المقالات

عندما تغلب البلاغة الحكمة ...


عزيز الإبراهيمي


البلاغة هي فصاحة اللسان والقدرة العالية على البيان وما يترتب على ذلك من غلبة للخصوم وإيجاد القناعة لدى الاتباع ولا يشترط كون البليغ صاحب حق فيما يقول 
أما الحكمة فهي كما عرفها العلماء (عبارة عن العلم المتَّصف بالأحكام، المشتمل على المعرفة، المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النَّفس، وتحقيق الحقِّ، والعمل به، والصدِّ عن اتِّباع الهوى والباطل، والحَكِيم من له ذلك) 
فبين الحكمة والبلاغة عموم وخصوص من وجه كما يقول اهل المنطق بمعنى ان بعض الحكماء بلغاء وليس شرطا كلهم 
كما ان بعض البلغاء حكماء ووبعضهم قد تعوزه الحكمة
ولو تأملنا لوجدنا ان الحكمة لها أهداف ستراتيجية تتموضع في المستقبل البعيد ربما 
والبلاغة (المجردة)تخدم الأهداف الآنية المحدودة 
والبليغ كالجبل الأجرد فيعسر صعوده ويقل خيره فتتفرق عنه الناس لشدة كبرياءه
والحكيم كالوادي السهل المليء بالخيرات الذي يأوي اليه الناس 
الحكيم كالهواء يتنفسه الجميع 
والبليغ كالدواء لا يتناوله سوى العليل المسقم 
الحكيم يرجع الناس اليه ليغرفوا من حكمته ولا يشعروا بالغضاضة من ذلك 
ولا يفعلوا ذلك مع البليغ لانهم يعدوه كأحدهم ولا يأمنوا اطلاعه على ضعفهم وحاجتهم اليه 
البليغ يعلوا فوق الارض لينتقد قساوتها وجدبها والحكيم ينساب في طبقاتها ليجعلها سهلة قابلة للأنبات 
الحكيم أمره نافذ ورأيه مطاع من الجميع لفاعلية الحكمة لديه
والبليغ لا يطيعه الا اتباعه ومعجبيه 
الحكيم يسود الناس ويقوى وجوده مع الايام 
والبليغ ينحصر دوره في مساحة سماع صوته ورجع صداه

لذا من الخطر على المجتمع ان يتحول فيه الحكيم الى بليغ
فثم من اضاع البلاد ببلاغته ومن حماها بحكمته

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
philip mansour
2019-06-25
ما هو مضمون قانون التقاعد رجاء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك