( بقلم : رياض السماوي )
قبل اكثر من يوم استلمت بريد حول منطقة ابيار علي و هي المنطقة التي قام امير المؤمنين بحفر ابار فيها لسقاية الحجاج كما سمعت عند ذهابي الى الحج العام الماضي و لكني استلمت بريد الكتروني ينسب هذه الابار الى شخص اسمع علي بن دينار و عند تصفحي في الانترنيت حول هذا الموضوع لفت نظري الى وجود حملة اعلامية غير طبيعة في المنتديات لنسب هذه الابار الى علي بن دينار بل ان موقع المدعو ابن جبريل المعادي لاهل بيت الرسول سلام الله عليهم يقرع لهذه المساءلة و لكني اتمنى ان تجيبوني بجواب شافي يبرد القلب و يثلج الصدر فاني لا اطيق ان تنسب هذه الابار لغير امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام ولكم الاجر و الثواب.وبدوري انشر الموضوع كما ورد الي :
قـصـة أبـيـار عـلي وعلاقة ذلك بمنطقة دارفور في السودان
أبيار علي، هي ميقات أهل المدينة المنورة الذي ينوي عنده ويحرم من أراد منهم الحج أو العمرة، وكانت تسمى في زمن النبي صلي الله عليه وسلم ذي الحليفة. ولعل البعض يظن أنها سميت أبيار علي نسبة للامام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهذا غير صحيح.. والصحيح أنها سميت بذلك نسبة لعلي بن دينار. وعلي بن دينار هذا جاء إلي الميقات عام 1898م حاجاً ( أي منذ اكثر من مائة عام)، فوجد حالة الميقات سيئة، فحفر الآبار للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها، وجدد مسجد ذي الحليفة، ذلك المسجد الذي صلى فيه النبي وهو خارج للحج من المدينة المنورة، وأقام وعمّر هذا المكان، ولذلك سمي المكان أبيارعلي ، نسبة لعلي بن دينار
من هو علي بن دينار ؟أتدرون من هو علي بن دينار هذا؟ إنه سلطان دارفور. تلك المنطقة التي لم نسمع عنها إلا الآن فقط لما تحدث العالم عنها، ونظنها أرضاً جرداء قاحلة في غرب السودان، كانت منذ عام 1898م وحتى عام 1917م سلطنة مسلمة، لها سلطان اسمه علي بن دينار. وهذا السلطان لما تقاعست مصر عن إرسال كسوة الكعبة أقام في مدينة الفاشر (عاصمة دارفور) مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة، وظل طوال عشرين عاماً تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة من الفاشر عاصمة دارفور.
هذه الأرض المسلمة تبلغ مساحتها ما يساوي مساحة جمهورية فرنسا، ويبلغ تعداد سكانها 6ملايين نسمة، ونسبة المسلمين منهم تبلغ 99% (أي أن نسبة المسلمين في دارفور تفوق نسبتهم في مصر)، والذي لا تعرفونه عنها أن أعلى نسبة من حفظة كتاب الله عز وجل موجودة في بلد مسلم، هي نسبتهم في دارفور، إذ تبلغ هذه النسبة ما يزيد عن 50% من سكان دارفور، يحفظون القرآن عن ظهر قلب، حتى أن مسلمي أفريقيا يسمون هذه الأرض " دفتي المصحف ". وكان في الأزهر الشريف حتى عهد قريب رواق اسمه "رواق دارفور"، كان أهل دارفور لا ينقطعون أن يأتوه ليتعلموا في الأزهر الشريف. وأصل المشكلة هناك أن دارفور يسكنها قبائل من أصول عربية تعمل بالزراعة، وقبائل من أصول إفريقية تعمل بالرعي. وكما هو الحال في صحراوات العالم أجمع.. يحدث النزاع بين الزراع والرعاة على المرعى والكلأ، وتتناوش القبائل بعضها مع بعض في نزاع قبلي بسيط، تستطيع أي حكومة أن تقضي عليه، غير أن هذا لم يحدث في السودان، بل تطور الأمر لما تسمعونه وتشاهدونه الآن.. لماذا كل هذا؟!!
لأن السودان هي سلة الغذاء في إفريقيا، لأن السودان هي أغني وأخصب أراضي العالم في الزراعة، لأن السودان اكتشف فيها مؤخراً كميات هائلة من البترول، ومثلها من اليورانيوم في شمال دارفور، فلو استقر السودان المسلم لحل الأمن والرخاء والسخاء بالمنطقة كلها ولهذا لم يرد أعداء الإسلام لهذه المنطقة أن تنعم بالاستقرار، ولا أن تعتمد على نفسها، فماذا يفعلون؟ يشعلون النزاعات في أنحاء البلاد ليصلوا بالأمر إلى تقسيم هذه الأرض إلى أربع دويلات.. دولة في الغرب (تسمى دارفور) ودولة في الشرق، ودولة في الجنوب ودولة في الشمال (في جنوب مصر). لقد نفذوا خطتهم هذه فعلاً في الجنوب، ودبّ النزاع بين الشمال والجنوب، وأقروا أن حق تقرير المصير بانفصال أهل الجنوب سينفذ بعد خمس سنوات من الآن. وبعد أن تم لهم ما أرادوه في الجنوب، التفتوا إلى الغرب وأشعلوا فيه نار الفتنة والخلاف، سعياً وراء حق تقرير المصير هناك أيضاً، وأأكّد لكم أن النزاع سيصل إلى الشرق عن قريب، وسيكون حق تقرير المصير هو الحل أيضاً، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله. وأذكر لكم قصة الجنوب.. إن نسبة المسلمين في جنوب السودان حوالي 16%، ونسبة النصارى 17%، أي أن الفارق 1% فقط، والباقي من السكان وثنيون. فأي تقرير مصير هذا الذي ينادون به؟ السر في هذا يا إخوتي في الله.. أنهم يأملون في نجاح حركات التنصير في ضم 5% من السكان الوثنيين إلى النصرانية خلال الخمس سنوات القادمة، وعلي هذا سترتفع نسبتهم إلي 23%، وهم في سبيلهم هذا يعتمدون على قعود المسلمين عن الدعوة لدينهم وزيادة أعدادهم في الجنوب.
أعرفتم الآن يا إخوتي لماذا يذهب كارتر رئيس مجلس الكنائس العالمي إلى الجنوب دائماً؟ للإشراف على تنفيذ هذا المخطط.أما في دارفور.. فلم يعتمدوا هناك على التنصير، ولكن على مجموعة من ضعاف النفوس من محبي الزعامة والرئاسة الذين يتطلعون إلى كراسي الحكم والسلطان، فربّوهم في ديارهم، وعلموهم في معاهدهم وجامعاتهم، فإذا عادوا إلى بلادهم نادوا بالتحرر والانفصال، وأصبحوا قادة لحركات التمرد، واستغلوا الفقر والجوع والخلاف بين قبائل المسلمين على الكلأ والمرعى، وصوروه للعالم على أنه صراع سياسي. وبدأت المعونة والطعام والكساء تصل إلى دارفور.. أتدرون أن 13 وزيراً من وزراء أوروبا وأمريكا ذهبوا إلى دارفور في الثلاثة شهور الأخيرة فقط؟.. وأن آخر زوار دارفور وزير الخارجية الأمريكي؟.. وما دارفور هذه لتتحرك لها وزارة الخارجية الأمريكية؟.. في حين لم تتحرك جامعة الدول العربية، ولا منظمة المؤتمر الإسلامي...
https://telegram.me/buratha