارتين الاولى للشعب العراقي ؛ افرح ايها الشعب وعش مسروراً انك نلت حرية على الورق لا اكثر ، و ابتسم انك تستطيع الصراخ في صحراء قلبك ، ونم قرير العين فلن تقوم لك قائمة بعد اليوم الا بمعجزة وزمن المعجزات قد انتهى .

البشرى الثانية الى السادة السياسين ؛ اخلع لكم القبعة و احييكم احتراماً ، و اطلب الصفح و الغفران لاني في ما مضى كنت اعتقد انكم في دور المراهقة السياسية وسيأتي اليوم الذي تبلغوا فيه الحلم و تعرفون معنى السياسة ، وكنت مخطئ جداً ، بل كنت في ضلال مبين ، فأنتم ( دواهي ) الساسة واصل السياسة وكيف لا وانتم تنفذون ارادة الغرب بدقة متناهية وبلا ادنى تقصير ، هنيئاً لكم هذا الانجاز ، و اود ان اخبركم ان العراق اصبح قطعة ارض من دماء و مباع ومباح لجميع الاوغاد و اللصوص .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك