سجاد العسكري
كانت ولاتزال وستبقى المرجعية امان لأتباعها وللمجتمع ولعموم المسلمين ,لأنها من صميم الارث الذي وضعه الائمة الاطهار وحثوا اتباعهم للالتفاف حول العلماء كونهم الاقدر لتوصيل الاوامر والاحكام التي ارادها الشارع المقدس لعامة الناس , منذ الغيبة الكبرى ولحد يومنا هذا العلماء يدفعون ويحثون الى تأسيس الجماعة الصالحة التي تضمن بقاء الفكر الاصيل للاسلام في المجتمع ,ولولا هذا الفكر لشهدت مجتمعاتنا الانفكاك مابين القيادة الدينية وعموم الناس الذين يؤمنون بها .
نعم القيادة الدينية اليوم متمثلة بالمرجعية التي اخذت على عاتقها مع بيان الاحكام الشرعية ,بناء المجتمع الصالح, ونشرالعقيدة الصحيحة , والدفاع عن القضايا المهمة التي لها صلة بالمجتمع والعقيدة والمقدسات الاسلامية , وهي تدفع الجميع للتحلي بالاخلاق , واحترام النظام العام سواء كان تحت اطار الدين او الانسانية , فهي تهتم بطبيعة حركة المجتمع ونشاطه ومواقفه ,وطبيعة العلاقات بين افراده , لأنها تنعكس على العمل والسلوك الانساني في القول والفعل , وتنشأ رؤيا مستقبلية يستطيع المجتمع الاسلامي او الانساني من النهوض والتخلص من تزيف الحقائق الى معرفة الواقع ومايدور من وقائع .
اذن فالمرجعية تتحرك بحركة الواقع الاجتماعي , وهو مايفهم من حديث (اما الحوادث الواقعة ...) كونه منطلقا لنهوض العلماء باعباء هذا الثقل الكبير وتمنحه حركية توجيه الناس نحو حفظ النظام كل مايهم حياتهم العامة , قد تكون هنالك نظرة من البعض يعتبره تدخل غير شرعي ؛لكن سواء كان شرعي او غير شرعي فلايجوز لأي احد ان يسيء الى النظام العام الذي هو نظام الناس جميعا .
فدور المرجعية كان ولازال فعال في قيادة المجتمع عبر التاريخ منها فترات حكام الظلم والجور واستخدامهم اساليب الترهيب والوعد والوعيد والقتل والتعذيب ؛لكنها لم توقف سعيها لمراتب الكمال الاجتماعي, لأنهم كانوا في خضم هذه الاحداث فكان لهم الدور المهم في الوقوف بوجه الحركات الدخيلة الهدامة كما تصدى لها ائمتنا عليهم السلام , فالمرجعية هي الامتداد الطبيعي لحركة الائمة الاطهار عليهم السلام وقد رسمت لنا الخطوط الصحيحة التي تحدد مسار حركتنا ,ولاتجوز لنا تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها الشريعة بحجة تحقيق بعض المصالح الضيقة .
فنراها تحذر المجتمع من اهوال الكذب والخداع و المكر ونبذ الاخر والسب والقذف , وتعاطي المخدرات , وتشير للمسؤولين تحمل مسؤلياتهم وتقصيرهم , وكذلك على الافراد والمجتمع تحمل المسؤولية وترك الا مبالاة , وقسم اخر منه وقع تحت تاثير الافكار الدخيلة ومفاهيم هدامة ويدعون ان لا تتدخل المرجعية بالسياسة ؟! فاين كنتم عندما تعرضت ارض العراق وعرضه للاغتصاب , وتجاوز على مقدساته , من ارهاب داعش الاجرامي , فاتباع المرجعية تطوعوا واستشهدوا , واصحاب الافكار الدخيلة يقضون لياليهم الحمراء خمرا وسكرا.
من حفظ الارض والعرض والمقدسات احق ان يتبع , فالمرجعية تحذر المجتمع من ظواهر سلبية وكوارث مستقبلية تنتظره , ويجب استشعار الخطر والكف عن التنصل عن المسؤولية , فدائرة الاصلاح والتغيير محصورة بين الجماهير ومدى طاعتها لأرشادات المرجعية.
https://telegram.me/buratha