المقالات

احراز شيطانية!

2032 2019-03-18

سجاد العسكري


عندما تعرض الوطن الى هجوم تنظيم داعش المجرم واخذ يعثوا في ارض الوطن فسادا ,وقتل وتخويف لكل من لا يقدم البيعة له , ولأنه لايرى للاخرين – المدنيين - اما ان تكون معي او ضدي فلا خيار ثالث لديه , فأن كنت معه فعليك تقديم كل شيء واولها زوجات المجاهدين ,وان لم تقدم البيعة فانت ضد داعش لتنهال عليك التهم واولها انك (رافضي ) او عميل له ,ليودعون فيك رصاص علها تكفر ذنب رفضك لهم ! ؛ لكن انبرت مجاميع من المدنيين مؤمن مقاوم لكل من يتعدى على ارض الوطن , وابنائه المدنيين وعلى الاماكن المقدسة سواء كانت مساجد او حسينيات او كنائس واديرة او حتى من يمارس الطقوس الخاصة بمعتقده , وبعد اخذ الضوء الاخضر من قيادته الدينية العليا حتى تشكلت مجاميع المتطوعين لتصدي لهذا التنظيم العالمي الداعشي .
فاطلق عليه اسم عفوي للحركة الشعبية مؤمنة ومقاومة للتخلص من شر الاشرار وكيد الفجار فكان الحشد الشعبي المقدس ,فحملت رجالاته رغم همومهم والعوز هموم ومعانات اهلهم في محافظات التي سيطرت عليها داعش بما شاهدوا من انتهاك الحرمات ,فتركوا كل شيء اهلهم وابنائهم ونسائهم وعوزهم لتاخذهم الغيرة العباسية التي حملوها ,لتحرير اخوانهم في الانبار والموصل وكركوك ومناطق ديالى ...
لكن لماذا تعمد امريكا على فبركة وانشاء تقارير يحاول النيل ممن وقف وتصدى لأجرام داعش ,والذين قدموا انفسهم لحماية المدنيين ,هل الافلاس السياسي في المنطقة والعراق يؤدي الى تشويه اسم الحشد الشعبي واتهامه بممارسات تعسفية ؟ التقارير الامريكية كانها احراز لكن ليست للحفظ من الشياطين بل هي احراز شيطانية اي تحمل الظاهر البراق الانيق لمن يشاهد ويسمع ,وفي سر هذا الظاهر يمكن ان نقراء جانبين: الاول : تسقيط الحشد الشعبي وتشويه سمعته بعد الانتصارات على تنظيم داعش الاجرامي خطوة اولى للقضاء عليه .
والثاني:تخوف امريكي من قوة الحشد الشعبي وهو مايهدد مصالحها ومخططاتها المستقبلية في العراق ,لأمتلاكه التخطيط والقوة البشرية العقائدية المؤمنة والتي تعتقد وتطيع القيادة الدينية وهي رهن اشارتها في اي موقف يصدر عنها.
فالتقارير الامريكية نوع اخر من الحروب يمكن ان تحقق جزء من تطلعاتها , وخصوصا تخلية الطريق من المعوقات التي تفشل استيراتيجياتها , فهذه العبة – لعبة التقارير - بدت مكشوفة ومعروفة منذ احداث 11 ايلول ؛لكن الادارة الامريكية مصرة عليها رغم كذبها وخداع الراي العام وهي بطبعها تتبع سياسة (كذب ثم كذب حتى يصدقق الاخرين) ,ويظهر ايضا خوفها على داعش لأنه تربى في احضانها ونشاء لينفذ ماتتطلع له من تقسيم المنطقة والهيمنة عليها واضعافها بالمحصلة النهائية ,لذا باتت طلاسم احرازها معروفة لمن يمتلك الرؤية والمسار الصحيح لسياسة امريكة الجديدة والمتخبطة والمتورطة في صنع الارهاب ومن ثم تقديم حلول بحجة مواجهته.
والحقيقة التي يجب ان يتعرف عليها العالم وامريكا وحلفائها ان الحشد الشعبي مقدس يتحرك في اطار الواجب الشرعي والقانوني الوطني التي حددتها فتوى الفقهاء وارشاداتهم وفق مظلة القانون العراقي , والتاريخ سيسجل ان ابناء الفرات الاوسط والجنوب والمضطهدين وابناء المدفونيين في المقابر الجماعية , وابناء التاريخ المليء بالدماء والمظلومية هم من يطرد الاعداء في كل عصر وحين ؛لأنهم عراقيون اصلاء يحملون طيب معتقداتهم التي فطروا عليها فهم مركزا للعطاء ولاينتظر ان ياخذ , ويضحي ويتنازل من اجل الوحدة الوطنية والمصلحة العامة , اما الطرف الاخر فلا زالوا باحرازهم الشيطانية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك