سجاد العسكري
عندما تعرض الوطن الى هجوم تنظيم داعش المجرم واخذ يعثوا في ارض الوطن فسادا ,وقتل وتخويف لكل من لا يقدم البيعة له , ولأنه لايرى للاخرين – المدنيين - اما ان تكون معي او ضدي فلا خيار ثالث لديه , فأن كنت معه فعليك تقديم كل شيء واولها زوجات المجاهدين ,وان لم تقدم البيعة فانت ضد داعش لتنهال عليك التهم واولها انك (رافضي ) او عميل له ,ليودعون فيك رصاص علها تكفر ذنب رفضك لهم ! ؛ لكن انبرت مجاميع من المدنيين مؤمن مقاوم لكل من يتعدى على ارض الوطن , وابنائه المدنيين وعلى الاماكن المقدسة سواء كانت مساجد او حسينيات او كنائس واديرة او حتى من يمارس الطقوس الخاصة بمعتقده , وبعد اخذ الضوء الاخضر من قيادته الدينية العليا حتى تشكلت مجاميع المتطوعين لتصدي لهذا التنظيم العالمي الداعشي .
فاطلق عليه اسم عفوي للحركة الشعبية مؤمنة ومقاومة للتخلص من شر الاشرار وكيد الفجار فكان الحشد الشعبي المقدس ,فحملت رجالاته رغم همومهم والعوز هموم ومعانات اهلهم في محافظات التي سيطرت عليها داعش بما شاهدوا من انتهاك الحرمات ,فتركوا كل شيء اهلهم وابنائهم ونسائهم وعوزهم لتاخذهم الغيرة العباسية التي حملوها ,لتحرير اخوانهم في الانبار والموصل وكركوك ومناطق ديالى ...
لكن لماذا تعمد امريكا على فبركة وانشاء تقارير يحاول النيل ممن وقف وتصدى لأجرام داعش ,والذين قدموا انفسهم لحماية المدنيين ,هل الافلاس السياسي في المنطقة والعراق يؤدي الى تشويه اسم الحشد الشعبي واتهامه بممارسات تعسفية ؟ التقارير الامريكية كانها احراز لكن ليست للحفظ من الشياطين بل هي احراز شيطانية اي تحمل الظاهر البراق الانيق لمن يشاهد ويسمع ,وفي سر هذا الظاهر يمكن ان نقراء جانبين: الاول : تسقيط الحشد الشعبي وتشويه سمعته بعد الانتصارات على تنظيم داعش الاجرامي خطوة اولى للقضاء عليه .
والثاني:تخوف امريكي من قوة الحشد الشعبي وهو مايهدد مصالحها ومخططاتها المستقبلية في العراق ,لأمتلاكه التخطيط والقوة البشرية العقائدية المؤمنة والتي تعتقد وتطيع القيادة الدينية وهي رهن اشارتها في اي موقف يصدر عنها.
فالتقارير الامريكية نوع اخر من الحروب يمكن ان تحقق جزء من تطلعاتها , وخصوصا تخلية الطريق من المعوقات التي تفشل استيراتيجياتها , فهذه العبة – لعبة التقارير - بدت مكشوفة ومعروفة منذ احداث 11 ايلول ؛لكن الادارة الامريكية مصرة عليها رغم كذبها وخداع الراي العام وهي بطبعها تتبع سياسة (كذب ثم كذب حتى يصدقق الاخرين) ,ويظهر ايضا خوفها على داعش لأنه تربى في احضانها ونشاء لينفذ ماتتطلع له من تقسيم المنطقة والهيمنة عليها واضعافها بالمحصلة النهائية ,لذا باتت طلاسم احرازها معروفة لمن يمتلك الرؤية والمسار الصحيح لسياسة امريكة الجديدة والمتخبطة والمتورطة في صنع الارهاب ومن ثم تقديم حلول بحجة مواجهته.
والحقيقة التي يجب ان يتعرف عليها العالم وامريكا وحلفائها ان الحشد الشعبي مقدس يتحرك في اطار الواجب الشرعي والقانوني الوطني التي حددتها فتوى الفقهاء وارشاداتهم وفق مظلة القانون العراقي , والتاريخ سيسجل ان ابناء الفرات الاوسط والجنوب والمضطهدين وابناء المدفونيين في المقابر الجماعية , وابناء التاريخ المليء بالدماء والمظلومية هم من يطرد الاعداء في كل عصر وحين ؛لأنهم عراقيون اصلاء يحملون طيب معتقداتهم التي فطروا عليها فهم مركزا للعطاء ولاينتظر ان ياخذ , ويضحي ويتنازل من اجل الوحدة الوطنية والمصلحة العامة , اما الطرف الاخر فلا زالوا باحرازهم الشيطانية.
https://telegram.me/buratha