المقالات

هل ستقف روسيا مع إيران ؟!


ماهر ضياء محيي الدين

 

يبدو  إن  الإدارة  الأمريكية ماضية في استهداف إيران،  وهذه المرة  لن تقتصر  المسالة  على  فرض العقوبات الاقتصادية  أو  بلغة  التصريحات النارية والوعود، بل  على  ما لا  تحمد  عقبه  على  المنطقة  وهو  خيار المواجهة العسكرية  .

الموقف الرسمي لأغلب حلفاء إيران كعادتهم  اقتصر على إصدار البيانات التي تدين فرض أمريكا المزيد من العقوبات على  إيران،  وعدم تصعيد الأمور نحو إعلان الحرب، ومطالبين إيران الالتزام ببنود الاتفاق النووي، والجانب الأمريكي  يقرع  طبول  الحرب، ويحشد المزيد من  قوته، ويعزر  تواجده  بحاملات  الطائرات  المدمرة في الخليج .

روسيا هل ستقف   مع حليفها  الاستراتيجي إيران في حالة شنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على عليها؟ روسيا حسب بيان  وزارة الخارجية رفضت القرار الأمريكي  الذي ألغى الاستثناءات عن شراء النفط الإيراني،  كما  إدانات  معظم  القرارات  التي تستهدفها،  لكن هذه  المرة المسالة  مختلفة تمام بمعنى أدق إيران ستواجهه عدوا  مجرم قاتل  جرائها بحق البشرية والإنسانية لا تعد ولا تحصى،  ويمتلك أسلحة  ومعدات  فتاكة، وهي بحاجة إلى دعم الروسي  بعد  ما تخلت  عنه  اغلب الدول،  ومنهم الصين  التي التزمت بالقرار الأمريكي لحسابات التخوف على مصالحها مع أمريكا، وأموال شركاتها الكبرى  المودعة لديها .

من خلال التجارب السابقة للفترات الماضية  للصراع الروسي والأمريكي  المحتدم  نجد  الطرفان  تجنبان  المواجهة المباشر بأي شكل من الإشكال، لأنهم  يدركان تمام  مكاسب  وخسائر  هذه  المواجهة إن حدثت، وهي لا تخدم مخططاتهم أو مشاريعهم بكل الأحوال، لذا كانت المواجهة بينهما على مستوى الطاولة والأرض بسياسية الضرب تحت الحزم أو من خلال  طرق وأساليب  يعرفها الجميع، وتجربة الحرب  المشتعلة بينهما في سوريا خير دليل على ذلك،  وهذا يؤكد  إن روسيا  لن تقف مع إيران  في حربها مع أمريكا لحسابات   عديدة،  وأولها  الحرص على  عدم مواجهة أمريكا،  ومصالحها  التي  ستخسرها  في  حالة  الوقوف  مع الجمهورية الإيراني،وقد يستغرب البعض عندما نقول روسيا ستستفيد من هذا التصعيد الاقتصادي أو العسكري  ضد إيران ، بسبب  أمريكا  تعلن  إن  سبب هذا التصعيد عدول أو التراجع  إيران عن سياستها الخارجية،والحد من نفوذها المتزايد في بعض الدول مثل العراق وسوريا واليمن،وبذلك روسيا تضرب عصفورين  بحجر  تراجع إيران  عن سياساتها يخدم روسيا في الكثير من القضايا المختلفة عليها مع إيران،وفي مقدمتها القضية السورية،وتقليل أو الحد من النفوذ  الإيراني كذلك يخدم روسيا،لان الروس  أعلنوا  أكثر من مرة  موقفهم الرافض لوجود الفصائل المسلحة في سوريا، ويجب عليها مغادرة الأرض السورية، واغلبها مدعومة من طهران .

إيران  ستقف  في  الساحة لوحدها بوجه  غطرسة وهيمنة أمريكا وحلفائها،  وستبث  للعالم  بأسرها  أنها  سيدة المواقف الحرجة والصعبة من خلال حكمة ودراية قادتها، وليست بحاجة إلى دعم الآخرين،وستخرج منتصرة من هذه المواجهة الاقتصادية  كانت أو العسكرية . 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك