المقالات

حكاكة الجدر...!!

2364 2019-06-22

احمد لعيبي

 

في  إحدى المرات جاءت(صوغة )من المشخاب إلى جدي وهي عبارة عن كيس (تمن عنبر )وزع قسمآ منه على إخوته ولم يبق منه إلا ما طبخناه في البيت وكانت رائحته قد ملئت الشارع...

دخل جدي مباشرة إلى المطبخ بعد أن كان خارج الدار وقال لها بصوت عال ( خايبة سكينه هذا التمن ريحته شكَت خشمي شلون نأكل وحدنه وزعي منه لسابع جار)..

لازلت أتذكر سكينة العظيمة وهي توزع صحون التمن العنبر المخلوط بالدهن الحر على بيوت الجيران وهي تقول للجيران هذا ثواب ناذره ابو لعيبي لوجه الله تعالى ..

الطريف في الأمر اننا لم يتبقى لنا في قدر الطبخ حبة رز واحدة بعد أن فزع علينا الصغار ظنآ منهم انه فعلا ثواب كما قالت جدتي للجيران..

كنت صغيرآ يومها لكن الحدث كان عالقآ في بالي وجئت جدتي باكيآ باحثآ عن الرز فقالت لي وهي تخرج من جيبها عملة معدنية(جده إلك الله هذا جدك (المويمن )وكانت تقصد (المؤمن) وزع التمن كله وظلت بس الاحكاكه بالجدر ...

وقف جدي فوق رأس جدتي وهو يسمع حديثها معي ويبتسم وهو يقول لها(خايبة سكينة باجر شنكول لله من يكلي عبدالحسين شبعت تمن عنبر وجيرانك ماضايكَينه ..وداعت سبع الدجيل استحي من الله ..كَوم أحميد جدي ..باجر من تكبر لا تأكل كَدام جوعان ...!!..ولاتمدحلك نهر كَدام عطشان ....

الغريب في الأمر أن عبدالحسين العظيم وسكينته المقدسة كانوا لايقرأون ولا يكتبون ولا يقلدون مرجعآ ولم يسمعوا بأقتصادنا أو فلسفتنا ولم يقرأوا كتب ارنست هنغواي ولم يقرأوا مسرحيات عبدالرحمن الشرقاوي وشكسبير  ...

بعد كل هذه الأعوام كثيرون مثل جدي يأكلون العنبر والاحمر والمشمر والمفطح ولكنهم ساسة يقرأون ويكتبون فلم يكونوا مثل جدي أميين لهم ضمير ..يوزعون الرز العنبر على جيرانهم واهلهم لأنهم يخافون الله...

عندما مات جدي كان يحتضر بحجر عمتي الكبرى التي صارت الان تشبه جدتي..فقال لها وهو ينظر في أعلى الغرفه(َكَولي لحمودي لايطبخ تمن عنبر بفاتحتي وهو يعرف ليش )...!!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك