المقالات

الحروب انواع..المخدرات ..إنموذجا..!


عبد الحسين الظالمي

 

لم يعد مفهوم الحرب كما كان سائدا في قديم الزمان هو المواجهة العسكرية بين طرفين

تستخدم به انواع الاسلحة وفق التطور الذي يصاحب زمان وقوع تلك الحرب فمن الفاس والسهم والنشاب الى الرمح والسيف الى البندقية والدبابة والصاروخ والطائرة الى ان وصل التهديد باستخدام السلاح النووي والكيمياوي والنايتروجيني.

 ومع مرور الزمن رافقت تلك الحرب حروب جانبية تعتبر حروب مسانده او مقدمات للحرب او مرافقة لها مثل (الحرب النفسية، حرب الاشاعات، حرب الجواسيس، حرب العصابات، حرب الاهوار، حرب المدن).

والمعروف عن الحرب في تعريفها (هي كسر ارادة الخصم) للوصول الى مرحلة الاستسلام او التفاوض من منطق الضعف لذلك تكون وسيلة لما تحصده السياسية .

في القرون الاخيرة ظهرت تسميات اخرى لم تكن معهوده مثل (الحرب الباردة) وهي تعني استخدام وسائل صراع غير وسائل الحروب التقليدية وكانت تدور رحاها بين القطبين العالمين الاتحاد السوفيتي وامريكا كاقوى عظمى تحكمان العالم .

وكذلك الحرب الاقتصادية ومحاصرة الشعوب لغرض خلق بيئة ضاغطة على حكام تلك الدول المستهدفةوتحجيم مواردها الاقتصادية وهكذا تطور مفهوم الحرب واخذ يدخل ضمن هذا المفهوم مصطلحات اخرى تؤدي نفس النتائج (كسر ((قهر ))ارادة الخصم) بعد ان كانت نتائج هذه الحروب مذهله قياسا الى حجم تكلفة الحرب التقليدية .. فالصراع مع الاتحاد السوفيتي بالحرب التقليدية لم يوثر بعكس الحرب الباردة التي انهار على ضوئها الاتحاد السوفيتي .

ثم تطورت افكار العلماء وقادة الحروب الى مصطلحات تعبر عن حروب اخرى اكثر ثاثير من السابقات وقد تستخدم نفس ادواتها منها (الحرب الثقافية) وهي تعني مهاجمة المترتكزات الثقافية والحضارية للشعب المستهدف من خلال بذر نماذج لثقافة وارده تقتحم المناطق الرخوة في تلك الشعوب لتكون بديلة عن ثقافتها الاصلية فكرا وسلوكا (نماذج من افلام ومسلسلات وعلامات تطبع على الملابس والعاب الكترونية او افلام كارتون ( توم وجيري.... صراع الكبار مع الصغار والتي تعني مهما راوغ الصغار فالنتيجة هي في فم الكبير ).

 ومثال مسلسلات وادي الذئاب التي كانت تروج لقضية المتاجرة بالمخدرات من خلال صراع المافيات او مثل مسلسل (نور ومهند) الذي اشتعل كالنار في الهشيم بين الشباب من خلال ابراز شخصية البطل وفق غاية بعيدة الامد (الانحلال الاخلاقي والقيم الاجتماعية).

وهناك مجالات وامثلة كثيرة جدا لم يسع المجال لذكرها، فهم بذلك يستهدفون مرتكزات الشعب المستهدف (الدين،الاقتصاد، الثقافة، الاخلاق) من خلال استهداف طبقات معينة يراد استهدافها مثل (تشوية علماء الدين لضرب الدين كامرتكز، الشباب عماد البلد، اشاعة الفساد بين الطبقة الحاكمة، التجار ).

ثم برز في العقد الاخير مفهوم جديد( العالم الامريكي بولوكر) مطور لتلك المفاهيم السابقة والذي يستخدم فية تقريبا كل الادوات الحروب السابقة (ماعدى الحرب التقليدية) وقد سميت هذه الحرب (بالحرب الناعمة) ( مقابل الحرب التقليدية والذي افترض انه صراع عنيف وخشن ومرهق) والتي تعني استخدام نفس ادوات الخصم ومرتكزاته لتحطيم نفسه بنفسه والتي جاءت مطورة لنظرية الضد النوعي مثلا (تحطيم الاسلام بافكار اسلامية هدامة بشكل اكثر تطورا من السابق) الوهابية ثم داعش او مثلا (برنامج في احد القنوات السعودية حول الردات الحسينية) لاستقطاب مشاهدين نوعين لتمرير مفهوم يقصد به استهداف مرتكز الشباب او من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وتحويلها الى ادوات هدامة تسقيطيةً بدل من ان تكون تنويرية بالاضافة الى اشاعة التحلل الخلقي.

 ويعد انشط الاسلحة في هذا المجال هو سلاح المخدرات الذي في انتشاره يقضي على حيوية الشباب وقوتهم ويحولهم الى الضد ويجعل منهم مجرد ركام يزيد كاهل المجتمع بمراض مصاحبة (الجرائم والتفكك الاسري).

لقد اثبتت هذه الحروب قدرة كبيرة على تدمير الخصوم دون اراقة قطرة دم واحدة من صانعي هذه الحروب وخصوصا مع توفر متطوعين لدفع فاتورة هذه الحروب طوعا او ابتزازا.

 من هنا جاءت توصية المرجعية لتدارك خطر المخدرات قبل فوات الاوان بعد ان مهدت في خطب سابقة بالاشارة الى امراض مصاحبة اخرى تؤدي الى نفس النتيجة تدمير الشعوب نفسها بنفسها بدون ادنى خسائر بالارواح والاموال للدول المعلنة لهذه الحروب ولذلك نرى عدم موافقة بعض الاطراف الامريكية على شن حرب تقليدية على ايران مع احتمال سقوط خسائر بالارواح والمعدات وذلك ما التقطة الايرانين واسقطوا الطائرة الامريكيه كرسالة لاثبات هذا التوقع .

الخلاصة...

المخدرات وسيلة من وسائل الحرب الحديثة تعمل متوازية مع الفساد والحرب الثقافية والضغط الاقتصادي وتشويه الدين لتدمير ماعجزت عنه حرب البارجات وطائرات الشبح

وحرب دولة الخرافة (داعش) فشدوا احزمة العزم لمقاومة هذه الافة وهذه الوقفة هي مسوولية الجميع . ولا تقولوا ماذا فعلت المرجعية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك