المقالات

الموصل تباع مرة اخرى !!!

2971 2019-03-23

زيد الحسن

 

ثقافة الاستقالة في قاموس السياسة داخل الانظمة الديمقراطية الحقيقية نراها ملموسة ونسمع عنها الكثير ، وزير النقل يقدم استقالته والسبب حادث تصادم قطار او خروج قاطرة عن سكتها الحديدية ، يقدم وزير الصحة استقالته والسبب وجود تلوث في احد المراكز الصحية يودي بحياة شخص ، ويعتبر تقديم الاستقالة بمثابة الاعتذار من الحكومة والشعب والاعتراف الضمني بالفشل .

منذ سقوط النظام البائد والى اليوم نسمع اننا بلد ديمقراطي وان لنا برلمان تشريعي ولنا سلطة قضائية مستقلة ، ولنا حكومة تدير زمام الامور ، لكن لم نسمع في نكبة ما ان احداً قدم استقالته يوماً ، ترى هل هم يعملون بجد وتفاني ولا يوجد اخطاء وتقصير ، لم تحصل نكبات على عدد ايام الاسبوع ، ولم تحصل كوارث على عدد اشهر السنة ، ولم تحصل خيانات وبيع مدن على عدد فصول السنة ، السبت الدامي يمتد الى الجمعة الدامية ، وكارثة كانون الثاني تمتد الى كارثة كانون الاول ، مجزرة الصيف تمتد الى مجزرة الخريف .

جريدة ( الغارديان ) البريطانية كشفت ارقاماً واحصاءات مرعبة تتعلق باعداد الشهداء والجرحى الذين سقطوا في الاف التفجيرات والعمليات المختلفة التي شهدها العراق خلال الست سنوات التي تلت سقوط النظام الهدامي ، ليتبين ان العراق تحول الى ما يشبه مقبرة جماعية خلال هذه السنوات .

اما عن النكبات والكوارث فحدث ولا حرج ، وكل نكبة ابشع من سابقاتها واشد ضراوة وفتك.

استمر سجل التاريخ ينقش اسماء الالاف من الشهداء على صفحاته ، ولم نسمع ان هناك وزير او سياسي قدم استقالته ليعتذر للشعب العراقي ، او ليعلن فشله في ادارة مؤسسته .

لا بأس سنتجاوز كل هذه التفجيرات بسبب انهم قد جعلوا الايتام يسكنون في قصور ، ومنحوهم الحقوق اضعافاً مضاعفة ، ومسحوا على رؤوسهم ولم يشعر طفل في العراق باليتم مطلقاً ( لا حول ولا قوة الا بالله ).

نعود الى النكبات وهي كثيرة ولا تعد ولا تحصى ، ما اخبار اللجان التحقيقية التي كلفت بالكشف عن مسببيها ؟ نكبة جسر الائمة ما اسبابها وما هي النتائج التحقيقية ، نكبة الكرادة وحرق المئات بابشع طريقة وبمواد غالية الكلفة لا تمتلكها الا دول متقدمة ، نكبة مجزرة سبايكر اين اصبحت ؟ اين نتائج التحقيق في بيع الموصل الى داعش ومن ثم بيع ثلث العراق ، لا نريد اليوم ان يقدموا لنا استقالة بل نريد معرفة المسبب فقط ومن هو المقصر الحقيقي في تدمير مهد الحضارة مدينة ( الموصل ) العريقة واحالتها الى تراب وخراب .

في اوكرانيا الشعب وجد بديلاً عن الاستقالة لكل سياسي فاسد وفاشل ، وهي رميه في مكب النفايات وضربه ضرباً مبرحاً ، متى ستصيبنا عدوى اوكرانيا لنرمي بهؤلاء في مكبات النفايات ونستغني عن لجانهم التحقيقية الخائبة كخيبتهم .

بيعت مدينة الموصل امس للمرة الثانية الى الموت ، ولا نعرف هل كتب على هذه المدينة المظلومة والصامدة الصابرة الويل والثبور ، ام ان هذا التدمير ممنهج ومدروس حتى لا تقوم لهذا البلد من قائمة ، يبدو ان الكتب التي أغرقها هولاكو في دجلة كانت تبحث عن قراء ،فتارة تختارهم من فوق جسر الائمة

وتارة تختارهم من قاعدة سبايكر واليوم اختارتهم موصليين 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك