المقالات

بيت العنكبوت..!


ماهر ضياء محيي الدين

 

إن أهم ركيزة من مرتكزات قوة النظام وتماسكه مدى علاقة الجماهير بالسلطة ، فهناك علاقة عكسية ترتبط الاثنان معا ،وأي اختلال في ميزان العلاقة يصبح النظام على شفا الانهيار والسقوط .

منذ قيام الدولة العراقية وليومنا كانت ومازالت العلاقة بين الجماهير والسلطة متباينة رغم التغيرات العديدة التي حدثت على النظام من تغيره من ملكي إلى جمهوري والى ديمقراطية تعددي في وقتنا،لكنها في الغالب كانت علاقة غير منسجمة ومرتبط لأسباب كثيرة ، ففي اغلب الأوقات السابقة والحالية كانت هناك هوة عميقة بالعلاقة في معظم الأوقات السابقة ،لهذا كانت النتائج زوال هذه الأنظمة الحاكمة بين ليلة وضحاها ، وليكن الشعب احد المنادي والمطالبين بتغيرها وسقوط ، والشواهد كثيرة على هذه الحقيقية ، بسبب فشل أو ظلم الحاكم للشعب أو تكون هناك أسباب أخرى جعل الشعب يكون إحدى الأدوات للسقوط ، وزواله إلى الأبد ، وعدم حصوله على دعمه أو تأييده في الشدائد والمحن ،وهنا بيت القصيد .

حسب علمي البسيط جدا قد تكون مرحلة ما بعد 2003 ، وتحديدا ما بعد فترة السقوط مباشرة هي أفضل المراحل السابقة في قوة العلاقة بين السلطة والنظام الجديدة بعد سنوات عجاف من حكم البعث المقبور،والتفات الناس حول القيادات السياسية ، والحصول على دعمها ، وخصوص كان هناك دعم من المرجعية الدينية عكس المراحل السابقة للبناء الدولة ومؤسساتها،وحثها على المشاركة في الانتخابات،ودعم السلطات والنظام، لكن الأمور جرت فيما بعد بما لا تشتهي السفن

لا يخفى على الجميع إن البلد يتعرض إلى ضغط وتهديد رهيب في وقتنا الحاضر،والمخاطر المحدقة بنا تزداد يوم بعد يوم ،وأكثرمن السابق بكثير وهناك قوى داخلية وخارجية لا تبخل جهد أو مسعى في إسقاط النظام الحالي ، وعودة الأوضاع إلى ما قبل أو تقسيم البلد إلى دويلات، وهي تنتظر الفرصة المناسبة لتنقض على فريستها .

رغم وجود قوات أمنية متعددة التشكيلات والصنوف ، ونظام سياسي قائم معترف به دوليا ، ولدينا علاقات جيدة إقليميا ، لكن فرصة سقوطها بين ليلة وضحاها في حال تعرضها إلى إي خطر حقيقي وتهديد مباشر للسببين الاول علاقة اغلب الجماهير بالسلطة اليوم في أدنى المستويات لأسباب معلومة من الجميع ،ليكون معظم الشعب اليد التي ستضرب السلطة، وتريد إسقاط النظام ،وزوال أحزابها الحاكمة للأبد،والثاني نواة أو أساسات الدولة العرقية الحديثة بينت على أساسات غير صحيحة وسليمة في توزيع المهام والمسؤولية على أساس التوافق والمحاصصة المقيتة ،و جرى الحاكمين على الحصول على غنائم و مكاسب السلطة ، لتكون قوة النظام والسلطة أشبة بحال بيت العنكبوت من حيث الوهن والضعف .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك