بسمه تعالى
تمر علينا هذا اليوم الذكرى الثالثة عشر لانطلاق موقع براثا الذي شع نوره في ذروة التخبط وفوضى مابعد السقوط واصبح الموقع ملاذا لكل من في قلبه رجاء الوحدة وفي عقله عشرات الخطط لمستقبل وطن كاد يلفظ انفاسه الاخيرة على يد جلاوزة البعث .
سطرنا حروفا ً وقرأنا اخرى بينا وطلبنا وضحنا وصرخنا كشباب لهم امل في مستقبل بلدهم غير ان هذه الموجات المتلاطمة من التفاعل سرعان ما هدأت واكتفت بمد وجزر ليس يأسا لكن ربما كان نضوجا ً !!!. وكيف لا وقد مر ثلاثة عشر عاماً!
نعم فمن كتب اول سطوره وهو عشريني العمر بات ثلاثنياً والاربعيني بات خمسينيا ً ولعقد ونيف (حوبة) كما يقال ولابد للسطور ان تتأثراسوة بصاحبها .
والكلام عن إقدام لا تراجع عن تجديد خطة عمل جهادي كل عام وكانه عهد مع هذا الموقع , في سطوري الاولى لم اكن أعي ان هناك فرقا ً بين التمني والرجاء فكثيرا ما تمنيت والحال ان التمني في المستحيل والرجاء في الممكن .
في سطوري الاولى كنت اتسائل واتذمر لماذا لايفعلون لماذا لاينجزون لماذا ولماذا.... كنت تارة انسب العلة لغباء وتارة لخيانة حتى ادركت أن الغفلة هي مرض عضال يصاب بها الانسان كلما ابتعد عن الله حتى يصل نقطة اللارجوع فيطبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصا رهم وينتج ما لمسناه طيلة كل هذه الفترة من نماذج جرت البلد الى المهالك والطامة الكبرى حينما يصاب المؤمن بالغفلة فيغرق في ال أنا متصور انه قائد الناس الى الجنة !!!.
في سطوري الاولى كنت انتظر نتائج واصاب بالاحباط مالم اجدها أما الان ادركت أن ليس للانسان الا ما سعى وان الله هو من يقدر النتيجة ويحدد موعد اعلانها والذي ممكن ان يتأجل بعد حين , فازرع وامضي ولا تلتفت !!.
في سطوري الاولى كانت محاور الكلام عن ماضي اليم وحاضر طائفي وكنت اعتقد ان ليس هناك الاسوء حتى جاء اليوم لنرى الافضع ونحن نراقب جيلاً يقوده الاعلام الى الهاوية جيلا ً مفرغا ً من الامل والوعي والجهاد بل انه لايدرك معنى وطن وروح مواطنة جيل مصاب بالشيخوخة فياله من بلاء .
وسط كل هذا لابد من العمل بالفعل و الكلمة فالمد يترك على الساحل الكثير من الاثار حينما يتراجع وسرعان ما يرجع ثانية فلا يكل ولا يمل .
بعد ثلاثة عشر عاما ً ليس للانفعال والجدل مكان بل لابد من اتخاذ اساليب جديدة لاحتضان جيل المستقبل لو حرصنا على مستقبل وطن جريح .
ويبقى الدعاء والرجاء لكادر موقع براثا بالتوفيق وللقراء والكتاب بالتسديد والله خير ناصر ومعين
المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha