المقالات

قصة الزهد والمرجعية !

1434 2019-05-04

سجاد العسكري


قد لا نستطيع ان نعيش حياة الزهد والقناعة لأن طبيعة انفسنا مقبلة على الحياة الدنيا ومشغوفة بها ؛لكن يمكن ان نرى الزهد والقناعة من خلال مانراه من سلوك اشخاص لأسلوب معين في حياتهم ويتخذوه طريقا لبلوغ غايات قد يصفونها بالقرب من الحبيب او الكمال والسعادة ..., في النهاية قد نقابل اشخاص او علماء دين او مرجع ديني فيختلج في اذهاننا سؤال كيف يعيش هذا المرجع او العالم ...؟ طريقة لباسه المتواضع ,بيته الغير عادي اصلا ؟! نعم تسبقها علامات من الاستفهام والتعجب والتي لايستطيع فك طلاسمها الا من عرف هذه الطبقة حقا حقا , فيقز سؤال اخر اين تذهب اموال الخمس والحقوق وغيرها .
فالزهد هو نتيجة طبيعية وحتمية للاخلاص عند العلماء , وكأني بهم يطبقون كلام سيد البلغاء علي بن ابي طالب عليه السلام وهو يصف الزهد فيقول :الزهد بين كلمتين من القران الكريم قال تعالى ﴿لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا اتَاكُم﴾ فهم لم يأسوا على الماضي , وما كانوا ليفرحوا بالاتي ,فتركوا اغراءات الدنيا وزخارفها ,نعم فطرفي الزهد الماضي الذي نفتخر بوجود فطاحل العلماء وما تركوه لنا من ارث لا زلنا ننهل منه , اما الحاضر فعلمائنا الان وبكل اعتزاز نرفع رؤسنا عند ذكر مواقفهم المعهودة من نصرة المظلوم والوقوف ضد المحتل ,حتى احببنا ان نطلق اسمائهم على ابنائنا وشوارعنا وصورهم تملاء منازلنا؛لأنهم حققوا الكثير في الدنيا ولم يكونوا يوما اسرى لها .
فالقصص كثيرة ان اردنا ان نفتح تراثنا ؛لكن هل يفهم المقابل هذه القصة التي حافظت على الكثير من ارث الامة والمجتمع من الانحراف , مقابل الجلوس في احضان العدو , والمحتل والظالم والمخطط لسياسات هدم المشتركات والروابط القوية بين الامة الاسلامية ..., فهل يفهم القوم ؟ تصريحات هجينة بين حين واخر ما هدفها ؟ اكيد هو ترويج وتشويه تنطلي على الكثير من الخراف السذج التي يقودها ويرعاها ذئب شبعان ,فكلما يجوع ياكل من هذه الخراف .
فمابين الاموال التي تصرف للايتام مابعد الحرب الطائفية القاعدة وداعش انبرت المرجعية الدينية بتوفير العيش الكريم للايتام والارامل ودعم الكثير من الحالات المرضية ,فهذه الاجابة لسؤال سابق , لكن العالم يموت بصواريخكم واسلحتكم الملوثة وحروبكم المصطنعة , وانتم تقيمون حفلات ملكة جمال الكون وغيرها من الحفلات التي تصرف لها الملايين ,في المقابل بلدان لا تملك حتى كسرة من خبز تالف لتسد جوعها, ليموت شيوخها واطفالها امام كامرات منظماتكم الانسانية البائسة .
للعلم والاطلاع امريكا قائمة على دعوة اقامة الديمقراطية ومحاربة الارهاب , وهما القرنان اللذان تناطح بهما امريكا كل من يخرج عن طوع استعبادها ويريد ان يتحرر او يطالب بمسك زمام الاموربعيدا عن مخططاتها التسلطية ,فصنعت الارهاب ورفعت شعار الديمقراطية لتقاتل الشعوب الحرة .
ومن الطبيعي هم لا يعرفون شيء اسمه الزهد وشخص زاهد قنوع ,لأن اغلب لقائاتهم بالحسناوات الشقراوات والسمراوات ,واصحاب النفوذ والمال والسلاح , وامراء وملوك جثموا على رقاب شعوبهم ,فمن اين يأتي الزهد بعدها ؟! فمزاعم جوي هود وامثاله من اتباع الادارة الامريكية تحاول في كل مرة الاساءة واستفزاز لمشاعر المحبين للمراجع او للشعائرهم ؛لأنهم لايفقهون مامعنى تمسكنا بقيادتنا الدينية وهي عروة وثقى لا تنفصم ابدا عبر التهريج هنا وهناك, بل حتى وان دسوا البعض الظال فسرعان ماستفضحه اعماله التي تمثل رغبات دنيوية ضيقة , وهي عكس الزهد الذي اصبح درس نتعلمه من علمائنا ومرجعيتنا الدينية , والتاريخ يروي لنا قصص الظالمين ويحطهم اسفل السافلين , واخرى ترفع الزاهدين ليكونوا لنا قدوة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك