سجاد العسكري
هي ليست انقلاب عسكري في جنح الليل اومؤامرة مجموعة من الضباط واستدعاء دباباتهم بقوة السلاح والدم لفرض سيطرتهم ؛ ليتفاجيء الجميع – الشعب - عند الصباح ببيان رقم واحد , ولا انقلاب ابن لياخذ السلطة من ايدي من ترعرع في احضانه كأنه ارث ال فلان , ولا حروب اهلية دامية ادت الى نتيجة ايقاف الحروب بالثورة , والمهم انها لم تكن شرقية او غربية حالها حال اغلب ثورات العالم التي تميل للمعسكر الاشتراكي او الرأسمالي, وعادة مايكون قادة الثورة تابعين لأحدى المعسكرين ثم ياتي الدعم المطلوب من الخارج لتصتبغ بصبغة القوى المسيطرة على العالم في حينها.
فالعالم شهد ثورات ناجحة واخرى فاشلة , وبعضها مغدورة مغتصبة من قبل العملاء المتفرجين لنيل المكاسب والمناصب بعيدا عن التضحيات التي قدمها ابنائها وعلمائها , كما هو حال ثورة العشرين في العراق ؛لتتسلق طبقة عنصرية في اعلى السلطة, وفي اماكن حساسة للغاية , لتدير دفة الانجازات باتجاه بوصلة المحتل الانكليزي ؛فالمشهد على ساحة الاحداث المفروض هو التبعية , وعكس ثقافة غير ثقافة البلد وعادات دخيلة لا تلائم مقاس البلدان تم استيرادها وفرضها كامر واقع لا محال وعلى الشعوب المغلوبة على امرها ان ترضى ركوعا بها ؛لتستمر سلسلة المظالم وقبضتها الامنية , لتوفر حياة مرفهة للعائلة الحاكمة وحاشيتها , وفتات بأس لشعوبها , والاعتقال والتعذيب والقتل والاغتيال لأفواه حرة.
كما يزعمون انها الحرية التي تدعوا لخروج النساء الى المسابح وعند الشواطيء عراة ؛ولكن غفلوا ان يخرجوهم الى صناديق الاقتراع ,مجرد شعارات ليس الا ؟! لكن في ايران فالامر قد صدم الجميع بثورة نابعة من اعتقاد اسلامي اصيل يقوده رجل دين معمم ,يمت محاربته ونفيه الى عدة دول ليستقر في منفاه فرنسا , لتتحرك بوصلة الامر الرباني وشاء القدر – لوكانوا يعلمون – ان ينطلق من منفاه باتجاه بلده ايران ليهبط ويستقر بقيام ثورته الحرة , ويقلع الشاه من جذوره الخبيثة ويرحل خائبا خانعا الى الا رجعة كان دمية امريكية ؛ قلبوا صفحات التاريخ الحديث هل ستجدون كهذه الثورة ؟
جاء الامام روح الله "قدس" ليقلب الاحتجاجات والتظاهرات الى ثورة امة لا ترضى بغير الاسلام حاكما ولا بغير الخميني قائدا , كانت الثورة الاسلامية الايرانية ذات ابعاد انسانية , اذ انها وقفت بحزم وهي في ايامها الاولى ضد تصريحات امريكا المعادية لثورة الشعب ,ووقفت لنصرة المظلومين والمستضعفين في العالم ومنها العراق الذي كان تحت حكم البعث الفاشي الدكتاتوري , وكذلك القضية الفلسطينية التي تعرضت اراضيه للاغتصاب من قبل الشريك الامريكي الكيان الصهيوني , وغيرها من المواقف لمناصرة الشعوب المظلومة .
لتتحول بوصلة الاحرار والمظلومين في العالم نحو ثورة الامام الخميني "قدس" التي هي امتداد للنهضة الحسينية التي تغنى بها المستضعفين بماقدمه الحسين ع واهل بيته لأجل الحرية والاصلاح ,وكذلك هي الثورة الاسلامية الايرانية اذ بلغت ذروتها في محرم من عام 1978م , نعم فالعالم اليوم في مواجهة وتحدي لقوى الظلام والهيمنة والاستكبار العالمي في فرض حكام وقوى لا تمت باي صلة لما تعاني منه الشعوب تحت وطأة ظلم الطبقة الحاكمة التي تبعيتها لهذا الاستكبار , فمن يحررهم يا ترى ؟ الراقصين بسيوفهم ,ام اصحاب البعران والصقور ,والويلات والاعتداءات على الشعوب الامنة؟!
(الثورة الإسلامية رسالة الخلاص لمستضعفي العالم وسلاح القضاء على المستكبرين ) كلمات للإمام الخميني "رضوان الله عليه " ليطابق اقواله افعاله في دعم المقاومين في بقاع العالم وعلى رأس هذه القضايا هي فلسطين المحتلة ,لنشهد انتصارات محور المقاومة في المنطقة على قوة الشر , وهو درس اخر من بركات الثورة وقائدها ورجالاتها ودماء شهدائها , لتقدم كل ماتستطيع وتكون بوصلة لاحرار العالم والثورات.
https://telegram.me/buratha