المقالات

تشريفات لا تشرف!

2560 2019-01-11

زيد الحسن 


أعلى منصب سيادي في هيكل الدولة هو منصب رئيس الجمهورية ، وهو رمز وحدة البلد ويمثل لها السيادة ، من واجباته السهر على ضمان الالتزام بالدستور والمحافظة على استقلال البلد ( وسيادته ) ووحدته ، وهو منصب تشريفي في مقامه الاول .
اول من حمل لقب رئيس جمهورية العراق كان عبد السلام عارف عام ١٩٦٣ واخرهم السيد برهم صالح ، جميع رؤساء الجمهورية العراقية مشوا على البساط الاحمر ، وعزف لهم النشيد الوطني ، الى ان احتل العراق عام ٢٠٠٣، اختفى هذا البساط ولم نعد نراه ، ما السبب وما هي القصة ؟.
السيادة هي الركن الرابع من اركان الدولة الثلاث الشعب والاقليم والسلطة ، وهو اهم عناصر مقومات قيام الدولة المعاصرة .
السبب الرئيسي في فشل رؤية السيادة العراقية او بالاحرى الاستهانة بها هو منهج ساسة البلد ، وعدم اتفاقهم على مشروع وطني عراقي بحت ، بل اصرارهم الدائم على التمثيل الطائفي والقومي .
دولة قطر استعدت لاستقبال الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح ، وبعد ان وصل الرئيس العراقي كان في استقباله وزير الصناعة القطري ، فليخبرني احد ما السبب ؟ هل العراق حي من احياء قطر ، او اقليم مهمش مهجور ، او بلد منزوع السيادة وغير معترف بعد، وكيف تسنى للرئيس العراقي ان يكمل زيارته ولا يعود ادراجه ويتخذ موقفاً يوقف به هذه التجاوزات على هيبة العراق ، ام ان العراق اصبح ضعيفاً لهذه الدرجة المؤسفة .
الساسة في العراق لم تعد لديهم رؤية موحدة أو مشروع وطني موحد ومتكامل ، أو حتى قضية يعمل من أجلها ، ما يسمونه المشروع الشيعي هو كيفية أرضاء السنة والاكراد ، واسكات مقولة ( التهميش ) ، والحكم يسمى شيعياً وبرأسه تعصب الخيبات والاخفاقات ، وعليه دفع الدماء والتضحيات .
بعد دمج الصحوة الانبارية في اجهزة الدولة حققت شيء وساهمت في القضاء على القاعدة ، لكن التجربة فشلت مع دمج رموز وشخصيات كانت لديهم اذرع مع داعش ، تم دمجهم في العملية السياسية تحت بند ( المصالحة الوطنية ) ، عجيب امر ساستنا كيف يأمنون شر الحرباء المتلونة ؟.
المحتل الامريكي زرع بذرة سياسي الهوية ، وسقاها ساستنا بكل ود وحب ، حتى انبتت طائفية وقومية وازهرت حروب وتفرقة وويلات يدفع ثمنها الشعب المسكين .
الواجب اليوم يحتم على الحكومة والبرلمان الانتباه لهذا الركن ، وعدم السماح بالمساس مرة اخرى بالسيادة العراقية ، فلقد تعبتا واصابتنا الخيبة من رؤية تشريفات لا تشرف راقصة ولا طبال .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك