المقالات

كوكبانِ دريّانِ في عمق الإنسانية!

2090 2019-04-05

أمل الياسري

بحر لم ولن يجف ابداً، نقف بشموخ أمام سواحل علمه اللُّجي، لم يجرؤ أحد على كتابة ماضيه، بسبب الحقد البعثي الأسود على السيد، والمرجع الذي أخرج النجف الأشرف، من الكتب الصفراء الى الكتب البيضاء كما قيل، بسبب حركته الفكرية العملاقة حيث لم تقف عند حد الدين، بل تعداه لمجالات أخرى كان المتطرق الوحيد فيها آنذاك، إنه السيد محمد باقر الصدر.

 حاربه البعث العفلقي الدموي، الذي لم يدرك أن إستشهاده كان ولادة الحياة من جديد، فبدأ دمه الشريف يحكي قصة اليقظة، والحرية، والكرامة، ورفض الإستبداد، والفكر المعوج الذي لا يبني مجتمعاً مستقيماً، إنه كما قال عنه الإمام الغائب موسى الصدر:(على الزعيم السياسي المتدبر أن يرى لليوم، وللغد، ولما بعد الغد، وهذا هو المتوفر في السيد محمد باقر الصدر رضوانه تعالى عليه).

 جريمة في القرن العشرين، إرتكبها البعث الفاشي، متوهماً أنه وأد الفكر والفقه، والعفة والتقى، بنهاية حياة محمد باقر الصدر وأخته بنت الهدى، فزبانية البعث المقبور لم يدركوا نتائج الشهادة، التي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم، فأمسيا كوكبان دريّان إمتلكا القلوب، والنفوس، والضمائر، فلم يصب جلاوزة البعث إلا البؤس واليأس، لأنهم عجزوا عن محو صورة الشهادة في رحاب الحسين(عليه السلام).

 عقود مرت ولم تغادرنا مشاهد إعدام السيد محمد باقر الصدر، وأخته آمنة الصدر، حيث نالهما التعذيب بأبشع الصور، وكانا ينطقان بكبرياء حسيني، وشموخ زينبي:(مع ذلك العالم الكريه ـ البعث ـ لا نريد أن يكون لنا شأن في شيء)، وفي ذمة الخلود حملا المذهب على أكتافهما بإنجذاب عظيم، مؤكدينِ على أن طريق الحق موحش لقلة سالكيه، لكن النصر حليف هؤلاء القلة.

 بنفوس غارقة في عمق الإنسانية، كان لدى السيدة بنت الهدى سؤال يتكرر، وكانت الإجابة تتجدد في إستفامها عند معذبيها، هي وأخوها (جك0حرضوانه تعالى عليهما)، لتقول لهم: متى تستقيظ ضمائركم؟ لماذا والى متى هذا الذل الذي تعيشونه؟ لقد كانت الشهيدة بنت الهدى تنظر وتفكر، وتكتب وتنشر، وتعيش الهم الرسالي، لأنها صاحبة خطوة جريئة، ورائدة في التنديد بنظام البعث البائد، وكأخيها الذي طالب بإسقاط هذا النظام الدموي.

(ما قيمة حياة الإنسان، ما لم تكن ساعاته موصولة بالعمل من أجل الله، ولا أريد أن يترك الزمن عليَّ آثاره، بل أنا التي أريد أن أترك عليه أثر، وقد يكون الناس الآن نياماً، لكنهم لن يبقوا نياماً، ولابد للشعب أن يستيقظ من سباته ويهب من نومه، وأن مدَّ البحر الإسلامي الهادر حان وقته) ما أروعها من كلمات! وما أشدها من عزيمة، إنها ملحمة بعمق كربلاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك