المقالات

لماذا العضد المفدى والابن الشجاع للاسلام؟

2262 2019-03-06

سجاد العسكري


دخل الى العراق وكله امل بالتغيير , جمع بين العلم والعمل السياسي , فحمل القلم في يدا , واخرى كان يصول ويدافع عن مظلومية المستضعفين , فتمخض منه امة ومشروع ,فاما المشروع هو الذي سيغير الواقع من الدكتاتورية والظلم الى الحرية والعدل وتساوي الحقوق والفرص , واما الامة فالجماهير شاهدة على استقباله والطبقة السياسية تنظر الى خطواته ليسير كل من انطوى في العملية السياسية – ويسعى جاهدا – الى ان يكون تحت عبائته , لأنه القائد المحنك وسليل المرجعية والعضد المفدى والابن الشجاع للاسلام , هذا ماكان عليه الشهيد السعيد محمدباقر الحكيم "قدس" فارتحل مع السعداء ليخط اسمه في سجل التاريخ انه شهيد المحراب رضوان الله عليه.
فالحديث عن الرجال والعلماء والمواقف يحتاج الى نظرة موضوعية , نبتعد عن العواطف والميول لهذه الشخصية او تلك لنقدم تجربة واقعية محايدة تفصل بين ماهو حقيقي او مبالغ به , ونقدم موقف او مواقف خاصة على مستوى فطاحل علماء الحوزة , او من لهم باع في العمل السياسي في داخل العراق وخارجه ,فمن هنا ستكمن شخصية هذا القائد الذي نحن بصدد الحديث عنه, تتلمذ على ايدي فطاحل العلماء منهم السيديوسف الحكيم "قدس" ,السيدابو القاسم الخوئي "قدس" ,والشهيد محمدباقر الصدر"قدس" فمتاز منذ سن مبكر بنبوغه العلمي وقدرته الذهنية والفكرية العالية , فحظى باحترام كبار العلماء , كما نال في اوائل شبابه من المرجع الكبير اية الله العظمى الشيخ مرتضى ال ياسين شهادة اجتهاد في علوم الفقه واصوله وعلوم القران ,فمارس التدريس لطلاب السطوح العالية في مسجد الهندي فتخرج على يديه علماء انتشروا في مختلف العالم الاسلامي منهم : السيد الشهيد عباس الموسوي (الامين العام الاسبق لحزب الله في لبنان) , السيد محمدباقر المهري , والسيد صدر الدين القبنجي , والشيخ الشهيد حسن شحاده ...
كان شهيد المحراب يتميز بفكر عميق وشامل ليساهم مع استاذه الشهيد محمدباقر الصدر"قدس" في مراجعة كتاب (فلسفتنا واقتصادنا) ,وقدشارك معه في ايام محنته وتضيق جلاوزة البعث عليه فكان فعلا العضد المفدى لأستاذه ,فعاضده ونصره ووقف بجانبه ليفتدي استاذه وقول الشهيد الصدر "قدس" وهو المفكر وفيلسوف العصر فحين اطلق عبارته كانما يقصد قوله تعالى( قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ )سورة القصص اية 35. فكانا مؤسسين للحركة الاسلامية المعاصرة في العراق ,فكانت حركته الاجتماعية والدينية متنوعة كالزيارات ,وفتح الجوامع الحسينيات , والمواكب ,واقامة الاحتفالات والشعائر, ومشاركة الطلبة الجامعيين , والمثقفين ,وتاسيس المكتبات والجمعيات الاسلامية , في عموم مدن العراق.
فحانت هجرة الشهيد الى الجمهورية الاسلامية الايرانية ,ليبدء مرة اخرى العمل على دعم العمل السياسي والثورة الاسلامية , خصوصا كانت الساحة السياسية تعج بالصراعات والثورة بالتحديات , ليقدم بشكل عملي وسياسي الصيغة الواقعية للتحرك السياسي والاقليمي والذي انسجم مع مبدأ الولاية العامة , والذي حظي بالقبول داخليا واقليميا ودوليا , ليتمكن من تحقيق الانجازات ونجاحات كبيرة بحيث اصبح التيار الاسلامي من اقوى التيارات السياسية الاسلامية على الساحة العراقية , وقد صاغ نظرية اسلامية شاملة للتحرك السياسي الاسلامي مستنبطا ذلك من الكتاب الكريم وسيرة المعصومين "ع" , ومستفيدا من افكار وسيرة المراجع العظام كالسيد محسن الحكيم ,والسيد الصدر, والامام الخميني قدس الله اسرارهم.
فستحق بجدارة ان يكون "الابن الشجاع للاسلام " فكان منهج عمله يمتاز :بالمشورة ,والتخطيط , والبرمجة ؛ وكان يرى مصحلة الاسلام اولا في كل مشروع وهو العنوان الرئيسي والاول والذي يتحرك من اجله , فرغم الاعتداء والتشويش والتشويه الذي تعرض له ,لم يتخلى عن مسؤوليته ومواجهة الظلم ,لتتوالى عليه المحن من اعتقال اخوته واقاربه واعدامهم على دفعتين لتتوالى بعدها المحن ؛لكنه بقى صامدا صابرا مؤكدا على مواجهة النظام الصدامي البعثي المجرم .
وفي النهاية قد اخلف مؤسسة عريقة اسست على فكر ودماء العلماء والشهداء ,فكانت جوهرة ثمينة بحق اسمها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي فستحق بجدارة ان يكون العضد المفدى , والابن الشجاع للاسلام ,ومؤسسا للحركة الاسلامية والمقاومة ,ليكون واحد رجب يوما للشهيد العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك