المقالات

رتبوا تفاصيل البيت الداخلي العراقي

1982 2019-01-22

أمل الياسري


تأريخنا الإنساني حافل بالتحولات الكبرى، التي لا يمكن حدوثها إلا بوجود خطوات علمية صحيحة، حتى ولو كانت صغيرة، شرط وجود إصطفاف وطني داخل البيت العراقي، والإبتعاد عن سياسة تبادل الإتهامات، حيث لن تصل بنا الى أي نتيجة، مضافاً عليها سياسة التنصل من المسؤولية، لأنها لا تشرف أي وطني شجاع، ثم أن عملية مسك العصا من المنتصف، لهو أمر محبب في العملية السياسية الحديثة الجارية بالعراق.
مع أن هناك رجال يريدون إبقاء الناس، في حالة من السذاجة والبساطة، لكن الأوضاع تغيرت كثيراً بعد عام (2003) في العراق، وفوضى التصريحات في وسائل الإعلام، باتت أكثر جنوناً من ذي قبل، وبالتالي ظهر بشكل جلي التصلب والتشنج والتخندق في المواقف، حيث ترفض بعض القوى السياسية، تقاسم تحديد المشاكل والمعوقات وطرح المعالجات، لذا فقدنا الرؤية حول صناعة رأي عراقي عام، يضمن الخروج من عنق الزجاجة.
معظم القوى السياسية تسعى للإستئثار بالمناصب والمكاسب، مع أننا لا نقلل من قيمة المنجز الوطني المتحقق خلال الـ (15) سنة الماضية، إلا أنه لا يرتقي وحجم الميزانيات الإنفجارية المرصودة لتغيير أوضاع العراق، واللحاق بركب الدول المجاورة على أقل تقدير، لذا علينا كسر الجمود السياسي، وترتيب تفاصيل بيتنا الداخلي العراقي، ومغادرة لغة العناد، والتناحر، والخلاف، والتسقيط، والطعن، والإستماع الى لغة العقل والحوار المنفتح.
الحرية المنضبطة تمهد الطريق لإقامة علاقة صحيحة بين الشعب والحكومة، التي واجبها ترتيب أوضاعها لخدمة الجماهير وتقديم الخدمات لهم، والإلتفات الى أن التقاطعات الداخلية، والصراعات الجانبية تخدم أعداءنا، وأن تكون وسائلنا نزيهة، وكافية لحسم المعركة لصالحنا، وعلى ساستنا تحمل المسؤولية، وترتيب تفاصيل بيتهم الوطني، ثم أن الشعب العراقي قادر على رسم مستقبله وملامح مشروعه، إذا تمكنت القوى السياسية وحكومتها، من قيادته في معركة البناء والاصلاح.
ترحيل المشاكل الى الأمام، ظاهرة غير صحيحة مطلقاً في المشهد السياسي، لأنها تفقيس للأزمات، فهذا الأمر يعد بداية التساهل، والإنحراف بالمنهاج الحكومي، الذي اقرته حكومة عادل عبد المهدي، وما نحتاجه اليوم تحديداً هو ما أشارت اليه المرجعية الدينية لأعوام خلت، وجود رئيس وزراء يتصف الشجاعة والحزم، والجرأة والعزم وإلا فلا، في وقت أصبح الناس أكثر إدراكاً لحقوقهم، وأكثر قدرة على المحاسبة فالملفات خطيرة والتحديات أخطر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك