المقالات

اتجاهات الرد الايراني

2064 2019-04-28

حيدر السراي

 

يغفل الكثير من المحللين عن مسألة مهمة جدا وهم يستشرفون الرد الايراني على العقوبات الامريكية ، ذلك هو ان الجمهورية الايرانية هي جمهورية يقودها المجتهد الجامع للشرائط في الاصطلاح الشيعي ، والذي ينطلق في مواقفه من الاجتهاد الشرعي لفهم النصوص الاسلامية والايات القرانية وما لم نضع في حساباتنا هذه الخصوصية للحكم في ايران فلن نوفق في استشراف الرد الايراني على العنجهية الامريكية ، ولعل المحلليين العرب والغربيين وبحكم بعدهم الفكري عن طبيعة وموقعية الفقيه الشيعي في الامة يخفقون دائما في فهم مواقف ايران والنجف ايضا ... واذا ما وضعنا هذا الاعتبار في حساباتنا فكيف يمكن ان نتوقع الرد الايراني؟

اولا : الهيمنة وليس اغلاق مضيق هرمز : ليس من الوارد ان تفكر ايران باغلاق مضيق هرمز لأن اغلاقه يعني التسبب بضرر بالغ على الشعوب الاسلامية كالعراق والكويت ، وهو امر تتحاشاه ايران لاسباب شرعية وانسانية وفقهية ، فليس كل شئ مباحا في الحرب بالنسبة للحاكم الشرعي ، لكنها في مقابل ذلك ستزيد من قواتها العسكرية هناك وتعمل على تأمين ناقلات النفط التي تنقل النفط الايراني الى الدول المشترية له ، وهي بذلك ستمنع امريكا من التباكي على الشعب العراقي وستمرغ انف امريكا في التراب لانها ستتجاوز كل التهديدات الامريكية وتستمر في تصدير النفط ولن يبقى امام امريكا سوى الرد العسكري واعتراض ناقلات النفط ، وهو ما سيجعل امريكا هي البادئة بالحرب وهي المعتدية في نظر كل العالم وهذا ما تتجنبه امريكا في الوقت الحاضر على الاقل

ثانيا : الانسحاب الكامل من الاتفاق النووي : واهمية هذا الانسحاب اهمية معنوية اكثر من كونها مادية فالاتفاق النووي بحكم المنتهي ، ومع التسويف والمماطلة الاوروبية لن تتردد ايران في الانسحاب منه والعودة الى تخصيب اليورانيوم لاكثر من 20% ، وبذلك تكون ايران قد اظهرت ان الرعونة الامريكية ادت الى ضياع افضل فرصة سلام في الشرق الاوسط ، وستجعل الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ناقمة على الاداء السياسي السئ لحكومة ترامب فضلا عن تراجع شعبية ترامب في امريكا وهذا مؤثر جدا خصوصا ان الانتخابات الامريكية على الابواب.

ثالثا : اتجاه الرد العسكري المنضبط : لا شك ان الرد العسكري مطروح على طاولة الخيارات الايرانية ، لكن ولكي لا نذهب بعيدا عاطفيا اعتقد ان الخيار العسكري سيكون احد اخر الخيارات ولن يأتي على شكل المواجهة الشاملة وانما سيأتي كرد على اي حماقة يمكن ان ترتكبها القوات الامريكية في ساحة المواجهة في الخليج ، وسيتضمن الرد مفاجآت للعدو الامريكي خصوصا ان قواته منتشرة في العراق والخليج وسوريا ، وهي سهلة التناول ومن الصعب تفادي الخسائر في تلك المواجهة ، وستكتفي ايران باستهداف مواقع القوات الامريكية واستبعد ان تستهدف مواقع سعودية وامارتية الا في حالة اشتراكهما عسكريا في الاعتداءات ، ومن غير المتوقع تحول المواجهة الى حرب شاملة

المؤكد من كل ما سبق ان امريكا تخوض مواجهة خاسرة ستريق ما تبقى من ماء وجهها ... ولله امر هو بالغه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك