المقالات

مؤتمر رئيس الوزراء.. قد تنجح العملية ويموت المريض!!


مؤتمر رئيس الوزراء.. قد تنجح العملية ويموت المريض!!

ميثم العطواني

 

أكثر من مائة يوم مرت على تاريخ منح الثقة للحكومة العراقية بنسختها السادسة برئاسة د. عادل عبد المهدي بين خلافات معلنة، وأخرى سرية تناقش خلف الكواليس، يشهدها الوسط السياسي، ويثار جدل واسع في الشارع العراقي عما أنجزته الحكومة من وعود ، لاسيما أن برنامج عبد المهدي الذي وافق عليه البرلمان والمكون من 48 فقرة مختلفة حددها بجداول زمنية تبدأ بثلاثة أشهر، ثم ستة أشهر، وصولاً الى 48 شهراً مدة دورته الحكومية، ويرى المتابع للشأن المحلي إن العملية السياسية في البلاد مازالت تسير عرجاء، رغم التداخلات الجراحية الخارجية التي يعدها البعض إنها تسهم في تعقيد العلاج، فيما يرى الطرف الآخر إن لها دور في التخفيف من حدة الخلافات، وبين الواقع والتحليل ربما قد تنجح العملية ولكن بعدها يموت المريض، ورغم عدم اكتمال الحكومة حتى الآن، لا تزال ثلاث من أهم الوزارات السيادية شاغرة بسبب صراع الكتل والأحزاب السياسية ، وهي الدفاع والداخلية والعدل والتي مازالت تدار بالوكالة !!، وجاء في ملخص المؤتمر الصحفي الأسبوعي لرئيس مجلس الوزراء قوله "جميع الأطراف السياسية تدرك خطأ عدم استكمال التشكيلة الوزارية ، ونحن منفتحون على جميع التطورات التي تخص هذا الامر وهناك اجواء ايجابية بهذا الصدد"، اذا لماذا تصر الأطراف السياسية على الخطأ ؟!، وما هو دور رئيس الوزراء لمعالجة الخطأ ؟!، والى متى هذا الإنفتاح والحكومة غير قادرة على إكمال تشكيلتها الوزارية ؟! .

علامات إستفهام كثيرة ينبغي التوقف على إجاباتها ، وعلامات تعجب تنتظر تلك الإجابات، اذ تشهد الدورة النيابية والحكومية معا، ترويج دعايات مبكرة غير مألوفة في الدورات الماضية، تسابق بين أعضاء مجلس النواب والحكومة على تجيير بعض القرارات كلا لصالحه، بل تعدى الأمر ذلك ليطول النواب فيما بينهم، على الرغم من أن المواطن غير مقتنع بتلك القرارت حتى الآن، من باب المثل الشائع (لا تقول سمسم إلا تلهمه)، حيث جاء في جلسة مجلس الوزراء الإعلان عن قرار تثبيت عقود وزارة الكهرباء والذي سبقه نشر عدد غير قليل من النواب عبر صفحات التواصل الأجتماعي كلا يدعي أنه يقف خلف هذا الأنجاز العظيم!!، وأصحاب العقود لم يتذوقوا طعم السمسم ومازالوا يتجرعون نصفه !!.

مدهش حقا ما تفضل به رئيس الوزراء في مؤتمره الأسبوعي قائلا "دققنا سجلات منح النازحين، وملف عقارات الدولة، والمنافذ الحدودية"، سيادة الرئيس مذ قيام الدولة العراقية وحتى هذه الساعة من المتعارف عليه هو أبسط واجبات مؤسسات الدولة وبضمنها الحكومة هو تدقيق سجلاتها، كنا ننتظر منك أن تخبرنا بالأنتهاء من تأشير الفساد والفاسدين في تلك السجلات وتحويلهم الى المحاكم المختصة!!، لأن المليارات التي تسرق جراء عمليات الفساد المالي والإداري تكفي ان تكون ميزانية أخرى بجانب ميزانية البلد .

آخرا وليس أخيرا ما جاء في المؤتمر الأسبوعي على لسان رئيس الحكومة هو "تراكمت خلال السنوات الماضية اعداد كبيرة من المناصب بالوكالة ، ولدينا قوائم خاصة بهؤلاء ، ونتشاور مع القوى السياسية بشأن ذلك"، والمنطق يؤكد الحكمة التي تفيد، حدث العاقل بما لا يعقل فأن صدق فلا عقل له، أي من الأحزب يتنازل عن المكتسابات بتلك السهولة؟! والجميع يعلم بأسرار حلبة صراع المناصب التي لن تحسم جولاتها إلا بإتخاذ قرارات جريئة وحازمة من قبل رئيس مجلس الوزراء الذي كان من أولويات ما أعلن عنه في برنامجه الحكومي هو إنهاء عمل المناصب وكالتا .

أن كان عبدالمهدي يريد فعلا حكومة قوية وبلد آمنا مستقرا وينشد ما يتطلع اليه الشعب، عليه إيداع كبار حيتان الفساد في السجن، تقليص عدد المناصب الغير ضرورية التي تهدر بسبب شاغليها وحماياتهم أموال طائلة، إنهاء تكليف جميع المناصب وكالتا وتنصيب عقول علمية مهنية كلا حسب الأختصاص وذلك ما يسهم للنهوض بالواقع المتردي، الحد من التدخلات الدولية التي وصل الحال بأن تفرض علينا بعض دول الخليج التي لم يكن لها صوت يوما ما سياسات تخدم مصالحها الخاصة.

وقبل الختام نذكر رئيس الوزراء وبصفته القائد العام للقوات المسلحة عليه مراجعة الخطط الأمنية عاجلا، وإعادة النظر بالضباط القادة التي يشغلون مناصب قيادية وتفيد أولياتهم بأنهم كانوا بدرجات كبيرة في حزب البعث المحظور الذي مازالت جرائمه تلحق الويلات بالعراق والعراقيين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك