سجاد العسكري
عندما يتقارب طرفين لهما مكانة متميزة ودور فاعل في منطقة ما , وتفعيل الروابط والمشتركات التي تجمعهما الى حد يمكن وصفها بالمثالية , فبالتاكيد سوف يستفز طرف ثالث ويشعر بالحسد وقد يستخدم مواطن القوة التي لديه لتخريب مابين الطرفين المنسجمين ؟ او تفعيل الاجندة التي تهدف الى زعزعة علاقات الثنائي الذي لايروق للمتملقين والمهيمنين على الواقع السياسي .
فبعد 2003م تعرضت منطقة الشرق الاوسط الى تغيير تدريجي وسريع , ورسم سياسات مايسمى مشروع الشرق الاوسط الكبير , وخصوصا مع ملاحظة ان المنطقة من اكثر مناطق العالم توترا في الاحداث الامنية اذ شهدت اكثر من احدى عشر حربا ! والتي انعكست ظلالها على المشهد السياسي للمنطقة وتحول الى تغيير نوعي على مستوى الموقف السياسي من الاحداث والوقائع لها , والغريب ان التخطيط لرسم هذا المشروع هم خارج اسوار المنطقة , وان كانت تبدوا من بعض الدول التي تنفيذ اجندة وسياسات عالمية والمهيمنة على الساحة والقرار الدولي .
لكن هل بامكاننا ان نسأل ,ماهو هدف هذا المشروع ؟ وهل تعرض هذا المشروع الى معوقات ؟ سؤالين تبين سلمية او عدوانية المشروع الذي تطرحه القوى العالمية المهيمنة , كون ان السياسات المتبعة سابقا طالما تميزت بالحفاظ على الاوضاع القائمة المفيدة لمصالحها ومقاصدها الاستيراتيجية في مختلف المجالات, ويمكن ايجازها بـ(الهيمنة +فائدة اكبر) , اما السياسات الجديدة تتطلع الى ضرورة التغيير ايضا بما يخدم مصالحها وفق منظورهم الديمقراطي الاعور وتقيم الواقع والاحداث فان كان يخدمهم تنظر له وتاخذه بعين الرعاية , وما اذا كان يظر مصالحها فلاتنظر له وتغيبه اعلاميا وعالميا , وليس بالضرورة فتح ملفات معاناة وتعرض الشعوب الى القصف والقتل ,واغتصاب ارض, وقمع حقوق!
لعل الامور ليست بهذه السهولة التي يراد طرحها ,فالشعوب والحكام على انواع منها :الرضوخ شعبا وحكاما , والرضوخ حكاما دون الشعب ,وايضا رفض الرضوخ شعبا وحكاما ؛لكن الاكبر خطرا يكمن في اذلال ورضوخ الشعوب دون الحكام, وذلك بافتعال الازمات التي تؤدي الى تداعيات خطرة وهو ماتعمل عليه الاجندة ذات (الهيمنة + فائدة اكبر) , من هنا نشاءت المعوقات للمشروع ومتبنياته الدخيلة على مختلف الثقافات لتقف الاحرار دفاعا عن الارض والمكتسبات ,لتتضح معالم المشروع الذي يهدف الى ارضاخ الجميع تحت هيمنته ليكون هو الامر والناهي !
كل هذه المخططات تم ضربها وخنقها لاخر نفس حتى بات لاينفعها قبلة الحياة ايضا , فالعراق رغم كل ماصابه وحتى قبل 2003م كان السبب واضح ومسلم به دور وبصمات الاجندة الخارجية العالمية التي تديرها امريكا واعوانها ,وتكشر عن انيابها باضعافه عبر سلسلة مرسوم لها من ازمات ارهاب انقسامات حروب تميز طائفي ومناطقي وفساد كانت لها اليد في استشرائه , نعم استطاعت بقوتها الهيمنة ؛لكن الشعب ايضا استطاع بهيمنه كسر القيود, بفضل اصدقائه ومن قدم يد العون له في كل مرحلة من مراحل الازمات والحروب التي تكالبت عليه الجميع ليجد يد تمد له , وسلاح وخبرات والاهم القيادة الدينية الموحدة والمحفزة للوقوف مع العراق من قبل الجارة ايران .
ففي الحرب امتزجت الدماء فلم نميز بين عراقي او ايراني , وفي السلم انسجمت المواقف ليرفض العراق العقوبات الجائرة على ايران في صورة من المواقف اتسمت بالتنسيق والانسجام العالي ,الذي انعكس لأسقاط اجندة الفائدة الاكبر وجزء كبير من الهيمنة ,حتى بات يحسب له الف حساب , نعم فالعراق وايران ثنائي ارعب الاستكبار العالمي .
https://telegram.me/buratha