المقالات

الشعب يستيقظ قبل فوات الآوان ..

2357 2019-01-24

زيد الحسن 


يرى البعض في هذا العصر أن الدين يدعو الشعوب إلى الخضوع والإستسلام لحكامهم الظالمين، وهذا الرأي ينطبق على الدين المستأجر الذي يستخدمه الطغاة، أما الدين الذي يأتي به الأنبياء المنذرون فهو دين الثورة. 
هذا ما قاله علي الوردي وهو ما يحصل لنا حرفياً .
لم استخدم سيارات الخطوط منذ فترة طويلة وذلك لكون عملي قرب مسكني ، لكن اضطرني موعد لقاء صديق الى استخدام الخطوط بدل سيارة الاجرة لسرعة الوصول والنزول في التقاطعات المزدحمة والصعود بعد تجاوزها سيرا على الاقدام ، كان بصحبتي اخي الاصغر ، عند صعودي الى السيارة ناولني اخي قطعة علكة فتحتها واخفيت غلافها في علبة سجائري لاني لم أرغب برميها في ارضية السيارة ، حديثي مع نفسي انني فعلت الصواب وهذه ظاهرة حضارية ان نحافظ على مدننا ولا نرمي الاوساخ عشوائياً ، خلال هذه الاثناء صعد شاب جميل الطلة وجلس في المقعد المقابل لي ، اخرج من جيبه قطعة حلوى ، قلت في نفسي سوف اراقبه وارى اين سيرمي غلافها ، وتهيئت لشجار ان رماها خارج السيارة ، وان رماها داخل السيارة سوف اضعها في فمه ، قطع علي الشاب سلسلة افكاري الشريرة بفعلته ، اخذ الغلاف وقام بطويه عدة مرات و وضعه داخل محفظته !!
لم يأخذني الاستغراب بل اخذني الموقف الى التمني ان يكون جميع الناس كهذا الشاب الرائع .
اتصفح متصفحي في موقع التواصل ( الفيسبوكي ) المليئ بمنشورات زار فلان العلاني الشيخ فلان ، ومنشورات صورني وأنا ( الطم ) ومنشورات شتم اللاعب القطري الذي احرز هدف الفوز لفريقه ، واذا بي اتفاجئ بمنشور يقول ؛ اني المواطن كاظم جبار عيسى اعلن عدم تقبلي أي ثواب في شهر محرم وشهر رمضان او اية مناسبة اخرى من قبل اي مواطن متجاوز على الشبكة الكهربائية ولم يدفع ما بذمته من ديون الى دائرة الكهرباء ، وممن يمتنع عن نصب مقياس الكهرباء لمنزله ؛ المنشور طويل كله حث على نفس الموضوع ، اعدت قراءة المنشور اكثر من مرة لفرحتي به ، وعلمت ان هذه بداية الصحوة الحقيقية وبداية التغيير الحقيقي ، وهذه اولى حجرات بناء الحضارة والرقي ، واول اسس البناء للمجتمع .
الفرح اخذ مني ما اخذ وانا اتابع صفحتي للبحث عن امور مشابهة ، واذا بمنشور اخر اثلج صدري ، ناشطة انسانية تمنح وقتها كلياً للأيتام والمتعففين وتمنحهم الفرح والسرور ، عدة منشورات للسيدة فاطمة الموسوي وهي تعالج وتداوي اوجاع لم يلتفت لها احد ، اهملتها يد الحكومة .
اعود لصفحتي ليجهز علي الكاتب الكبير الاستاذ قاسم العجرش وهو ينشر بكروب الكتاب سمفونية عذبة ، تجسد الانسانية ، وتجهز على كل معالم يأسي واحباطي ، كان بطلها الكاتب الكبير الفنان احمد لعيبي .
شكرا لك ايها الشاب الذي جالستني في السيارة ، شكراً لك ايها المواطن كاظم جبر عيسى ، شكراً لكِ سيدتي فاطمة الموسوي ، شكرا لك استاذي قاسم العجرش ، والشكر الكبير للأستاذ احمد لعيبي ، لقد جددتم الامل في بناء الانسان ولم يعد لليأس طريقاً الى قلبي ، انتم اساس الدين وهذه هي ثورة الدين الحقيقية 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك