المقالات

الهمر والخط الاحمر ..!

2277 2019-01-05

زيد الحسن


بعد شهر من اسقاط صنم الهدام توجهت انا واثنان من اولاد عمي الى مدينة الانبار لزيارة صديق ولشراء مواد انشائية ، وقتها كنت قد بعت سيارتي ( الداتسن ) موديل ١٩٨٠ وكانت عروس السيارات كما كنا نسميها في وقتها ، الثمن الذي بعتها به ( ٢٥٠٠) الفان وخمسمائة دولار ، وقتها كنت احسب هذا المبلغ ثروة كبيرة ، وضعتهم في جيبي معلل النفس بشراء بضاعة اتاجر بها واعوض بها سيارتي الجميلة .
الطرق كانت شبه فارغة في صبيحة يوم جمعة ، والفرح والسرور يداعب لنا الشفاه ، ومزاحنا كان يفتح القلب وكأننا نملك الدنيا ، سفرنا كان بسيارة ابن عمي ( السوبر ) وكنت انا اجلس في المقعد الخلفي والسيارة تسير بسرعة تطوي المسافة طي السجل ، وفيروز تغني ياطير .
وصلنا على مشارف مدينة الانبار وقبل دخولنا مركز المدينة ، استوقفتنا مرابطة للامريكان ، انزلونا من السيارة واوقفونا بجانب السياج الحديدي للخط السريع وبدأوا بتفتيش السيارة تفتيشاً دقيقاً ، وحين لم يجدوا شيئاً في السيارة توجهوا ناحيتنا وبدأ التفتيش ، وصل الدور لتفتيشي وما ان لمح الجندي الامريكي الدولارات بجيبي حتى استبشر الخير كله واطلق كلمة ( واوووو ) ، في هذه الاثناء وصلت سيارة اخرى استوقفوها وانزلوا ركابها بجانب وقوفنا ، حدثني احدهم ماذا فعلتم لهم ؟ اخبرته لم نفعل شيء ،
قال لي ؛ هم يتناقشون على كيفية قتلكم ورمي جثثكم في الصحراء هذا ما فهمته من كلامهم ،،،
علمت انا اننا اصبحنا في عداد الاموات ، اخلوا سبيل السيارة الاخرى وابعدوا اولاد عمي واركبوهم سيارتهم وامروهم بالانصراف تحت تهديد السلاح ، قاموا بتكبيلي واركبوني في الهمر من بابها الخلفي وتوجهوا الى طريق ترابي فرعي والهمر تسير بسرعه ، بدأ الضحك فيما بينهم وقاموا بتقسيم المبلغ فيما بينهم ، وانا ساكت وادعوا الله في سري ان ينقذني من هذه الورطة ، او بالاحرى من الموت المحقق على ايدي هولاء .
بعدها تغيرت ضحكاتهم وبدأوا يتشاورون فيما بينهم ولم اشعر الا واحدهم فتح باب الهمر الخلفي وركلني بقدميه خارجها ، سقطت على الارض وعيوني على الهمر معتقدا انهم سيطلقون الرصاص علي ، لكنها اختفت بلمح البصر ، نهضت بسرعه وتوجهت باتجاه الطريق العام ، حتى انني اصبحت لا اعرف ايهما طريق العودة الى بغداد ، ومن بعيد لاحت لي سيارة قادمة نحوي ، واذا بهم اولاد عمي ، وصلوا لي فكوا وثاقي واخبرتهم بالقصة ، اتفقنا ان نذهب الى مركز مدينة الانبار او الى المحافظة ونخبرهم ان الامريكان قاموا بسرقتنا .
وصلنا الى مركز محافظة الانبار ، في الباب الخارجي وجدنا مجموعة من الضباط برتب عسكرية كبيرة فأستبشرنا الخير واننا سنجد من يساندنا ويأخذ حقنا من هؤلاء المرتزقة ، حكيت لهم القصة بالتفصيل ، فرد علي احدهم ؛ حمدا لله على سلامتك ، يا اخي الا تعلم انهم احتلال وهذه قصة بسيطة مما سيفعلونه بنا لاحقاً وستخبرك الايام بصدق قولي ، عد ادراجك و( اذبح لك خروف ) لنجاتك من الموت ، قال لي الضابط وهو يعض الشفاه ؛ لقد اخبرونا ان الامريكان ( خط احمر ).... هنا علمت ان كلمة خط احمر تعني ( الظلم كله ) ، فعلا هو كذلك ،اما الحقوق فهي خطوط خضراء مفروشة بدماء وارواح وكرامة اصحابها لذوي الخطوط الحمراء، يدوسون عليها ويرتعون بلا وازع او رادع ، حسبنا الله ونعم الوكيل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك