المقالات

باد الطواغيت وامبراطورياتهم..وخلد المصلحون وشمخت مدنهم

2116 2019-04-01

حميد الموسوي

 

تزامن وجود مدينة الكاظمية العراقية مع نشوء مدينة بغداد عاصمة الامبراطورية العباسية التي اسسها الخليفة ابو جعفر المنصور عام 762م ، وكانت تسمى مقابر قريش كونها اتخذت مدافن تضم موتى القريشيين الذين انتقلو الى بغداد من الحجاز ..(مكة والمدينة المنورة) بعد اتخاذها عاصمة للخلافة العباسية لاكثر من اربعة قرون .وبعد ان ضمت جثمان الامام موسى بن جعفر الصادق الملقب ب( الكاظم )ع سنة 183هجرية وصار قبره ضريحا يقصد زيارته المسلمون وخاصة الشيعة الامامية الذين يعتبرونه الامام السابع. توسعت هذه المنطقة وسميت ب ( الكاظمية ) تيمنا بالامام الكاظم عليه السلام فانتشرت فيها الاسواق والمتاجر والافران والحمامات والمطاعم والفنادق والمنازل حتى تحولت بمرور الزمن الى اهم وربما اكبر مدينة في العاصمة بغداد .هذه المدينة العريقة تشهد حركة سياحية وتجارية لافتة على مدار الساعة ويشتد زحامها في الاعياد والمناسبات الدينية ويبلغ ذروته في الاسبوع الاخير من شهر رجب حيث يشهد هذا الاسبوع قدوم موجات بشرية مليونية تأتي مشيا على الاقدام من جميع محافظات العراق ومن دول الخليج وتركيا وايران وباكستان وافغانستان ولبنان وسوريا ودول المهجر لاقامة مواكب الخدمة ومجالس العزاء بمناسبة 25/ رجب سنة 183هجرية يوم استشهاد الامام الكاظم عليه السلام مسموما في سجن السندي ابن باشق بامر من هارون الرشيد العباسي .وبينما تمتد مدينة الكاظمية في جانب الكرخ من بغداد تقابلها تماما من جانب الرصافة مدينة الاعظمية يفصلهما نهر دجلة ويربطهما جسر الائمة ، الاعظمية تضم ضريح الامام ابي حنيفة النعمان (رض) الذي تتلمذ على يد الامام محمد الباقر ع جد الامام موسى الكاظم ع .يقول الامام ابو حنيفة عن دراسته عند الامام الباقر ع : لولا السنتان لهلك النعمان .

مات ابو حنيفة النعمان ( رض) في سجن المنصورسنة 150 هجرية كونه وقف مع ثورة محمد النفس الزكية وقبلها وقف مع ثورة الشهيد زيد بن على عليه السلام الذي ثار على الامويين .

وبين المدينتين : الكاظمية والاعظمية وشائج اسرية وروابط اجتماعية عريقة راسخة لم تتأثر رغم عواصف الشر التي اجتاحت وتجتاح العراق عامة وبغداد خاصة بين حين واخر .في ايام شهر محرم وعاشوراء ينتقل اهالي الاعظمية الى مدينة الكاظمية للمشاركة في مواكب الخدمة ومجالس العزاء المقامة طيلة شهر محرم ،وفي الاسبوع الاخير من رجب يقيم اهالي الاعظمية مواكب خدمية على طريق السائرين المتوجهين لزيارة الامام الكاظم فيقدمون الطعام والشراب للمارين ذهابا وايابا . ولعل العالم كله شهد الموقف البطولي للشاب الاعظمي عثمان علي العبيدي الذي ضحى بنفسه في مثل هذه الليلة 25 رجب 2005 لينقذ الغرقى من الزائرين العائدين من الكاظمية والذين سقطوا من جسر الائمة في نهر دجلة اثر شدة الزحام فوق الجسر وحصول اشتباه بوجود ( ارهابي مفخخ ) وسط الناس .استشهد عثمان غرقا بعد ان انقذ عدة نساء واطفال من الغرق .

بادت واندرست امبراطوريتان..بينما خلدت المدينتان ..

لا اثر لطواغيت الامبراطوريتين ولا قبور ... بينما خلد الكاظم ... وخلد النعمان ..

اندحرت الطائفية وخسئ الطائفيون .. بينما خلد الشهيد عثمان .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك