المقالات

الهجرة الى الوطن..!

2254 2019-02-02

زيد الحسن 
قبل خمسة وثلاثون عاماً وبالتحديد في العام ١٩٨٤ كنا عشرة شباب شكلنا صحبة رائعة ، اصبحنا كفريق بقلب واحد ، ما ان تنتهي ساعات التدريب الطويلة حتى نصعد سطح القاعة الكبيرة ونعد حلقة دائرية نتبادل فيها المزاح والمرح ، ونعد لانفسنا الطعام ، ويبدأ الحديث عن الاحلام وعن قصص الحب والاغاني ، في ذاك اليوم قال صديقي ماجد ؛ ما رأيكم لو هربنا من الجيش ونهاجر الى الى احد الدول الاوربية .
سمعت هذا القول وانا في طريق نزولي الى القاعة ، لاني نسيت علبة سجائري تحت في القاعة ، وعند صعودي لهم كان الحديث عن الهجرة والهروب قد انتهى وسمعتهم يتحدثون عن الشعر الرومانسي .
في الصباح افتقدت اصدقائي ولم اجد الا واحد فقط ، سالته اين ذهبوا فقال لي لا اعلم !
بعدها علمت انهم في السجن بتهمة التحريض على الهروب خارج الوطن ، وان صديقي الذي بقي هو من قام بالابلاغ عنهم ، اما انا فقد انقذني وقتها من السجن نسياني لسجائري ولم يتم ذكر اسمي وليس حبا لي .
مرت السنوات وبقي الحلم بالهروب والهجرة يراود فكري دون ان اعرف كيف ومتى سوف اتمكن منه ، قبل موعد التحاقي لوحدتي العسكرية اخرجت والدتي من المشفى وقد اخبرني الطبيب ان لا فائدة من العلاج وانها بحاجة الى متبرع يتبرع لها بكليته ، لانها تعاني من عجز تام في الكليتين .
التحقت فوراً لكي اقدم طلب بالحصول على اجازة وموافقة على ان اتبرع لوالدتي بكليتي كي انقذها من الموت ، وبالفعل كتبت الطلب وقدمته ، واذا به يعود لي ومهمش اسفلة ؛ يرفض الطلب لانه لايوجد قانون يسمح بالتسريح من الخدمة . 
بعد يومان لا اكثر تحركنا من موقعنا الى موقع اخر واذا بي اقع في الاسر .
فكري كله مشدود صوب امي وكيف هي ، حتى انني لم احفل بما حصل معي من مآسي خلال فترة الأسر ، الى ان وصل موعد عودتي الى الوطن ، وكانت الهجرة هذه المرة هي من اتت الي وتطلبني ، عزمت امري عليها ، وصلني الدور وسألني ضابط اعتقد انه بريطاني يتكلم العربية ؛ ؛ هل تحب ان تعود الى الوطن ام تطلب اللجوء الى سويسرا او السويد ؟
ارتبكت في بادئ الامر واحترت اي دوله افضل لي ، رباه من ساختار ؟
واذا بصورة والدتي رحمها الله امام ناظري ، انشغل فكري وقلت له دون وعي مني ؛ اعود الى الوطن .
وعدت والتقيت والدتي وهي على فراش الموت وبقيت بجانبها يوم واحد وبعدها فارقتني الى الأبد ، ماتت كما مات الوطن بعيني اليوم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك