المقالات

تشريفات لا تشرف!

2798 2019-01-11

زيد الحسن 


أعلى منصب سيادي في هيكل الدولة هو منصب رئيس الجمهورية ، وهو رمز وحدة البلد ويمثل لها السيادة ، من واجباته السهر على ضمان الالتزام بالدستور والمحافظة على استقلال البلد ( وسيادته ) ووحدته ، وهو منصب تشريفي في مقامه الاول .
اول من حمل لقب رئيس جمهورية العراق كان عبد السلام عارف عام ١٩٦٣ واخرهم السيد برهم صالح ، جميع رؤساء الجمهورية العراقية مشوا على البساط الاحمر ، وعزف لهم النشيد الوطني ، الى ان احتل العراق عام ٢٠٠٣، اختفى هذا البساط ولم نعد نراه ، ما السبب وما هي القصة ؟.
السيادة هي الركن الرابع من اركان الدولة الثلاث الشعب والاقليم والسلطة ، وهو اهم عناصر مقومات قيام الدولة المعاصرة .
السبب الرئيسي في فشل رؤية السيادة العراقية او بالاحرى الاستهانة بها هو منهج ساسة البلد ، وعدم اتفاقهم على مشروع وطني عراقي بحت ، بل اصرارهم الدائم على التمثيل الطائفي والقومي .
دولة قطر استعدت لاستقبال الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح ، وبعد ان وصل الرئيس العراقي كان في استقباله وزير الصناعة القطري ، فليخبرني احد ما السبب ؟ هل العراق حي من احياء قطر ، او اقليم مهمش مهجور ، او بلد منزوع السيادة وغير معترف بعد، وكيف تسنى للرئيس العراقي ان يكمل زيارته ولا يعود ادراجه ويتخذ موقفاً يوقف به هذه التجاوزات على هيبة العراق ، ام ان العراق اصبح ضعيفاً لهذه الدرجة المؤسفة .
الساسة في العراق لم تعد لديهم رؤية موحدة أو مشروع وطني موحد ومتكامل ، أو حتى قضية يعمل من أجلها ، ما يسمونه المشروع الشيعي هو كيفية أرضاء السنة والاكراد ، واسكات مقولة ( التهميش ) ، والحكم يسمى شيعياً وبرأسه تعصب الخيبات والاخفاقات ، وعليه دفع الدماء والتضحيات .
بعد دمج الصحوة الانبارية في اجهزة الدولة حققت شيء وساهمت في القضاء على القاعدة ، لكن التجربة فشلت مع دمج رموز وشخصيات كانت لديهم اذرع مع داعش ، تم دمجهم في العملية السياسية تحت بند ( المصالحة الوطنية ) ، عجيب امر ساستنا كيف يأمنون شر الحرباء المتلونة ؟.
المحتل الامريكي زرع بذرة سياسي الهوية ، وسقاها ساستنا بكل ود وحب ، حتى انبتت طائفية وقومية وازهرت حروب وتفرقة وويلات يدفع ثمنها الشعب المسكين .
الواجب اليوم يحتم على الحكومة والبرلمان الانتباه لهذا الركن ، وعدم السماح بالمساس مرة اخرى بالسيادة العراقية ، فلقد تعبتا واصابتنا الخيبة من رؤية تشريفات لا تشرف راقصة ولا طبال .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك