المقالات

مصرف ال tbi  عيارة حكومية ام محلية؟!

6702 2019-03-25

عمار الجادر


يحكى انه قبل وجود المصارف في العراق، كان اليهود يديرون عملية الخزين المالي في خانات، وكانوا مهيمنين على هذه العملية، التي اغلب معاملاتها كانت ربوية، الا واحد منهم يقال له شمعون، يدعي التدين والنزاهة، لكن شمعون اتى فقير لا يدير الا تجارة الخضار، ويؤخر سداد الذمة المصرفية قليلا، يتعاير بالمصطلح العامي ، بأن البركة لا تأتي الا بالصرف البطيء، وكان يعطي روبية زيادة للبركة، وفي الحقيقة ان شمعون كان يسرق الاموال ليتاجر بها.
المصرف العراقي التجاري من احدث المصارف الحكومية، تأسس في 2003 ، والغريب في امره انه تعاقد مع وزارة النفط في تسكين رواتب الموظفين فيه، وفق عقد لا يخلوا من المرغبات، ورغم رفض موظفي شركة نفط ميسان للتعامل مع الماستر كارت الالكتروني، الا ان قدرة قادر غصبت الموظفين على اقتناء ذلك الكارت، وللتقية طبعا والبركة لم يوفر المصرف الا عدة صرافات، واغلبها تكون فارغة في يوم الراتب!
الامر لا يخلوا من معايرة لصوصية، او عيارة شمعونية، واعتقد ان الاثنين معا هي الحقيقة، فالموظف الكادح بعد ان ينتظر يوم راتبه بفارغ الصبر، ليسدد اقساط الاعباء العائلية، يأتي ليرى بركات شمعون تؤخر راتبه الى ثلاث ايام او اكثر، ويقف كالذليل امام صراف غبي لا يقبل ان يعطيه ماله باكثر من سحبتين فقط، وكل سحبة يقبض عليها ذلك الصراف 2000 دينار عراقي، وعندما يأتي في الايام الاخرى، يجد ان الصراف يجيبه بغباء ان رصيدك صفر!
في جميع الدول ان مثل هذه التعاملات، تأتي بالربح للمصرف، لذا تسعى المصارف لخدمة المشتركين، وتوفير اجمل التعاملات واسرعها لهم، لكي تكون هناك ثقة متبادلة بين الزبون والمصرف، اما في العراق تجد ان مصرف فتي كمصرف التجارة، يتعامل مع اغنى وزارات البلد، ولا توجد هناك اذان صاغية لتذمر الزبون من هذا المصرف، والسبب واضح جدا بان هناك رائحة فساد تشوب الموضوع، والموظف مغلوب على امره.
شمعون كان يعطي الرشى لاصحاب النفوذ، لكي يقمعوا اي صوت يرتفع ضد شمعون، فيا ترى هل عيارة المصرف التجاري حكومية ام محلية، فان كانت حكومية ونفعها للبلد فخير، وان كانت محلية يعني اسدلك وتسدلي فعلى المسؤولين الانتباه لذلك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك