المقالات

عندما تغيب الرؤيا..!

1427 2019-07-06

سجاد العسكري


مالذي يميز الانسان عن غيره ؟ وبماذا يتميز به الافراد عن الاخرين ؟ نعم يقولون ان الحياة لأي فرد او مؤسسة او دولة ...لابد ان تحتوي على اهداف مستقبلية لتسهل حركة الحياة , وتكون اكثر مرونة في التعامل مع ضغوطات وصعوبات الحياة التي نعيشها بسبب الاعتقاد بأن هنالك هدف سامي نهتدي به لتحقيقه ,لنكون اقل ما يكون شعورنا بالراحة ؛ولتحقيق هذه الاهداف فنحن بحاجة الى رؤيا واضحة وسليمة نستطيع ان نسير بهديها لتحقيق المطلوب.
فحب الذات ليس انانية , وحب الوطن ليس عنصرية , وحب ما اعتقد به ليس طائفية , بشرط ان تكون في اطار عدم التعدي على الاخرين , وكذلك الوقوف مع القضايا المهمة في البلدان والعالم التي تشعر الاخرين بالمظلومية والحيف من سياسات جائرة , وهو نوع جديد من رؤية مستقبلية لتحقيق العدل والسلم الاجتماعي على مستوى راقي من التفكير المتقدم , وحث الاخرين للسير نحو هذا الهدف ليعم الاستقرار للانسانية فهو هدف , ولعله من اسمى الاهداف التي نادت به الاديان السماوية والقوانين الوضعية ,وكل انسان يمتلك في قيمه الاخلاقية الحرية المسؤولة .
قد تكون الرؤيا واضحة وسليمة , وقد تكون ضبابية خبيثة , وفي كلتا الحالتين علينا ان ننظر الى اهدافها ونتائجها , ومن ثم نستطيع ان نقول هذه الرؤيا تهدف الى البناء وتلك تهدف الى الخراب , والاهم في موضوع الرؤيا هي ليست الشخصية للفرد التي تمثل فرد في مجتمع قد يوثر وقد لايذكر له تاثير اصلا, بل مايؤثر بشكل عام هي رؤية مجتمع باكمله او دولة ودول تشترك برؤية تسدل بظلال تاثيرها على مجتمعات و دول اخرى , وقد يؤدي الى محو ثقافات تضعف امام ضغوطات الحياة والحداثة والعولمة العالمية السلبية التي تسعى لفرض انظمتها السياسية وهي تشعر بأن لها الاحقية بالبقاء على حساب الشعوب الاخرى لتفرض ثقافتها وعاداتها واساليب حياتية مستوردة فهي تفرض رؤيتها وتقضي على ثقافة وحضارة الاخرين بدوافع ودواعي واهية .
ويمكن ان نطلق عليه هو غياب الرؤيا السليمة للعلاقات الانسانية وقد مرت بفترات تاريخية مختلفة كما هي اطروحة فرنسيس فوكومايا حول (نهاية التاريخ) , ثم ظهور مصطلح (النظام العالمي الجديد) ثم نظرية (صراع الحضارات )التي صاغها عالم السياسة الامريكي الشهير صامويل هاننتجون, فلو تاملنا النظر في هذه المصطلحات والنظريات والتي لم تلق قبولا بأنه تخبط عالمي قديم لفرض مايؤمن به بعض الافراد او الساسة على العالم ليكون بديلا عن موروث الشعوب , وهو مايؤكد التخبط العالمي للقوى المسيطرة منذ القدم .
اما حديثا فهي لا تختلف عن سابقتها لأنها نفس الدول ؛لكن الوجوه اختلفت وتحالفت لتشترك في صياغة رؤيا لا تمت بصلة لما يدعون اليه من حرية العيش والمصير وحقوق الانسان ..., فهذه القوى هي التي دفعت العالم الى التغير ولكن اي تغيير؟! كلها تنادي بتحقيق مبدأ الحرية في كافة نواحي الحياة , حتى اصبحنا امام مصطلحات كلها تتمحور حول الحرية والديمقراطية ,واصبحنا امام حقيقة تاريخية نظام عالمي واحد تتحكم فيه وتسيره امريكا .
ان مايسود العالم اليوم من متغيرات سياسية هي نتاج طبيعي النظام العالمي الواحد , وهي التي افضت الى تغير الانظمة السياسية وفرض هيمنته , والى العيش في التخبط وعدم الاستقرار , ونشوب صراع الاطراف المتحالفة , وشن الحروب الجائرة , وفرض العقوبات احادية الجانب , والتعامل مع المجتمع الدولي بانتقائية ونرجسية ليقف مع القوي ضد الضعيف , ويصدر القرارات الظالمة ضد الضحية ويدعم الجلاد , ويقيد الاحرار ويطلق الارهاب ...
ان مايحدث في عالمنا اليوم هو نتيجة طبيعية لأزمة في التخطيط الاستيراتيجي لمستقبل الانسانية في العالم التي تقوده امريكا وغياب الرؤيا الواضحة والسليمة بسبب استكبارها وهيمنتها , اما الرؤيا الواضحة والصحيحة والتي تدعم الواقع الحالي هي رؤيا التعايش السلمي وهو منطق العقلاء الذي يدعوا الى احترام الاخر وعدم الاعتداء عليه وتربية المجتمع عليه ,وهي الرؤيا السليمة التي يراها علمائنا ومراجعنا والتي يجب ان تكون بديلة لما يراه اصحاب الحروب والقتل والهيمنة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك