المقالات

المصالح السياسية، خط احمر!

1601 2019-01-27

ضياء المحسن


وسط صراع المكاسب والحصول على المناصب فيما بينهما، تحاول بعض الكتل السياسية أن تفرض سطوتها بقوة الإتفاقات وإفتعال الأزمات، على أمل الوصول الى مآربها؛ بغض النظر عن مصلحة المواطن في هذه المحافظة أو تلك.
تعاني أغلب المحافظات من إهمال متعمد من قبل الحكومات المحلية، في المقابل نجد تصريحات هذه الحكومات تلقي باللائمة على الحكومة المركزية، في محاولة لإفتعال أزمة بين المواطن والمركز، الأمر الذي نجحت فيه هذه الحكومات وبسبب جهل المواطن في مسعاها هذا.
صراع المكاسب هذا هو صراع سياسي بإمتياز، وهو الخط الأحمر الوحيد الذي يمكن أن يصمد وتسقط بقية الخطوط الحمراء التي يضعها هؤلاء السياسيون، ففي الذي نجد فيه غياب البرنامج الحزبي والإنتخابي لدى أغلب الكتل السياسية، فإننا نلاحظ لجوءها الى محاولة فرض إرادتها بالقوة والترهيب، وتحول هذه الأحزاب الى ما يمكن تسميته ب (أحزاب البيوتات) مستغلة أسماء شخصيات لها تاريخ في المشهد العراقي، الأمر الذي يعود على هذه الأسماء بالضد، حيث نجد أن الشارع بدأ يمقت هذه الأسماء؛ بسبب إستغلالها من قبل هذه الأحزاب.
الحالة الأخرى التي يمكن تأشيرها في المشهد السياسي العراقي، هي حالة التشظي والإنقسام، والذي يذكرنا بما درسناه من الكيفية التي تنشطر بها، والتي بإمكانها ان تنشطر الى اكثر من مليون خلية في 7 ساعات، أما الأحزاب في العراق فإننا نلاحظ أنه بعد كل إنتخابات تشريعية تأخذ الكتل بالإنقسام على نفسها الى أحزاب وأحزاب و...، لكن بدون برنامج تطرحه للجمهور، لكنها لا تزال تؤمن بنظرية المؤامرة؛ ولا نعرف من هو الذي يتآمر على هذه الأحزاب؟ لا أحد يعلم.
في المقابل فإننا نجد ضعف الحكومة المركزية تجاه ما يحصل في المحافظات، خاصة فيما يتعلق ببطء المشاريع الخدمية، والتي يشوب كثير منها شبهات الفساد المالي والإداري، بسبب تكالب أشخاص محسوبين على هذه الأحزاب، بالإضافة لوجود متنفذين داخل الحكومات المحلية يحيلون المشاريع لهؤلاء مقابل عمولات تصل في بعض الأحيان الى اكثر من 25% من مبلغ المشروع المحال للتنفيذ، ما يضطر معه المقاول الثاني او الثالث لتنفيذ المشروع بمواصفات دون المستوى المطلوب.
لقد كان المؤمل من هذه الأحزاب أن تضع خدمة المواطن نُصب عينيها، لكنها لم تفعل، ما جعلها تخسر ثقة المواطن بها وبما تطرحه، فلجأت الى اسلوب (أحزاب البيوتات) لعلها تنجح في بعض مساعيها للحصول على أكبر حصة من كيكة العراق التي يسيل لها اللعاب.
إن الخط الأحمر الوحيد هو مصلحة الوطن والمواطن، وهو الذي فشلت فيه الأحزاب مجتمعة، بالتالي فإن المواطن ينظر بريبة وشك في كل ما تقوم به ولم يعد يثق بها، وعدم الثقة هذا جعلها تتخبط سواء في قرارتها وحتى في الأشخاص الذين ترشحهم لتسنم مناصب في الدولة العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك